recent
أخبار الساخنة

تقرير: الإعلام الجديد سلاح اللاجئ الفلسطيني




التقرير من إعداد: أمل أبو خرج + كيان كنعان

شهد العالم في الاونه الأخيرة تطورات سريعة في تكنولوجيا التواصل والإعلام, حتى بات العالم كأنه قرية صغيره نطل عليها من نافذة واحدة, و من ملامحها ظهور شبكة الإنترنت كوسيلة اتصال تفاعلية، أتاحت الفرصة أمام الجميع للتواصل والاتصال و سهولة الوصول إلى المعلومات السريعة وإرسالها ونشرها بما لم يسبق لها مثيل, وبات الجميع يتسابق في مواكبة هذا التطور الإعلامي الاتصالي الجديد في نشر وتبادل المعلومات من خلال الصحافة الالكترونية والتي تجلت في صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الإخبارية والتويتر ويوتيوب وسناب شات وغيرها…..


الشعب الفلسطيني كغيره من شعوب العالم، تأثر بالإعلام الإلكتروني الجديد، وأدرك أهمية هذه الشبكة العنكبوتية، ليستفيد منها ويواكبها وليسخرها في خدمة قضيته وشعبه في مخيمات اللجوء و الشتات, وفي الداخل الفلسطيني المحتل ولمواكبة كل ما يدور على الأراضي الفلسطينية المحتلة من إحداث وليكون السلاح الذي يستخدمه في للدفاع عن قضيته وعن مخيماته, ويعتبر الإعلام الجديد بالنسبة للشعب الفلسطيني في الشتات و شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع الإخبارية من أهم الأدوات الإعلامية التي لعبت دورا فعالا ومهما في نقل الحدث وواقع المخيمات الفلسطينية في لبنان إذ اعتبرت هي المظلة الحامية لها في ظل حملة التشويه الممنهجة ضدها والتي اعتبر بعض الإعلام الأخر المخيمات هي مربعات أمنية , وأيضاً للإضاءة على ما يدور في الداخل المحتل من مواجهات مستمرة مع العدو الصهيوني ، وكشف تجاوزات الاحتلال أمام الرأي العام العالمي من خلال المقالات والدراسات التي تحلل أوضاع الشعب الفلسطيني بكل أبعاده، في مقاومته وفي مظلوميّته.

واظهر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من خلال الإعلام الجديد المواهب والإبداعات الثقافية والفنية والفكرية التي تحتاج لمن يمسك بيدها ويخرجها بعيدا عن الحواجز والبوابات الالكترونية لتظهر إبداعاتها للعالم الخارجي التي ما هي إلاً ضغط نفسي آخر على جيل كامل من أبناءه، شعبنا يراد له التقوقع في بيئه واحده بعيدا عن الاندماج في العالم الخارجي. ونتيجة هذا التطور التكنولوجي الإعلامي الجديد سعى بعض الشباب الفلسطيني منهم وخاصة المثقف والإعلامي والتقني في مخيمات لبنان إلا أن يكون له مكانته في هذا العالم الجديد خاصة انه صاحب قضية ويستطيع أن يحمل سلاح الإعلام الجديد ويكرسه من اجل شعبه وقضيته وحقه في العودة وتقرير المصير , حيث ظهرت عدة مواقع الكترونية كموقع لاجئ وشبكة أخبار المخيمات وموقع أخبار الرشيدية وشبابيك، وقلم رصاص، وموقع عاصمة الشتات، وغيرها من المواقع جميعها تعنى بالشأن الفلسطيني وكل ما يهم اللاجئ الفلسطيني من انتفاضاته في الداخل المحتل وأخبار فلسطين الداخلية الى همومه الإنسانية والاجتماعية في الشتات والمطالبة بحقوقه وكسر الصورة النمطية عنه الى دعم كل التحركات الشبابية من اجل مخيمات أكثر وعيا وثقافة و تسليط الضوء على مشاكل المجتمع الفلسطيني وصولا الى ما يعانيه الشباب من إحباط نفسي وضغط اجتماعي و فقر وبطالة وصولا الى المخدرات والإدمان والتطرف والتوعية منها ومن مخاطرها.

بعد بروز العديد من هذه المواقع الالكترونية في مخيمات اللجوء لا بد لنا أن نشير الى واحد من أهم المواقع الإخبارية الفلسطينية في لبنان التي تعنى بالشأن الفلسطيني موقع عاصمة الشتات الإخباري الذي استطاع بمدة قياسية قصيرة أن يتخطى حدود المخيم وينتشر على مداد الوجود الفلسطيني في العالم .

وبلقاء مع مدير الموقع الأستاذ محمود عطايا: قال إن موقع عاصمة الشتات هو موقع إخباري اخذ على عاتقه كل شجون وقضايا وأخبار مخيم عين الحلوة ومخيمات الشتات الفلسطيني في ظل تقصير الإعلام الحزبي ألفصائلي، وأيضاً يغطي أخبار الداخل الفلسطيني وغيرها من الأخبار بإحترافية ومصداقية، حيث يتابع الموقع يوميا الكثيرون في لبنان ولخارج (حازت صفحته في الفيسبوك على إعجاب ما يقارب من 120 ألف متابع).

و عن فكرة إنشاء الموقع قال “عطايا” انطلق الموقع في أيار عام 2012 مع مجموعه من الشباب الناشط المتحمس لإطلاق موقع إخباري يكون صوت اللاجئ المخنوق ليخرج للعالم ويخاطبه عن همومه وقضاياه ومعاناته من الحرمان من حقوقه المدنية والاجتماعية والإنسانية ويبرز كل ما تجاهله وتغاضى عنه الإعلام الخارجي الى ان الموقع أصبح جزء من الحدث داخل المجتمع الفلسطيني في المخيمات.

وعن فكرة تسمية الموقع “بعاصمة الشتات قال محمود عطايا : إن اختيار اسم الموقع كان من زميله في الموقع الناشط ابن المخيم محمود الشايب، نسبة لأكبر مخيمات اللجوء، وهو مخيم عين الحلوة، الذي تم بناءه عام 1950 والذي يقدر عدد سكانه تقريبا 75 ألف نسمة يقيمون على مساحة تبلغ نحو كيلومتر مربع فقط، بحيث يشكل اكبر كثافة سكانية في اصغر مساحة من الأرض ولهذا السبب يطلق عليه عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان ويعتبر الأكثر هماً ومعاناة وخصوصية وتعددية حزبية متنافرة.

وبالسؤال عن فريق العمل في الموقع قال : “عطايا ” في الموقع مجموعة من الشباب الناشط المثقف يعمل بالنشر والمتابعة على الأرض لنقل الحدث في ظل التحديات بكل مصداقية وحرفية دون اي محسوبية لأحد من الأطراف الموجودة في المخيم لان الأهم لديه هو تسليط الضوء على قضية اللاجئين في المخيمات ومعاناتهم وعلى القضية الفلسطينية وحق العودة ورفض التوطين وتقليصات الأونروا.

وحول المشاكل الانساية في المخيمات وكيفية طرحها ومعالجتها ؟ أجاب عطايا: بان هذا الموقع هو الأكثر جرأة على الأرض حيث يساهم بإبراز قضايا المخيم الإنسانية والاجتماعية ليلتفت إليها المسؤولون ويتم معالجتها مما يتسبب في بعض الأحيان لفريق العمل بعض المخاطر وعمليات الضغط وتصل أحياناً للتهديد من بعض الفئات المتضررة من إبراز هذه المشاكل وإصرارنا على حلها من مشاكل إنسانية وبيئية و بنية تحتية وعمرانية .”

وفي نفس السياق، وبسؤال وجهناه للسيد عدنان الأحمد، وهو من متابعي موقع “عاصمة الشتات” من خارج لبنان، عن موقع عاصمة الشتات، أجاب: بأنه يتصفح الموقع يوميا وهو رفيق قهوته الصباحية يتابع كل الأخبار العربية والعالمية وبالأخص أخبار القضية الفلسطينية وتداعياتها وبهمه جدا أن يتابع أخبار المخيمات الفلسطينية حيث يتبعها بصورة متواصلة وكثيرا ما يقوم به الاتصال بأهله ليستفسر عن خبر أو حدث قرأه في الموقع وكم من مرة يبتسم سعادة لأنه التقط الخبر قبلهم من خلال موقع “عاصمة الشتات”.

وأكد عدنان احمد بان هذا الموقع يلبي رغبة اللاجئ الفلسطيني المغترب و بحسب كل شخص واهتماماته فان حسب قوله: “أتابع كل كبيرة وصغيرة وبت اشعر وكأنني في المخيم ومتابع لقضاياه الذي تركته منذ أكثر من 38 عاما ولم أزر المخيم سوى 3 مرات خلال كل هذه السنوات وكان أخرها منذ 6 سنوات .” ويبقى السؤال الأبرز، هل الإعلام الالكتروني يلبي حاجات القراء الفلسطينيين من الناحية الإخبارية والثقافية والاجتماعية ؟

وهل هو سلاح مؤثر في وجه الاحتلال ؟ وكم نحتاج بعد لإمكانيات بشرية وتقنية لتوجيه هذا السلاح بوجه الاحتلال لنقلب به كل الموازين ويكون الأكثر فتكا بوجه أعداءنا ؟

فالإعلام الجديد لازال يعتبره الكثير من الخبراء أنه قضية جدلية أسست لصحافة المواطن، التي هي السلاح الأكثر فتكاً في زماننا هذا، لما له من انتشار وتأثير في الرأي العام ومراكز القرار.

طلاب دورة (مبادئ الصحافة الاستقصائية). من تنظيم جمعية راصد لحقوق الانسان وموقع عاصمة الشتات، بدعم من برنامج الشباب الفلسطيني.
google-playkhamsatmostaqltradent