نظمت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مهرجانا جماهيريا عصر اليوم الجمعة في مخيم نهر البارد ، في قاعة مجمع بيت المقدس ، إحياءً للثلاثين من اذار ذكرى يوم الارض وذكرى معركة مخيم جنين البطولية.
حضر المهرجان أحزاب ، شخصيات لبنانية وإسلامية ، مشايخ ،فصائل فلسطينية ، أعضاء من اللجنة الشعبية ، فاعليات أدبية ، ثقافية ، فعاليات شعبية وحشد من أهالي المخيم.
استهل المهرجان بآيات من الذكر الحكيم ، ثم ألقى الشاعر مروان الخطيب قصيدة من وحي المناسبة.
ألقى رئيس دائرة أوقاف عكار فضيلة الشيخ مالك جديدة كلمة قال فيها: "إن هذا الشعب أطفاله أبطال ونساؤه رجال ورجاله جبال" موجها التحية للشعب الفلسطيني معبرا عن الشموخ والاعتزاز بهذا الشعب المضحي والمعطاء والذي يقدم روحه وكل ما يملك دفاعا عن كرامة الأمة العربية والإسلامية مؤكدا أن على الجميع مساندته وتقديم العون له لا التآمر عليه وعلى تاريخه وحقه.
وقال بأن شعب فلسطين يعيد اليوم إحياء القضية الفلسطينية من جديد بكل عزيمة وإصرار ليؤكد للعالم أجمع أن على هذه الأرض شعب لا تموت قضيته. وأكد أن هذا الشعب الأصيل اليوم وفي كل يوم يسطر ملامح العز والبطولة من يوم الأرض إلى جنين إلى الانتفاضات المباركة إلى مسيرات العودة اليوم التي أربكت الاحتلال وجميع حساباته وأوقفت ما يسمى "صفقة القرن" وأكدت على الوعد الإلهي بالنصر والتمكين.
وألقى أمين سر ساحة لبنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ علي أبو شاهين كلمة قال فيها : "لقد قام المشروع الصهيوني منذ نشوئه وحتى اليوم على ثلاثة أركان إحتلال الأرض وطرد الشعب وتهجيره من خلال المجازر والقتل والإرهاب. وإقامة الكيان اليهودي الاستيطاني والتهويد ومصادرة الأرض، وذلك إبتداء من وعد بلفور ومروراً بقرار التقسيم علم ٤٧ ونكبة فلسطين عام ٨٤ والنكبة الثانية عام ٦٧، ولا يزال مشروع التهويد مستمراً الى اليوم. لكن ما بعد عام ٦٧ وتحديدا عام ٧٦ حدثت المفارقة حيث لم يعد هناك أي ركون إلى الباطل، وأثبت شعبنا الفلسطيني أنه متمسك بأرضه واختار استراتيجية الكر لا الفر ، والموت على أرضه وعدم السماح بمصادرتها واحتلالها وعدم السماح بالتهجبر مجددا ولو أدى ذلك إلى استشهاده، وهذا ما حصل في ملحمة يوم الأرض بتاريخ ٣٠/٣/١٩٧٦ ، هذه الملحمة التي جسدت عمق ارتباط الفلسطيني بأرضه. ومنذ ذلك اليوم يشكل يوم الأرض مناسبة يجدد فيها الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وأيا كان انتماؤه تمسكه وتشبثه بأرضه التي سلب معظمها لصالح الكيان الصهيوني . وهذا ماتكرر لاحقاً في انتفاضة العام ٨٧ والعام ٢٠٠٠ وكذلك في معركة جنين البطولية منذ ١٦ عاما، جنين القسام .. جنين الطوالبة، جنين أحمد جرار التي كما عهدناها لا تزال تنجب الأبطال والفرسان الذين يقدمون أغلى ما يملكون من أجل ثرى الوطن".
وأكد أن ملحمة جنين أسقطت مشروع "كي الوعي" الفلسطيني مثلما ستسقط اليوم أيضا كل الجموع الفلسطينية المنتفضة في مسيرة العودة الكبرى "صفقة القرن" الأمريكية.
وأشار أبو شاهين إلى أنه تكمن أهمية مسيرات العودة بأنها وضعت أمام الشعب الفلسطيني وقواه الحية إستراتيجية للرد على مخططات ترامب وقراراته. لتحقيق هدفه في العودة وأعادت التأكيد على حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني بانه صراع على الأرض لا على دولة ولا على سلطة أو لتحسن شروط التفاوض. كما أظهرت أن العدو غير قادر على تحمل وجود خيم للاجئين الفلسطينيين بالقرب من أرضهم وان مجرد وجود تلك الخيم على الحدود مع فلسطين المحتلة يصيب العدو بالرعب والقلق.
أوضح بأن هناك عدة تحديات اليوم تستهدف القضية الفلسطينية ولاسيما حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها وذلك من خلال بوابة المساعدات الممنوحة للاونروا والتي تاتي في سياق مشروع وخطة ترامب المسماه بصفقة القرن متوهمين بأن ذلك سيحسم الصراع لمصلحتهم على حساب شعبنا وأمتنا.
دعا إلى تقديم الدعم العربي والإسلامي ومساندة الشعب الفلسطيني. مؤكداً أن على الجميع ان يعي حقيقة المشروع الإحلالي الاستيطاني بأنه لا يستهدف فلسطين والقدس فقط وإنما يستهدف تقسيم المنطقة بأكملها.
وقال بأن المطلوب اليوم من الشعب الفلسطيني وفصائله مزيدا من الصمود والتمسك بالحقوق وتحصين المخيمات وحمايتها من اي فتنه.
كذلك فإن المطلوب من أشقائنا اللبنانيين حكومة وشعبا واحزابا بأن لا يألوا جهدا في دعم وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وتمسكه بحقوقه وهذا ما يعزز من الثقة بين الشعبين ويوطد العلاقة الاخوية على اسس سليمة.
وختم قائلا :"وان حقنا في فلسطين غير قابل للتجزئة وغير قابل للمساومة وحقنا بالعودة لا يسقط بالتقادم ولا نرضى اي بديل عنه. فاما ان نعيش على ارض فلسطين احرارا شرفاء وإلا مرحبا بالموت مرات ومرات ومرات في سبيل ديننا وفي سبيل وطننا فلسطين".