بمناسبة مرور ثلاثة أيام على رحيل
القائد الوطني المناضل احمد مصطفى مراد "أبوأسامة"نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني مهرجاناً تأبينياً للققيد،وذلك اليوم الإربعاء 4/4/2018 بعد صلاة العصر في قاعة عمر رشيد القطب "مسجد الموصللي" ،حيث توافدت الحشود الجماهيرية والشعبية والسياسية من أبناء مخيمي عين الحلوة والمية ومية وجوارهما،وكذلك من التجمعات الفلسطينية في إقليم الخروب،لتقديم واجب العزاء بالفقيد،وقد شارك أيضاً في المهرجان التأبيني قادة وكوادر الفصائل والقوى والاحزاب الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية،وأعضاء من اللجان والمنظمات والاتحادات الشعبية والنقابية والشبابية،ولجان الأحياء والقواطع،حيث كان في استقبال المعزين قيادة الجبهة وكوادرها وأعضائها،يتقدمهم جمال خليل عضو المكتب السياسي ومسؤول الساحات الخارجية للجبهة،تامر عزيز عضو المكتب السياسي ومسؤول الجبهة في لبنان ،وعصام حليحل عضو اللجنة المركزية للجبهة،إلى جانب أبناء الفقيد أحمد مراد ابو أسامة،وجميع أفراد آل مراد.
حيث افتتح فادي القيم المهرجان التأبيني ببعض الكلمات التي رثى بها الشهيد أحمد مراد،مستذكراً نبذة عن حياته وتاريخه النضالي والكفاحي،ثم قدم المتحدثين في المهرجان،فكانت الكلمات التالية:
الشيخ علي اليوسف
قدم سماحة الشيخ علي اليوسف موعظة دينية من وحي المناسبة،دعا فيها إلى عدم الغفلة عن اركان الايمان والعبادة والتواصل مع الله وخاصة الصلاة،كما تطرق إلى مناقبية الشهيد احمد مراد أبو أسامة،واستذكر صديقه ورفيق دربه القائد الشهيد منيب حزوري الذي ارتقى إلى العلى قبل أسابيع.
ثم قال الشيخ اليوسف بأن الهجمة من قبل العدو الصهيوني وامريكا وحلفائهم في العالم قوية على شعبنا الفلسطيني من أجل تصفية قضيته وحقوقه المشروعة، وهذا يتطلب مواجهتها موحدين معتمدين على إرادة شعبنا وعزيمته وأصراره على مواصلة الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم حتى دحره عن الارض الفلسطينية.
وأكد الشيخ اليوسف بأن الشعب الفلسطيني صاحب حق وأنه حسب الوعد الالهي فإنه سينتصر ولن تمر كل الصفقات والمؤامرات عليه،لا صفقة القرن ولا غيرها من المؤامرات،وهذا الوعد الالهي بشر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حينما ذكر الشعب الفلسطيني في حديثه الذي قال فيه: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
وتطرق اليوسف إلى الأوضاع الصعبة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان،والتي تفتقد للحد الأدنى من الظروف الحياتية الانسانية،ونبه من الاستهدافات الكبرى التي ترسم لها في الخفاء والعلن من قبل اعداء الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم العدوالصهيوني،في سياق مؤامرة تستهدف حق العودة.
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية
القى خالد فرحات العضو القيادي في حزب الشعب الفلسطيني وعضو لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان كلمة منظمة التحرير الفلسطينية جاء فيها:
لم يكن في حسباني يوماً بأن اقف على منبر, لأرثي صديقي ورفيقي الغالي المناضل القائد الشهيد احمد مصطفى مراد ابو أسامة، ولم ادرك أيضاً بعد أن كُلفت, ولي فخر كبير بأن القي في تأبينه كلمة, بأن الموقف سيكون غاية في الصعوبة، وأن المسألة ستكون شاقة, في التجوال بين الأفكار, لألملم بعض من الكلمات, التي يمكن أن تقال بالرفيق ابو أسامة.
احمد مراد, له مع كل فلسطيني مقاوم في الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية قصة, أو حدث أو خبر, ولكل منا ذكرى طيبة معه، كيف لا وهو الذي انتمى وارتبط بالعمل المقاوم والثوري منذ نعومة أظافره, وهو في ريعان عمره، فانطلقت مسيرته النضالية مع انطلاق الثورة الفلسطينية، متنقلاً بين موقع نضالي واخر, وكأنه يبحث عن المكان الذي يمكن أن يتسع لحماسه وعطائه الكبيران، ولكنه لم يفقد البوصلة, ولم يضل الطريق، فبقيت وجهته فلسطين والمقاومة طريقاً لتحريرها من رجس الاحتلال.
احمد مراد حافظ على نقاوة المناضل, وأصالة الانتماء, وكانت منظمة التحرير الفلسطينية, الوعاء الوطني الجامع والكبير الذي يتسع للكل الفلسطيني، وكانت بالنسبة إليه, بمثابة الرافعة الوطنية والنضالية والكفاحية, التي لطالما انتمى إليها ودافع عنها وعن شرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني أينما وجد،وكان دائماً يشدد بأن الوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى والأقوى لمواجهة العدو الصهيوني وكافة مشاريعه التصفوية، وانطلاقا" من ذلك كان من اكثر المنتقدين للانقسام ورئى فيه مقتل للمشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها.
احمد مراد المناضل, كما يصفه كل من عرفه في الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، لم يُبدل ولم يتبدل، حمل السلاح, وخاض العديد من المعارك دفاعاً عن الشعب الفلسطيني, والمخيمات الفلسطينية, وعن لبنان الحر المقاوم، فقد شارك بمعارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية في وجه العدوان الصهيوني في العام 1978 وفي الأجتياح الصهيوني للبنان عام 1982, وما قبلهما وما بعدهما, حيث استمر بالنضال في العديد من المواقع الكفاحية، العسكرية والأعلامية و السياسية وكان قائداً ميدانيا شعبياً وجماهيريا" حتى تاريخ استشهاده، فكان عضواً فعالاً نشطاً ملتزماً في لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية في لبنان،والتي كان له بصمة قوية في عملها اليومي، وفي اعداد معظم أوراقها وبرامجها لمتابعة شؤون المخيمات من مختلف جوانبها.
احمد مراد, المناضل الخلوق المثقف والواعي الملتزم صاحب الارادة والعزيمة القوية، والذي لم يخجل يوماً أو يهادن على قول كلمة الحق،لا يمكن أن يُختزل ببضع كلمات أو جمل، فكما قلت في بداية حديثي ان الراحل، لنا معه في كل يوم قصة وحكاية وموقف، تؤكد بأن خسارتنا به كبيرة، ولا نعلم أن كان الله سيمن علينا بمن يسد الفراغ الذي احدثه غيابه من عالمنا ودنياناً.
إننا في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، نعاهدك يا رفيق الدرب بأنناعلى نهجك وعلى ذات الطريق سائرون،كما سنحمل بين ضلوعنا حلمك بالعودة إلى الديار التي اقتلعنا منها في العام 1948 على يد العصابات الصهيونية .
من هذا المنبر نتقدم بعزائنا الحار الى عائلة الراحل والى ذويه والى ال مراد وال بلدته والى عموم اهلنا في مخيم عين الحلوة والى رفاقه في جبهة النضال الشعبي وزملائه في اللجان الشعبية ولجان الأحياء.
نم قرير العين يا حبيبنا ويا رفيقنا ابا أسامة، وكن مطمئناً بأن المسيرة الكفاحية باقية, وستستمر حتى تحقيق الحرية والاستقلال والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
المجد لك ولكل الشهداء الذين سقطوا على درب وأرض الوطن ورووا بدمائهم الزكية تراب الوطن لتنبت شجرة الاستقلال والعودة.
كلمة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
القى كلمة الجبهة عضو لجنتها المركزية عصام حليحل "ابو جهاد"قال فيها:
ها نحن يا شهيدنا القائد ابو اسامه نقف على منبر تابينك وكنا بالأمس القريب نقف نفس الوقفه نؤبن صديقك ورفيق دربك في النضال والحياة الشهيد القائد منيب حزوري،وكانكما تعاقدتا ان تعيشها في نفس الزمان ونفس المكان.
الشهيد القائد احمد مراد ترجل ليلتحق بركب الشهاده والشهداء
بعد رحله طويله من العطاء والعمل،كان الشهيد ابو اسامه يتميز بفاعليته
النشطه في اطارات وهيئات
م.ت . ف التي كان يومن بها إيمانا راسخا حاسما بأنها السفينه التي ستقودنا الى شاطئ الأمان والانتصار.
وكان الشهيد القائد ابو اسامه
يومن بالحوار وحق الاختلاف
وما كان يفرق بين فصيل واخر
او بين أيديولوجيا واخرى
طالما حافظ الجميع على البقاء
تحت مظلة واحده،وكان يعتبر ان الوحدة الوطنيه هي فاتحة التحرير والعود والانتصار.
وخُتم المهرجان التأبيني بكلمة لآل الشهيد القاها أبن اخ الشهيد أحمد مراد ابو اسامة سعيد مراد العضو القيادي في حزب فداء وممثله في لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان،شكر فيها كل من حضر أو أتصل هاتفياً أو عبر الرسائل معزياً بالشهيد،مؤكداً عهد العائلة ووعدها بأن تصون ذكرى الشهيد وأن تحافظ على ما ورثته من مبادئه وقيمه الاخلاقية والانسانية والكفاحية،وأكد سعيد مراد على بأن العائلة ستواصل ذات الطريق الذي سلكه أبنها الشهيد،طريق المقاومة والكفاح حتى استرداد أرضنا الفلسطينية وطرد المحتل عنها وإقامة الدولة الفلسطنيية المستقلة وعاصمتها القدس،وتحقيق العودة وفق القرار 194.