ورد في كتاب النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود لعارف العارف:
"وفي 6 نيسان هاجم العرب بقيادة كل من كامل عريقات وإبراهيم أبو دية وحافظ بركات محاجز "اليشار" (وهي محاجر صهيونية كانت قريبة من القسطل)، فنسفوها، كما نسفوا الاستحكامات التي أقامها اليهود من حولها، وقتلوا من الأعداد عدداً ينوف على المئة (قد يكون الرقم مبالغاً فيه)، وجرحوا آخرين، ولكن ذخائرهم نفذت عند الظهيرة، ولم يكن معهم سوى مدفعين من طراز "برن"، ومدفع هاون من قياس 3 بوصات وسبع عشرة قنبلة وثلاثة ألغام. ويظهر أن اليهود شعروا بذلك، فقاموا بهجوم معاكس يهدفون من ورائه إلى صد الهجوم عن القسطل والاحتفاظ بها مهما كلفهم ذلك من ثمن، ولقد عززوا حاميتهم بالرجال وأتوا في عدد من المصفحات، وأرسلوا إليها السلاح والمؤن بالطيارات،
واستنجدوا في الوقت نفسه بإخوانهم المقيمين في مستعمرتي عطروت والنبي يعقوب، فراح هؤلاء يشددون الخناق على القرى المجاورة لئلا يركضوا لنجدة اخوانهم المناضلين في القسطل، فتطورت المعركة تطوراً لم يكن في صالح العرب، واستشهد 5 من المناضلين وجرح كثيرون بينهم وكيل القائد كامل عريقات، فانسحب من الميدان، وشعر المناضلون بالخطر، ولا سيما أن ذخائرهم نفذت أو كادت..."
ويضيف: "وسقطت في اليوم نفسه - 6 نيسان - دير محيسن وخلدة بيد اليهود وتمكنوا من شق الطريق وإيصال قافلة من المؤن إلى القدس في أربعين سيارة من سيارات الشحن الكبيرة، وراحت طائرة يهودية تهاجم المناضلين المرابطين حول القسطل".
الصورة: تلة القسطل كما بدت عام 1985