*ثمانية وعشرون عاماً مضت على رحيلك ومازلت في أنتظار وترقّب*.
*ثمانية وعشرون عاماً مضت ومازلت أنصت بكل حواسي لسماع وقع خطواتك وصوتك في* *أرجاء بيتنا* .
*ثمانية وعشرون عاماً وانا أتقلب على جمر شوق لا حدود له* .
*ثمانية وعشرون عاماً وانا أسعى بين مكان وآخر في بيتنا أبحث عن ضحكة توارت هنا أو هناك* .
*ثمانية وعشرون عاماً أخاطب الساعات أن أسرعي كي أكون أول من يستقبل عودتك أبي في البيت* .
*كثيراً حينما يُطرق الباب لا تحضرني صورة أحد غيرك أطير مسرعة ثم ارجع مكسورة الجناح وكذلك عندما يرن الهاتف وتتسايق رناته مع نبضات قلبي* !!
*آااه* *كم اشتاقك إليك أبي ويتملكني الحنين إلى صوتك في السهر وعند ساعات الفجر* .
*ثمانية وعشرون عاماً ومازلت أشتاق إلى نظراتك الهادئة وضحكاتك الساحرة من قال عندما نكبر لا نحتاج إلبك* ؟!
*وكيف ستطيب أيامنا دونك يا حلوها أنت وبهجتها يا أبي* ؟!
*تداهمنا الفرحة عندما نلتقي في بيتنا لكنها لاتكتمل دونك يا أبي* .
*كم أشتاق للمسة يدك المباركة*.
*كم احتاجك أبي اليوم وفي كل وقت* .
*أشعرالآن أن نبضك بداخلي ينبض ويُحيي أملي من جديد* .
*أبي ..
*ليتك تزورني في حلمي أحتاج ان أرى نور وجهك وبياض شعرك* .
*أحتاج أن أرى فيهما طريق رسمته أنت بجهدك وسهرك في تلك الليالي*.
*أحقاً رحلت يا أبي في رحلة لا أراك بعدها*!
