التصريحات التي نسمعها من قبل الهيئات الرسمية اللبنانية و بالخصوص
المؤسسات الاولى : الرئاسة و الحكومة و النواب كلها تعبر عن التضامن
و التأييد لحقوق الشعب الفلسطيني و تستنكر الجرائم الصهيونية و المؤامرات
التي تحاك من أجل تصفية القضية الوطنية للشعب الفلسطيني ! هذه المواقف
تلقى صدى إيجابيا لدى المواطن الفلسطيني لا سيما بعد تصاعد وتيرة
المؤامرات التي تشارك فيها بعض الأنظمة العربية لمصلحة العدو .
لكن ما يجري على الأرض من مضايقات تُمارَس ضد المواطن الفلسطيني
و تشدد الخناق عليه تجعل المراقب في حيرة من أمره أمام هذا التناقض
بين القول و الفعل ، خصوصا في ظل التعاون و التنسيق غير المحدود
بين المؤسسات السياسية و الشعبية الفلسطينية و الدولة اللبنانية .
ان هذه الإجراءات غير المبررة لا يمكن أن تخدم العلاقة بين الأشقاء
و ربما تتماشى مع مشاريع التيئييس التي تستهدف تضييع القضية
الفلسطينية و بالأساس منها مسألة اللاجئين و حقهم في العودة إلى فلسطين .
ماذا يعني تشديد الإجراءات و خنق المخيمات و آخرها في مخيم البص ؟
إن القاصي و الداني يعلم حرص الفلسطيني على أمن و استقرار لبنان ،
و عن استعداد اللاجئ الفلسطيني للتضحية من أجل لبنان باعتباره بلد عزيز
و شقيق . و لم يسبب الفلسطيني يوما مشكلة في الجوانب الأمنية أو السياسية
بل كان حريصا على وحدة الأرض اللبنانية و داعيا لتوافق الأشقاء اللبنانيين
من كل الطوائف و الملل . بل حتى في فترة انهيار النظام السياسي ،
و الانقسام الطائفي و المناطقي بقي الفلسطيني إلى جانب لبنان العربي
الموحد ، الذي يتسع لكافة اللبنانيين على حد سواء . و حافظ على هذا
التوازن و لم يفرض مواقفه على أية جهة أو مؤسسة بل و لا على مختار
قرية لبنانية صغيرة . إن هذه المضايقات التي تتعرض لها المخيمات و التي
تزيد من أعباء و مشكلات المواطن الفلسطيني لا تخدم سوى مشاريع
التصفية للقضية الفلسطينية و طمس حقوق اللاجئين في عودتهم إلى وطنهم ،
و ربما تُستغَل من بعض الجهات العميلة للنيل من العلاقات الوثيقة التي
تربط الشعبين الشقيقين . كفى المواطن الفلسطيني ما يعانيه من بطالة
و مشكلات اقتصادية و صحية و من ظروف إنسانية خانقة .
حقه عليكم أيها الأشقاء أن ترفعوا عنه المعاناة و تلغوا الإجراءات التي
تمنعه من العمل و توقفوا التصريحات العنصرية ضده .
حقه عليكم الدعم بكل الوسائل لتحقيق اهدافه في العودة الى وطنه .
ارفعوا الحصار و الجدران و السواتر و شيدوا حواجز المحبة و التآخي
و ازيلوا العوائق بين الشقيق و الشقيق . نحن كلنا في صف واحد
و ليس لنا إلا عدو واحد .

