على مدار العام الماضي إنشغلت الأروقة السياسية بـ "صفقة القرن" التي لم يرشح منها إلا الإسم، واتجهت العيون والافئدة نحو بلاد العم سام، التي صفعت ضيوفها بإعلان الرئيس دونالد ترمب في السادس من كانون أول الماضي القدس عاصمة لإسرائيل...
هذا الإعلان الذي تلقفه اليمين المتطرف في إسرائيل ليختتم حزب الليكود الحاكم في تل أبيب عامَه بالتصويت على السيادة المطلقة على "المستوطنات في يهودا والسامرة"، لأنهم لا يعترفون أصلاً بشيء إسمه الضفة الغربية...
وهذا التصويت فتح شهيّة الكنيست "برلمان الإحتلال" على التصويت بأغلبية على رفض المفاوضات نهائياً بشأن مدينة القدس، درة تاج الدولة الفلسطينية الناجزة وعاصمتها الأبدية، لتخرج بذلك من أي مفاوضات ممكنة مستقبلا، ونحن ما زلنا نتلمس لبعضنا، عرباً ومسلمين، الأعذار للإستمرار في التخاذل تحت مسميات "رومنسية" نبرر فيها عجزنا عن حماية مقدساتنا ونواسي فيها أنفسنا على ما فقدنا.
واليوم طالعتنا مندوبة البيت الأبيض بوقف مساعدات واشنطن للأونروا إلا بالعودة للمفاوضات مع الاحتلال بالصيغة الامريكية، فيما يطلق سيدها ترمب تهديداته للشعب الفلسطيني بوقف المساعدات المالية عنه ما لم تعد قيادته للمفاوضات ، ونحن نقول لها ولسيدها ترمب "بئست الأموال المرهونة بإذلال شعب وسلب وطن"، فلسطين ليست حفنة دولارات ... فلسطين دماء وشهداء وكرامة شعب ومصير وطن.
خوفي وقلقي من العودة للمفاوضات، بتبريرات غير مبررة، تحت وصاية العم سام الذي منحناه على مدار عقدين من الزمن توكيلاً حصريا ووصاية، شجعته على منح ما لا يملك لمن لا يستحق، ويبقى سؤال برسم الإجابة هل ستتخذ مؤسسات القرار الفلسطيني على إختلاف مسمياتها قرارات مصيريه ردا طبيعيا على قرارات ترامب المتعددة والليكود والكنيست الإسرائيلي وما يحمله قادم الأيام ربما يكون أعظم من ذلك بكثير ...
اللواء/ سلطان ابو العينين
