منصة ناشط لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تعد تقريرها الأول عن مرض التوحد في مخيمات صيدا: إعداد منسق المنصة شادي سعيد بعنوان: مرض التوحد في المخيمات الفلسطينية بين آلام أصحابه ومعاناة الأهالي
يعتبر مرض التوحد من أدق وأصعب الأمراض المنتشرة في الوسط الفلسطيني وهو مرض سلوكي يتعرض له الفرد منذ ولادته على الأرجح حيث يجعله بعيدا عن مجتمعه غير واع لما يحدث حوله من أمور ينطق بصعوبة يتحرك بكثرة يرفرف بيديه ويتكلم بصيغة الأنا كأن يقول لأمه أعطني الماء يا أحمد كما تعاني بعض الحالات من عدم الإحساس بما حولها أو في حال تعرضت للضرب ب أو غيره من الأمور ولاحظنا من خلال مقابلاتنا بأن معظم الحالات تعمد إلى لعق الأصابع وتجريحها عبر الفم وغير ذلك من السلوك والأعراض , هذا م إستنتجناه والكثير خلال مقابلاتنا التي أجريناها مع عدة حالات توحدية ضمن مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا .
تشير الإحصائيات الصادرة عن هيئة الإعاقة الفلسطينية بأن 13 حالة توحد مسجلة لديها ضمن مخيمات صيدا وقد أفادتنا معلومات من مصادر أخرى بأن العدد يتجاوز العشرين حالة على الأقل ا .
يعاني مرضى التوحد واهاليهم من مشاكل متعددة تتلخص بعدم قدرة ة المرضى على التأقلم مع مجتمعهم وعدم قدرة الأهل على تحمل أعباء مرض أبنائهم حيث طلب منا جميع من قابلناهم العمل على تأمين مركز توحدي تعليمي تربوي علاجي يضعون فيه أولادهم حيث تحدثت إحدا الأمهات لثلاث توائم من ن الإناث تبلغن من العمر 16 عاما لمنصة ناشط (بلغ عمر بناتي 16 عاما ولم أجد من يعتني بهم من جمعيات ومؤسسات لتخفيف الضغط عني وعن أخواتهم وأضافت أخاف أن يدركني الموت وأتركهم وحدهم لأن أخواتهم لديهم مستقبل وما حدا دايم لحدا وأردفت أريد فقط أن أضمن من يجعل بناتي تعتمدن على أنفسهن في كل أمورهن الحياتية دون الحاجة لمساعدة أحد مشددة على الحاجة الماسة لمركز توحدي متخصص لأن المراكز الموجودة كدار رعاية اليتيم وغيره لا تستقبل من هم فوق عمر الإثنا عشر عاما كما أشارت إلى أن بناتها في صغرهن كن يوضعن في مراكز مختلطة تشمل إعاقات متعددة خصوصا العقلية منها مما يعقد الأمور ويزيد حالة بناتها صعوبة وقالت الأم في حال أردت وضع بناتي في مركز تخصصي يقبلهن فأنني بحاجة لمبالغ عالية جدا ونحن عائلة فقيرة يادوب لاقين ناكل) كما قابلنا شاب أهل لشاب فلسطيني في مدينة صيدا تحدثو عن نفس المعاناة تقريبا وهي عدم وجود مراكز متخصصة لهذا المرض تستقبل جميع الحالات التوحدية بغض النظر عن العمر وطبيعة الحالة وقالت والدة الشاب (نضطر لترك إبننا وحده في المنزل أثناء الذهاب إلى عملنا حيث يقضي جميع وقته في المنزل دون أن يمارس أبسط أنشطة الحياة التي يمارسها أي شاب من عمره وهمها الوحيد أن لا يحتاج إبنها إلى أي مخلوق بعد أهله وأن يجد مركز يعتني به ويرعاه ويساهم في إندماجه في مجتمعه وأضافت أنا من تعبت على ولدي منذ ولادته حتى الآن حتى أصبح يأكل وحده ويستخدم الحمام وحده ولكننا بحاجة لدمجه وإيجاد من يرعاه لنضمن مستقبله كما إنتقدت رفض الأنروا والمؤسسات الأهلية إستقبال إبنها لأن عمره يفوق الإثنا عشر عاما مشيرة إلى أن تلك الحالات بحاجة لرعاية دائمة ومستمرة)
نستنتج مما ذكر أعلاه بأن العينة التي اخذناها لإجراء هذا التحقيق وهي تمثل جميع حالات التوحد في المخيمات تطالب المعنيين من أنروا ومؤسسات إجتماعية واهلية وجهات داعمة تأمين مركز توحدي متخصص مجهز بالأدوات والكوادر المطلوبة لإستقبال تلك الحالات والإعتناء بهم ودمجهم في المجتمع أو المساهمة في وضعهم في مراكز متخصصة موجودة تستقبل جميع الحالات والأعمار دون إستثناء , وسيتبع قريبا تقرير ثاني يشرح بالتفصيل طبيعة المركز المطلوب إنشائه والأدوات المطلوبة وطبيعة الكادر المطلوب للعمل به حيث سيعرض على جهات داعمة ومنظمات حقوقية محلية ودولية ووسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي لمناصرة تلك القضية وإعتبارها قضية رأي عام .
تقرير عن مرض التوحد في مخيمات صيدا:إعداد شادي سعيد
الحجم