recent
أخبار ساخنة

القدس موَحَّدة و موحِّدة بقلم : ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية

منذ ان اعلن المأفون الامريكي عن قراره بنقل سفارة بلادة للقدس،

و اعترافه بالقدس عاصمة موحدة لكيان الاحتلال ، اظهرت هذه المدينة

المباركة المقدسة مكانتها العربية و الاسلامية و حتى الدولية . هتفت

الحناجر من المحيط الى الخليج بهتاف الغضب و السخط على المسخ

المعتوه و على موقفه و مواقف بلاده، و على من يتحالف معه و يؤيده

من الحكام العرب . و خرجت الجموع من المسلمين و العرب في كل

بقاع الارض يعلنون عن رفضهم لهذه المواقف العدائية الجائرة من قبل

الدولة الامريكية تجاه المسلمين و مقدساتهم . بل و ان كل حر شريف

من غير العرب و المسلمين شارك بالفعاليات المتضامنه مع الشعب

الفلسطيني و مع حقه في وطنه و عاصمته الابدية المقدسة . برزت

مواقف قوية من احزاب و شخصيات شعبية و رسمية تدعو للوقوف

بحزم ضد محاولات تهويد الارض المقدسة . كلها مواقف رائعة و معتبرة

و تدل على القيمة الحقيقية لعاصمة العرب و المسلمين و مكانتها في وجدان

كل عربي حر و شريف ، كونها تمثل شرف الامة و عزتها و حاضرها

و ماضيها . لم يشذ عن هذه القاعدة الا العربان المتآمرون على قضايا

الامة بالسر و العلن ! خرست مع اؤلئك الحكام أفواه شيوخ السلاطين

الذين يتخفون بعباءة الدين و هم اعداء الدين ، فلم تؤثر فيهم هذه الخطوة

التهويدية لاقدس مقدسات المسلمين ، و لم يلحظوا خيانات حكامهم الذين

قدموا مئات المليارات لدعم الرئيس الامريكي الاهوج عدو المسلمين الاول .

ان الخطوات التي اتخذت و المواقف التي اطلقت تستحق الاشادة و التقدير

و لكنها ليست كافية ما لم تتبعها مواقف عملية تجعل هذا الامريكي يتراجع

عن قراره، و تنذر من يريد ان يسير على ذلك الطريق من الزعماء العرب

و غيرهم و تجعلهم يفكرون الف مرة قبل الشروع في اية خطوة

تمس عروبة و اسلامية القدس . ان اقل ما يمكن فعله يكون بطرد سفراء

امريكا . او على الاقل التقليل من مستوى التمثيل الدبلوماسي

و طرد الموظفين الذين يعملون لاجهزة الاستخبارات بعباءة

دبلوماسية ، و يبحثون و يتدخلون في كل صغيرة و كبيرة تجري

في بلادنا . و يجب قطع العلاقات الاقتصادية و التعاون الامني و غيرهما

من العلاقات التي لا تخدم سوى الدولة الامريكية و من ورائها كيان

الاحتلال الصهيوني . المطلوب منا مواصلة الحملات في المحافل الدولية

و على المستويات الاعلامية و ابراز القدس الموحدة عاصمة لفلسطين .

ان الامريكي المتغطرس لا يعبأ بالخطابات و بالكلمات المنددة ، بل بالافعال

التي تهدد مصالحه في بلادنا في جميع النواحي . الجميع يعلم بان الظروف

العربية ليست في احسن احوالها و غير قادرة بواقعها الحالي ان تقوم

باعمال عسكرية لاستعادة القدس ، لكنها قادرة على دعم المقاومة في

فلسطين و على فك الحصار المفروض على قوى المقاومة . كذلك

يمكنها اطلاق الحريات للجماهير العربية حتى تعبر عن غضبها و رفضها

لاي اجراء يمس بالقدس الشريف . انه وقت الفعل امام القوى الطليعية

لمواجهة اعمال التطبيع و الاتصالات السرية و العلنية مع كيان الاحتلال .

يقع علينا كفلسطينيين الدور الرئيسي في مواجهة ما يحاك علينا من

مؤامرات ، حتى وصلنا الى مرحلة الوقاحة و البجاحة و التصريح

الواضح بالعداء لقضيتنا الوطنية و مقدساتها من قبل اطراف و شخصيات

عربية رسمية و غير رسمية و بالاخص في مصر و دول الخليج . فيتحتم

علينا اتخاذ المواقف التي تمليها علينا مسؤولياتنا الوطنية ، و في الاساس

منها اعلان موت اتفاق اوسلو بعدما تم نقضه من قبل دولة الاحتلال،

و بهذا فإن كل ما ترتب على اوسلو من تنسيق امني و مفاوضات

و اتصالات يجب ان تعتبر تجاوزا و تفريطا بالحقوق الوطنية الثابته

لشعبنا و يجب ان يواجه بقوة من الفصائل مجتمعة . و يجب ان توحد

الصفوف بافضل تجلياتها كما وحدت القدس شعبنا في المواجهات

و الفعاليات . علينا تشكيل غرف عمليات و هيئات تنسيق فورية

لتوحيد الموقف و مواجهة المخاطر بالطرق الخلاقة المؤثرة . ان الامة

العربية و الاسلامية موحدة خلف الموقف الفلسطيني . و لا يثبطنا تخاذل

بعض الرسميين من الملوك و الرؤساء الذين هم جزء لا يتجزأ من

المشروع الامريكي الصهيوني ، فليس هناك عربي حر شريف يقبل

بالتخلي عن القدس مهما كانت الاثمان . انهم الرعاع الحقيقيون الذين

ذهبوا مهرولين للاجتماع بترامب في الرياض و اداروا ظهورهم للقمة

الاسلامية في استنبول ، لا اراهم الا ادوات ينفذون المشروع الامريكي

ضد امتنا العربية و الاسلامية . ان شعوبنا العربية و الاسلامية تغلي

غضبا على حال الامة و هوانها . لكن دورنا مهم في صقل المواقف

و في استنهاض الامة . لقد وحدت القدس الامة في الماضي ، مع وجود

حكاما خونه من الدولة العبيدية في مصر ، و عاجزة كالخلافة العباسية

في بغداد . استطاع صلاح الدين ان يوحد الامة و تمكن من الانتصار في

حطين و بعد ذلك من فتح بيت المقدس . لم تكن الامة باحسن من حالها

الان ، لكن كان هناك قادة مخلصون حريصون على امتهم و مقدساتهم .

ان شعبنا في الاراضي المحتلة عام 48 و معه اهلنا في القدس و الضفة

و غزة و في الشتات و من خلفهم الامة العربية و الاسلامية موحدون

في موقف واحد من مسألة القدس ، انها فرصة للبناء على اساساتها

لافشال عملية التهويد لقدسنا و اراضينا المحتلة .
 
google-playkhamsatmostaqltradent