وكالة القدس للأنباء - خاص
رغم الحصار وضعف الإمكانات، والتدقيق والتضييق على الحواجز الصهيونية، تمكن القيمون على طباعة ونشر الكتاب الفلسطيني، من إيصال الكتاب إلى أوسع شرائح فلسطينية وعربية، وهذا ما أكد عليه الناشرون الذين شاركوا مؤخراً في معرض الكتاب العربي والدولي في بيروت.
وقد أكدوا لـ"وكالة القدس للأنباء" التي التقتهم في الجناح الفلسطيني في المعرض، أن المقاومة بالكتاب هي من أقوى وأهم الأسلحة في مواجهة العدو، حيث كسرت احتكار العدو للتواجد في المحافل الدولية، وبث روح الكراهية والتشويه ضد الشعب الفلسطيني وقضيته، وتذوير التاريخ.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الثقافة الفلسطينية، القادم من رام الله، أكثم برغوتي، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أننا" نعمل على نشر الوعي الثقافي ودعم المنتج الثقافي في الأوساط العربية، ونحرص على القيام في توسيع علاقاتنا ومحاولة كسر الحصار المفروض علينا، ونقاوم الماكينة الإعلامية الإسرائيلية بالتواجد في كافة المحافل الدولية لنشر الكتاب، من خلال إبراز الهوية الوطنية الفلسطينية، التي تتماشى مع الرؤية العربية الواحدة.
وشكا برغوتي من ارتفاع تكلفة الكتاب ونشره في فلسطين، موضحاً أن "هناك بعض دور النشر في الأردن ذو طابع فلسطيني بثوب عربي، تقوم بنشر ودعم هذا الكتاب، فالكتب التراثية الفلسطينية، والكتب التي تتعلق بالأعمال الإنسانية، موجودة في كثير من دور النشر في الدول العربية".
وتابع: " تواجهنا صعوبات كبيرة في طباعة الكتاب ونشره، داخل فلسطين المحتلة وخارجها، بسبب ضعف الإمكانيات ، فهذه إشكالية حقيقية في عملية التواصل من الداخل الفلسطيني إلى العالم الخارجي، والحالة السياسية تلعب دوراً في هذا الموضوع".
ولفت إلى أنه "كان هناك محاولات عديدة في السنوات السابقة، لشحن الكتب وتسويقها إلى خارج فلسطين، لكننا للأسف فوجئنا بصعوبة في عملية الشحن والتوصيل، وتكلفة الشحن، بإختصار هناك معاناة جمَة تواجه أي ناشر فلسطيني في مسألة تسويق الكتب وبيعها".
وأكد عضو الهيئة الإدارية في "اتحاد الناشرين الفلسطينيين" ، القادم من مدينة نابلس، بكر زيدان، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "صناعة النشر في فلسطين تعتبر قديمة، ونشارك فيها في المعارض، ولكن للأسف لم نستطع إخراج معظم الكتب إلى خارج فلسطين المحتلة، بسبب المعوقات التي نواجهها على الحواجز الإسرائيلية والمعابر، لتمرير بعض الكتب التي قد لا توافق عليها سلطات الاحتلال الصهيوني، حيث نلجأ إلى دور نشر عربية، لنشر الكتاب الفلسطيني في كثير من الأحيان".
وقال: "نركز على نشر الكتب التراثية والثقافية والتاريخية، التي تحكي عن فلسطين، بالإضافة إلى بعض الكتب المتعلقة بالسير الذاتية، للشخصيات الفلسطينية الثورية والسياسية والفنية".
وأوضح زيدان بأن "المعاناة في فلسطين المحتلة تكمن ليس فقط في الشأن الثقافي، بل في جميع مفاصل الحياة، حيث العدو الصهيوني يحاول خنق كل أشكال الحياة، من خلال بناء الجدار، وإقامة الحواجز الأمنية والتضييق علينا، كي نيأس ونرحل عن بلدنا، ولكن نحن نواجهه بثبات، عن طريق المقاومة بالكتاب، ونشر الثقافة والفن".
الكتاب الفلسطيني بما يحمل من رسالة ومضمون، تكشف تاريخ وهوية الشعب الفلسطيني، ونضالاته ضد كل مراحل الإستعمار والاحتلال، يتطلب دعماً حقيقياً في مجالات الطباعة والتسويق والنشر، وهنا الأمر منوط بكل المعنيين في الميدان الثقافي والتعبوي والفكري الفلسطيني والعربي، بخاصة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ القضية الفلسطينية.
إعلان منتصف المقال