recent
أخبار الساخنة

اسبوعين وبترجع ! بقلم : سارة رميض

الصفحة الرئيسية
الحجم


بيوت جنب بعضها، حيطان كلها رطوبة، سقوف زينكو،  حارات و زواريب ضيقة ...
ناس كانت تخاف عبعضها ، الطبخة كانت تنقسم نصين، نص للدار ونص للجار ، و الجار اللي بقول اااخ بتطلع من روح جاره قبل ما تطلع منه !

وستي بتحكيلنا عن فلسطين وكيف جدي حبها وخطبها ، وكيف كانت صبية وحلوة كتير و كانت دايمآ تقلي :
" كنت حلوة كتير يا ستي ؛ حلوة متل فلسطين بالظبط "

وجدي كان يضل يحكيلنا عن بطولاته أيام الشباب ،
و كيف قبل ال 48 كان ثوري ، وبعد ال 48 صار ضحية ثورته !
بس بعد هيك فرطت المسبحة، وطلعوا ولاد البلد منها ورا بعض ، شي تحت سلطة السلاح ، و شي عمت عيونه المصاري

واجينا عالمخيمات والتجمعات ومن هالمخيمات
مخيم برج الشمالي ...
المخيم كان ارض وسيعة، اذا مش مصدقني اسأل جيراننا اللي طردوهم من صفد ومن لوبية ومن الزوق  بحجة انه اسبوعين وبترجع...
او احكيلك؛ اسأل ستك اللي تركت كحلتها عالكومادينا وحلفت ما تتكحل الا تا ترجع ع دارها
وتركت صور امها وابوها عالحيط، هدول الجماعة ماتوا وما باعوا، كان المفروض تعلق صور كل العيلة قبل ما تمشي ...
المهم ... المخيم انبنى بطريقة عشوائية ،
كل واحد بوخذ قطعة ارض  وبتصير الو
وعمرنا المخيم ... طين و خشب و زينكو و وجع !!
الوجع كان اهم مادة للبنا ، كِبر المخيم وصار فيه وكالة غوث ومدارس وصار اسمنا لاجئين ...
وكل ابو يا جدي بيحكي لولاده عن فلسطين ،
بيحكيلهم عن الجنة و الخيرات اللي فيها ،
شوارعها وريحة الخبز فيها ،
بيحكيلهم عن النسوان المزنرات
والولاد يلي انشحنوا بالوطن ، وصارت فلسطين تمشي مع الدم ، شي زي الاكل والنوم
كبروا الولاد وصاروا ينادوا " تحيا فلسطين " ...
ستي و ستك وجدي وجدك مخبيين مفتاح الدار يلي بفلسطين
فهموني كيف بدي اشرح لجدي انه ارضك صارت ثكنة عسكرية !
احكولي كيف بدي احكيله انه داره جرفتها الجرافة ! ...
ويا ترى حلمه يلي عم يستناه من سنين رح يتحقق ويرجع عفلسطين !....

google-playkhamsatmostaqltradent