recent
أخبار ساخنة

القدس لا تغير وجهها بقرار من احد

الصفحة الرئيسية


هذه المدينة المباركة المقدسة ليست رهينة قرار تتخذه الادارة الامريكية ، او اية دولة
او هيئة محلية او اقليمية او دولية . ان صبغتها العربية الاصيلة دامغة منذ ان شيدها
العرب اليبوسيين  قبل 5000 آلاف عام . ثم اكتست حلتها الاسلامية حينما دخلها
الفاروق عمر رضي الله عنه قبل اكثر من 1400 عام ، لا بل منذ ان اسري بنبينا
عليه الصلاة و السلام من مكة الى القدس في العام الثاني عشر من البعثة أي قبل
الهجرة الشريفة بعام واحد ، و كانت تلك اولى الاشارات التي عهد فيها الله عزوجل
لهذه الامة بتولي شؤون الارض المقدسة  و الى يوم الدين .  لقد واجهت  المدينة
المقدسة الكثير من الغزاة عبر التاريخ : غزاها الفراعنة و العبرانيون و الاشوريون
و البابليون و الفرس و البيزنطيون ، ثم  تعرضت للحملات الصليبية التي ادت
لاحتلالها عام 1099م ، وبعدها الاحتلال البريطاني ثم الاحتلال الاستيطاني الصهيوني
الذي سيزول عاجلا ام آجلا كما زالت قبلة كافة الحملات الاحتلالية  التي استهدفت
تغيير الوجه العربي الاسلامي لهذه المدينة المباركة . القدس و إن كانت تفتقر في هذه
المرحلة العصيبة للعظماء من امثال الصحابة الذين حرروها من ايدي الدولة البيزنطية
و من امثال نور الدين الشهيد و صلاح الدين الايوبي اللذان كانا خلف تحريرها من ايدي
الصليبيين فإنها تسري كالدماء في اوردة كل عربي شريف و كل مسلم حر  . لن تترك
لاخوة القردة و الخنازير ، و لا لمكائد حلفائهم من العرب و غير العرب . فهي بالنسبة
للعرب الشرفاء  قطعة من القلب  ، و بالنسبة للمسلمين عقيدة في الكتاب و السنة الشريفة .
ان اي قرار امريكي او غربي او عربي يعتبر القدس عاصمة لكيان الاحتلال لن يغير
من الحقيقة بشئ ، و لن يسلخ القدس عن كونها عربية اسلامية و عاصمة ابدية موحدة
للشعب الفلسطيني . الامر بالنسبة للشعب الفلسطيني مسألة وقت لن يستمر الى ما
لا نهاية ، فإن نهايته واضحة و مؤكدة و حقيقية و لا تقبل الجدال ، ألا و هي عودة
القدس محررة الى حاضرة الاسلام و المسلمين  غير قابلة للقسمة او للتغيير الجغرافي .
فالتاريخ و الجغرافيا صنوان مترابطان لا ينفصلان مع تقادم الزمن ، لان القدس
عميقة في تاريخنا متجذرة في تضاريس تراثنا العربي الاسلامي ، و عائدة لنا
مهما كاد لها الاعداء و انكر فضلها الاشقاء .  

ماهر الصديق
-

google-playkhamsatmostaqltradent