صرح د.محمود الحنفي مدير *المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد)* خلال مداخلة تلفزيونية أن إحياء ذكرى بلفور هي مسألة وطنية فلسطينية وهي موضع اجماع كل أحرار العالم وكل جهة حقوقية وقانونية، لأن الإحتلال قام على أساس باطل. ووكالة الاونروا نفسها قامت لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومتابعة شؤونهم انطلاقا من دولة أنشئت بموجب وعد بلفور وشردت الفلسطينيين، لذلك هي ليست قضية سياسية حزبية وليست هامشية بل هي جوهر القضية الفلسطينية.
أشار الحنفي الى أن رفض الأونروا ينسجم مع توجهات عامة ترتبط بالتمويل، فهناك برامج تدعم من جهات خاصة، على سبيل المثال الإتحاد الأوروبي، هو الداعم الأكبر لبرنامج التعليم، يرفض أن تكون الاونروا منبرا سياسيا يناصر قضايا اللاجئين الفلسطينيين. وكانت رئيسة الوزراء في بريطانيا قد صرحت منذ أيام بأن وعد بلفور يعتبر مفخرة لبريطانيا . وتنساق الاونروا وراء شروط هؤلاء الممولين وليس وراء المبادئ السامية التي ذكرت في إتفاقية حقوق الطفل والإعلان العالمي لحقوق الانسان و العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
هذا السلوك الذي تتبعه الأونروا يتعارض مع أبجديات حقوق الانسان المرتبطة بالحق في التعبير، فضلا عن حقوقه الجماعية المرتبطة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. والشعب الفلسطيني يبحث عن وطنه من خلال إحياء النشاطات الوطنية. أما أن تقوم الأونروا اليوم بمنع إحياء هذه النشاطات فإن ذلك يدل على أن هذه القضايا الوطنية ليست في أجندة الأونروا بأي شكل من الإشكال.
ولا يمكن أن يمر هذا إجراء المنع بسهولة فنحن نؤمن بسنة النضال والدفاع عن الحقوق المشروعة. وعلى القيادة الفلسطينية أن تتحمل مسؤوليتها وتتحدث بشكل قوي وصريح للضغط على الأونروا عن طريق سفارتها التي تمثل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. كما يقع على الدولة اللبنانية مسؤولية باعتبارها راعية للاجئين الفلسطينيين على أراضيها للضغط على الأونروا ، لإلزامها باحترام هذه النشاطات الوطنية.
وأمام هذه التقصيرات ترك الشعب الفلسطيني ليجتهد في هذا الخصوص، لكن لا يجب الإستسلام لهذه الضغوطات الأممية المرتبطة بإشغال الفلسطينيين عن هذه القضايا الكبرى.
والسؤال الموجه للأونروا ما هو الإهتمام الوطني الذي يجب أن يشغله أطفالنا داخل مدارسهم إن لم يهتموا بتاريخهم وسبب مأساتهم؟
وجاءت تصريحات الدكتور الحنفي خلال مقابلة على فضائية فلسطين اليوم.
*بيروت في 28/10/2017*
*المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)*
