على خلفية الإشتباك الذي وقع في مخيم البص والذي تخلله إطلاق نار وقنابل وأسفر عن وقوع جرحى، كان لا بد من التوقف على خلفية الموضوع ومعرفة تفاصيله، كيف انطلقت العملية ومن كان المستهدف والإعتقالات وغيرها.
وللإضاءة أكثر على الموضوع، كان لموقع صوت الفرح لقاء مع اللواء أبو أحمد زيداني الذي رأى أن هذه الحالة الشاذة ليست موجودة في مخيم البص فقط بل في كل مكان وخصوصاً هذا الجنوب المستهدف دوماً من كل قوى الشر حيث يحاولون أن يعبروا الى تفرقة هذا الجنوب عبر الطائفية والمذهبية “ولم يتمكنوا”، واليوم يحاولون عبثاً بطرق مختلفة العبور الى مجتمعنا وشبابنا والجيل الصاعد، وقال: “نحن كفتح لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه الحالة، نحن وكل القوى السياسية معنا، فالغطاء السياسي موجود من قبل القوى السياسية”.
واعتبر أن ما يتعرض له المخيم هو مساس بالمحيط والعكس صحيح، “نحن شراكة في هذا السلم الأهلي والإستقرار والأمن ولا يمكننا ولا للحظة واحدة أن نكون خنجراً في خاصرة هذا الجنوب الذي أعطى ما لم يعطه أحد للشعب الفلسطيني، ووفاءً منا علينا أن نكون دائماً حاضرين وثابتين على العهد والوعد للشعب اللبناني وأن لا نمس هذا الأمن”.
وأضاف: عندما يكون الأمن قائماً في المخيم فهو يعكس نفسه على المحيط تلقائياً ولن نسمح لأي كان في هذا المخيم أن يعبر الى المحيط لا عبر حبوب الهلوسة ولا المخدرات ولا غيرها من الظواهر، “قد نتحرك قبل غيرنا لكن الغطاء السياسي موجود” .
وأكّد أن إطلاق النار على مدينة صور هي جريمة جديدة وتعتبر من الخطوط الحمر ونحن خاصرة المدينة ويجب أن تكون هذه الخاصرة مؤمنة وعدم الطعن فيها.
وأكمل: كان هناك اتفاق سابق مع الأحزاب والقوى الوطنية أن هذه الظواهر يجب التعاطي معها بقوة كي لا تنتشر وتتفاقم. وختم أن هذا المخيم مصان بدماء الشهداء وبمشروع وطني وإرادة صلبة موحّدة من قبل كل الفصائل والناس المتواجدة، والمساس به هو مساس بكرامة الجميع، وأي ظاهرة لن تقابل سوى بالمواجهة للقضاء عليها.
العقيد محمود سالم المسؤول العسكري لمخيم البص ومسؤول الإرتباط الفلسطيني اللبناني بين مخيمات منطقة صور والجهات اللبنانية.
إعلان منتصف المقال
أكّد ان مخيم البص معروف عنه تاريخياً بالأمن والاستقرار والهدوء والعيش المشترك مع الجوار وأمنه من أمن مدينة صور والجوار، والجميع يدخله بأمان، قائلاً “نحن من جهتنا سنعمل ولو دفعنا دمنا من أجل المدافعة عن هذا المخيم ولكي يبقى العيش اللبناني الفلسطيني المشترك”.
وقال: “في الفترة الأخيرة تراجعنا من قبل بعض الأجهزة الأمنية وبالتحديد من مخابرات الجيش باعتبار أننا على تنسيق مباشر مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في مدينة صور وصيدا”، وكان هناك ملف شائك ومعقد هو ملف ناجي طعمة عامر وملف طوني خاتوكي وشادي طعمة عامر والعصابة التي معهم فكان عند اعتقال أي شخص في تهمة مخدرات يظهر في التحقيق أن المصدر من مخيم البص بالتحديد من هؤلاء الأشخاص.
وتابع: من هنا كان علينا التحرك في سبيل تنفيذ المهمة، وقد تم التحذير من إقفال كل مداخل المخيم وتشديد الحصار على المخيم في حال لم يتم تسليم هؤلاء الفارين من وجه العدالة، “وقد تحرّكنا بعد وضع خطة بالتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني لمداهمة منزل هؤلاء المطلوبين وكانت تحتوي على عنصر المفاجأة، كان هناك ثغرة في الخطة وتفاجأنا بمعرفتهم على إقدامنا للمداهمة فأطلقوا النار والقنابل على القوى الأمنية التي تعاملت معهم بالمثل”.
وقال أن ناجي اليوم متوارٍ عن الأنظار، لكن نطمئن الجميع أننا لن ننام قبل أن نلقي القبض عليه ونسلمه الى القوى الأمنية اللبنانية وتسوقه الى العدالة ليأخذ عقابه ويكون عبرة لمن لا يعتبر.
وأضاف: تمت مصادرة أسلحة متوسطة وخفيفة ومسدسات حبوب هلوسة وحشيشة وتلفونات يوجد فيها محادثات تثبت تجارة ناجي بالأسلحة والمخدرات وتم تسليمها جميعها الى مخابرات الجيش.
وأكّد أن كل خطوة يقومون بها تتم بالتنسيق المسبق مع مخابرات الجيش بشخص العقيد ناصر همام.
وعلى خلفية الإشتباك تم اعتقال ثلاثة أشخاص هم (سامر منير الصالح سوري الجنسية)، (علي الزيات لبناني الجنسية)، (محمود مصطفى عفيفي سوري فلسطيني) أحدهم اعترف بكيفية وضع المخدرات في أكياس وبيعها، كما تم توقيف شادي طعمة عامر لإطلاقه النار بكثافة على القوى الأمنية يوم الإشتباك وتغطيته لنشاطات وتحركات شقيقه ناجي.
وختم بالتطرق الى وسائل الإعلام التي يجب أن تكون مصدراً للمصداقية وقول الحقيقية، لكن بعض المواقع الإلكترونية المحلّية في مدينة صور قامت بتحريف الحقيقة عبر نقلها أحداث غير صحيحة، وما أشيع أننا قمنا بإطلاق النار على المنازل والأطفال وتم تصويرنا على أننا مجرمين هو أمر لا يمت للحقيقة بصلة، وتمنى نقل الأخبار بمصداقية لتبقى وسائل الإعلام صوت الحق على الدوام.
تقرير فاطمة شعيتو