recent
أخبار ساخنة

اكتظاظ مدارس "البص" و"برج الشمالي" يهدد التلاميذ بكارثة تربوية!


وكالة القدس للأنباء- خاص


يشكل الاكتظاظ الطلابي في مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" أكبر مشكلة يواجهها التلاميذ، بخاصة في مدارس مخيمي البص وبرج الشمالي في جنوب لبنان، حيث تتكدَس أعداد التلاميذ أحياناً لتصل إلى ما يزيد عن 49 تلميذاً في الصف الواحد !!

وما يضاعف هذه المشكلة تأزماً، نقص المدرسين رغم انطلاق الموسم الدراسي الجديد.

للوقوف على حقيقة أوضاع هذه المدارس، ورؤية التلاميذ والهيئة التربوية، أجرت "وكالة القدس للأنباء"، لقاءات مع الطلاب وذويهم ومسؤولين تربويين، فأجمعوا على المخاوف من هذا الوضع الذي يمكن أن يؤدي إلى تسرب الأطفال من المدارس، وانخفاض المستوى التعليمي، ما يترك أثراً سلبياً على الأجيال القادمة.

التأثير السلبي على التحصيل العلمي

في بداية جولتنا، صادفنا التلميذة في مخيم البص، بتول زيد، فقالت: " أنا بصف العاشر، ويوجد في الصف40 تلميذة، وبأغلب الأوقات ما بلحق الأستاذ علينا".

بدورها أوضحت زميلتها رزان مرعي، أنه " لليوم ما في أستاذ عربي، ومن المفروض نبلش إمتحانات بنص شهر 10، ونحن لهلق مش ماخذين ولا حصة عربي".

وهذا ما أكدت عليه أيضاً زميلتهم فرح اليوسف " لهلق ما في عنا أستاذ عربي".

ورأت أم محمد أن ارتفاع عدد الطلاب يؤثر سلباً على مستوى التحصيل العلمي للطلاب،

" وهذا الشي مش مشجع أبداً ع التعليم، خصوصاً أن الطلاب بدهن دافع ليروحوا على المدرسة، ومش بس هيك ببطل في عدل بالصف، يعني المعلمة بتعطي كل اهتمامها للطلاب الأوائل، وأنا بنتي مع إنها من الأوائل بتعاني من هالشي، تراجعت شوي فصارت تحس أن اهتمام المعلمة فيها بطل مثل قبل، فصارت تكره رفقاتها مع إنها معهن من الروضة".

وفي مدارس مخيم برج الشمالي يصل عدد الطلاب في بعض الصفوف إلى 48 طالباً وطالبة، ما ينذر بإنخفاض المستوى التعليمي بشكل كبير.

وأكدت عضو الملف التربوي في اللجنة الشعبية لمنطقة صور، سهام بركة، أن " الاكتظاظ الطلابي مشكلة كبيرة، وخصوصاً الصف الأول حيث يصل عدد الطلاب فيه إلى 48 طالباً وطالبة، أما الصف التاسع فيصل عدد الطلاب إلى 49 طالبة".

البحث عن حل

وعن حل المشكلة قالت بركة: " طلبنا من طالبات لم يوافقهن الحظ في النجاح السنة الماضية، إعادة التسجيل هذا العام، حتى وصل عدد طالبات الصف التاسع 51 طالبة، ما أجبر الأونروا على فتح صف جديد، أما الإبتدائي لما أصدرت الدولة قراراً يسمح لمواليد شهر 1 من سنة 2012 التسجيل بالصف الأول، أجبرت الأونروا إلى فتح صف جديد".

وعن موضوع نقص الأساتذة "فنحن بصدد القيام بجولات على المدارس لتحديد النقص، ومن ثم نطالب بتعيين معلمين".

واعتبرت منال الحسين، أن " السياسة التي تنتهجها الأونروا هي سياسة تجهيل ، فلو افترضنا أن الأستاذ قال لكل تلميذ كلمة واحدة، لانتهت الحصة قبل أن تبدأ، وبسبب الظروف الاقتصادية السيئة يصعب على الأهالي إدخال أولادهم في المدارس الخاصة، لذا على الجميع أن يتحرك للوقوف بوجه هذه القضية، اليوم ارتفاع عدد الطلاب وغداً إغلاق المدارس، يجب أن نتدارك الموضوع".

وقالت أم جهاد :" السنة الماضية كان عدد الطلاب أقل، ويلي مستواهن ضعيف ما كانوا يفهموا، كيف هالسنة؟"

وأشارت سمر موسى إلى أنه " ما حدا مع ارتفاع عدد الطلاب، لأن مستوى التركيز بخف والأستاذ ببطل يلحق على الطلاب، وتفاعل الطلاب مع الأستاذ بينخفض، واهتمام الأستاذ بينحصر بالطلاب الشاطرين وبينسى الباقي، وبالأصل هو ما معو وقت ليلحق على الكل، بهالحالة الطلاب مظلومين والأستاذ مظلوم".

لا يجوز السكوت على هذا الواقع التربوي المأزوم، فاكتظاظ التلاميذ في مدارس الأونروا على النحو القائم يتهدد بكارثة تربوية، ومصير جيلٍ في مهب الريح، والحل يتطلب فتح مزيد من المدارس وتوزيع التلاميذ بشكل متوازٍ ومريح، مع الإسراع في تعين عدد مناسب من المدرسين الأكفاء".








google-playkhamsatmostaqltradent