recent
أخبار الساخنة

لماذا لا نكون كما كُنَّا؟!

الصفحة الرئيسية

بالأمس كنت أشاهد مقابلةً أجراها الأخ العزيز يحيى يخلف على قناة عودة مع الأخ المناضل جمعة الناجي أحد كوادر وقيادات حركة فتح، وذلك في إطار عملية توثيق النضال الفلسطيني التي يقوم بها الأخ القائد والكاتب والاعلامي والمثقف يحيى يخلف.
استمعت إلى تفاصيل ومضمون المقابلة، وكنت مشدوداً إلى سماع كل كلمة، واستيعاب كل فكرة، وتحليل كل معلومة، وكنت أشعر بالسعادة لما أسمع وأرى، الفرحةُ غمرتني تماماً كالبهجة التي تملأ قلوب الأطفال يوم العيد. كنت استمع لتاريخ مُشرِّف صنع منا ثورةً لم تتطفئ جذوتها.
كان الاخ جمعة الناجي - وانا لا اعرفه شخصياً، وانما كنت مرتاحاً لكلامه، وهدوئه،ومصداقيته، وتواضعه - يتحدث عن القاعدة154، وتحدث عن البدايات، وتأسيس القواعد العكسرية، والعمليات الجريئة البطولية، التي تستهدف عمق الاحتلال، تحدث عن القيم الوطنية، والعلاقات الثورية والأخوية في ساحات النضال والتضحية. تحدث عن الوفاء، والاخلاص، والتضحية، والقيم الاجتماعية التي كانت تسود بين رفاق الدرب. تحدث عن نفسه وهو الذي كان معلماً في إحدى مدارس عمان، وكان في الوقت ذاته مرتبطاً بحركة فتح، كان فدائياً متمرساً، يغادر المدرسة لينفِّذ العمليات العسكرية بحكم مهمتة، ويجد بالمقابل مديراً وطنياً يغطي عليه، ويرسل من يقوم بالواجب في الصفوف، إنه غالب القدومي شقيق الأخ أبو اللطف. كان فدائياً يبحث عن الواجب لا عن الشهرة، ولا عن المكاسب الشخصية المالية وغير المالية. تذكرت ذلك المقاتل الذي عشق البندقية، ويحلم بالشهادة، وباع الدنيا من أجل أن يشتري الآخرة.
من خلال حديثة المغموس بالوجدان، والأصالة الوطنية والقيم الثورية تذكرت الحاج حسن الطوباسي قائد كتيبة الجليل ، وبلال الأوسط، تذكرت رياض عواد، ونعيم، ويونس، ومنذر أبو غزالة، وجواد أبو الشعر، تذكرت قوافل الشهداء وفي المقدمة الرمز ياسر عرفات، وأبو جهاد الوزير، وسعد صايل، وكافة القيادات التي أسست الثورة ومضت.
وأنا استعرض هذه الذكريات سالت الدمعةُ من عيني حسرةً، وألماً، وسألتُ نفسي لماذا لا نكون كما كنَّا؟؟!! لماذا لا نحلمُ كالسعداء عسى أن يُصبح الحُلمُ حقيقة؟؟!
ولماذا لا نعود إلى المدرسة التي تخرجنا فيها، ونَهلْنا منها القيم الثورية، والمبادئ الوطنية، والأمانة والائتمان، والحفاظ على دماء وتضحيات الشهداء؟!
الحاج رفعت شناعة

9/9/2017
google-playkhamsatmostaqltradent