ما كان للهمج الوثنيين ان يقوموا باعمالهم الوحشية بحق المسلمين العزل في بورما
لو كان حال الامة افضل ، و الزعماء العرب و المسلمين يتمتعون بالعزة و الكرامة
و الشجاعة ، و لديهم حرص على دماء المسلمين ، و غيرة على اعراضهم . تتفطر
القلوب ألما عند مشاهدة اعمال الاجرام التي لا يرتكبها الا سفاكي دماء من الطراز
الاول . و لا يتجرأ على فعلها الا من ضمن غياب ردود الافعال ، و علم ان دماء
المسلمين مستباحة و رخيصة عند المسلمين انفسهم قبل غيرهم ! لقد فاقت هذه
الاعمال الشنيعة في بشاعتها ما ارتكبته العصابات المغولية المتوحشة
بحق المسلمين و ضد الانسانية جمعاء بين عامي 1219 عندما بدأ الغزو المغولي
للدولة الخوارزمية المسلمة و حتى عام 1260 عندما انتصر القائد المسلم قطز
على المغول في عين جالوت . فالاعمال الاجرامية التي يرتكبها المغول الجدد لا يمكن
ان يقوم بها الا من تملكته الروح العدوانية الحاقدة الممتلئة كراهية على الاسلام
و المسلمين ، بل الحاقدة على الانسانية جمعاء. و لا يمكن ان تقوم العصابات
المتعطشة للدماء بافعالها الا بفتاوى من الكهان و الزعامات الدينية و هم الذين
يعلمون اكثر من غيرهم بانهم عندما كانوا تحت الحكم الاسلامي على مدى قرون
طويلة ، لم يتعرض لهم احدا . تُركوا يمارسون طقوسهم الكفرية و عقائدهم الباطلة
بحرية كونها عقائد و قناعات شخصية يكفل الحكم الاسلامي لمنتسبيها حرية
ممارستها دون قيود او شروط ، و لهذا فقد كان البوذيون و غيرهم من اصحاب
العقائد الوضعية الباطلة يقومون بعباداتهم و يمارسون شعائرهم دون تدخل من
الدولة الاسلامية ، بل كانوا تحت حماية الدولة هم و مراكز العبادة و حتى الاصنام
التي كانوا يعبدونها . و لما ضعف المسلمون و تفرقوا و لم تعد عندهم دولة
قوية قامت معظم الفرق و الجماعات الاثنية و الدينية بارتكاب المجازر بحق
المسلمين دون اي رادع اخلاقي او انساني . هاهم البوذييون عبدة الاصنام
إعلان منتصف المقال
يقتلون المسلمين بابشع الطرق و بدماء باردة دون ان تتحرك نخوة الامة التي قارب
تعدادها الملياري نسمة موزعين على الكرة الارضية ، بل دون تحرك الدول
الاسلامية الكبيرة القريبة من تلك الدولة المجرمة التي تفتك بالمسلمين ! كأن
المسلم لا علاقة له باخيه المسلم او ان مسلمي بورما ليس لهم حق النصرة
من اخوتهم ابناء دينهم ! لم يمر على الامة مثل هذا الهوان و هذه اللامبالاة
الا في عصر الزعماء الذين لا يملكون زمام انفسهم و لا يتحكمون بقراراتهم .
السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه للزعماء المسلمين و للعرب على وجه
الخصوص: اين دور المال الذي يبعثر هنا و هناك في غير مصرفه الصحيح ؟
اين السلاح المكدس الذي اتلفه الصدأ في مخازنه ، اين الجيوش التي تعد بالملايين ؟
اذا كان هذا المال و تلك الاسلحة و ذاك الكم الهائل من الجيوش لن يستخدم في
الدفاع عن الاسلام و المسلمين و عن بلاد و مقدسات المسلمين فما هو دوره اذن!؟
هنا في فلسطين يدهس الاطفال تحت اطارات المستوطنين و يقتلون بالسلاح الصهيوني،
و في البلاد العربية المسلمة تمارس اعمال الابادة الجماعية و تستخدم الاسلحة المحرمة
دوليا ضد الشعوب . و هناك في بورما يتم الفتك بانسانية الانسان و يقطّع المسلم اشلاء
على مرأى و مسمع العالم . هنا تداس كرامة الانسان ، و يموت المريض على ابواب
المستشفيات لانه لا يملك تكاليف علاجه . هنا من المحيط الى الخليج اكتظت السجون
بالابرياء ، و هناك لم تعد الارض تتسع للمقابر الجماعية ... هنا و هناك تشابه في كل
شئ . و رب قائل يقول : لأن الوقت يستدعي السكوت ، اتركوا الميت في صمت يموت .
ماهر الصديق