في سياق برنامجها في التواصل المباشر مع الشباب الفلسطيني في المخيمات والتداول في التحديات السياسية والاجتماعية والاستماع الى آرائهم وهمومهم الوطنية والاجتماعية وشرح رؤية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واطارها الشبابي ( منظمة الشبيبة الفلسطينية )لرؤيتها وبرنامجها للتصدي لتلك التحديات وسبل مواجهتها .
نظمت منظمة الشبيبة الفلسطينية في مخيم الرشيدية لقاء حواري مع مجموعة من شباب المخيم على شاطئ المخيم . بحضور عضوي اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان احمد مراد ومازن ابو هيثم .
ورحب عضو منظمة الشبيبة الفلسطينية في المخيم ايهاب حمود بالمشاركين شارحا الهدف من اللقاء . مفسحا المجال امام مسؤول الجبهة في صور للتحدث عن ابرز التطورات السياسية والمخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية ونظرتها لدور الشباب في العملية النضالية .
من جهته ابدى مراد رغبته في الاستماع اولا الى مداخلات المشاركين وآرائهم واستفساراتهم ومن ثم عرض رؤية الجبهة وموقفها من التحديات السياسية والاجتماعية والرد على مداخلات واستفسارات المشاركين . وذلك لكسر التقليد السائد الذي يعتمده البعض بنظرتهم الى الجمهور باعتباره مجرد متلقي .
ولاقت الفكرة استحسان المشاركين وقد تمحورت المداخلات والاستفسارات حول عدد من العناوين ابرزها :-
- كيف تنظر الجبهة لدور الشباب ومشاركتهم في الحياة السياسية في ظل شعور بعضهم بالتهميش والاستبعاد ؟؟.
- ما هي آفاق الصراع مع العدو الصهيوني من وجهة نظر الجبهة ؟؟؟. وما مدى امكانية التوصل الى تسوية للصراع؟؟؟.
- كيف تنظر الجبهة الى هبة القدس الاخيرة ؟ وهل ما حصل هو انتصار ؟ ولمن ينسب الانتصار في ظل تبنيه وادعاء ابوته من البعض وينسبه البعض الى انفسهم وفصائلهم ؟.
- الأثر السلبي للانقسام الفلسطيني ...وما هي أفاق الوحدة الفلسطينينة ؟؟ ووفق اي قواعد يمكن انجازها وتحصينها؟؟.
- غياب الدور الفاعل لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينبة وخاصة المعنية بتوفير الحماية السياسبة والامنية والاجتماعية .
- الاجراءات الامنية حول المخيمات - الحقوق المدنية والاجتماعية...الخ.
- ماهي سبل التصدي لسياسة تقليص خدمات الانروا ؟؟ وما جدية المعلومات التي تتحدث عن انهاء مؤسسة الانروا ؟ وما هي ادوات الضغط للتصدي لتلك المؤامرة ؟؟
- تزايد آفة تعاطي المخدرات وكيفية التصدي لتلك المشكلة .
- دور الفصائل والمؤسسات العاملة في المخيمات في تنمية الروح الوطنية عند الاجيال الصاعدة .
واستهل مراد مداخلته بالتعبير عن سعادته باللقاء وابدى توافقا مع بعض المداخلات وتفهمه لبعضها الآخر . مؤكدا على ايمان الجبهة بالدور الهام للشباب في عملية التحرير والبناء والتقدم . باعتبارهم يمثلون مستقبل الشعب والقضية . ودعا الى احتضانهم وتنمية قدراتهم واطلاق طاقاتهم . معتبرا اللقاء جزء من نظرة الجبهة لهذا الدور الذي تسعى في سبيله واستعدادها التام لاحتضان تلك الطاقات ما استطاعت الى ذلك سبيلا .
وشدد على الاهمية البالغة لدور الشباب الذين يتقدمون الصفوف في ميادين المواجهة ضد الاحتلال في ظل الصراع الدموي المحتدم مع العدو . مؤكدا ايمان الجبهة الراسخ بان صراعنا مع العدو هو صراع وجود ي وحضاري . وهو صراع مفتوح على مدى الاجيال ولن ينتهي الا بانتهاء الاحتلال وكنسه من كل الارض الفلسطينية واقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.مؤكدا فشل خيارات المراهنين على اوهام التسوية مع هذا الكيان الغاصب الذي اقيم بدعم امبريالي وتخاذل وتآمر رسمي عربي . مشددا على ان المقاومة بكل اشكالها هي اللغة الوحيدة مع هذا الكيان .
وأكد على ان ما جرى مؤخرا من هبة شعبية في القدس وان كانت شرارتها وضع البوابات الالكترونية على ابواب لمسجد الاقصى ومنع الآذان ولكنها في جوهرها هي استمرار للمعركة التاريخية ضد الاحتلال ، معركة التحرير التام والعودة المظفرة . مشددا ان الانتصار الجزئي الذي تحقق يعود الفضل فيه اولا لابناء القدس بكل مكوناتهم ودعم عموم الشعب الفلسطيني والشرفاء من ابناء الامتين العربية والاسلامية واحرار العالم . وابناء الفصائل الفلسطينية كانوا في مقدمة الصفوف باعتبارهم جزء اساسي من الشعب الفلسطيني المكافح . وهو انجاز للشعب الفلسطيني ينبغي البناء عليه والتأسيس لجولات اخرى من المواجهة ، فالعدو ماض في مخططاتة لشطب القضية الفلسطينية وانهائها ، وعلينا ان نتحضر للمواجهة القادمة بوحدة واستراتيجةوطنية مشتركة اساسها التمسك بحقوقنا التاريخية .
كما دعا الى استعادة دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها البيت الفلسطيني الجامع وعنوان النضال الوطني من خلال العودة الى ميثاقها واحترام مؤسساتها وعدم احتكارها ، والتوقف عن سياسة الهيمنة والتفرد بالقرار السياسي ومقدراتها المالية واستخدامها في شراء الذمم والولاءات على حساب الشعب الفلسطيني ووقف الفساد والهدر . مشددا على ضرورة الالتزام بالتفاهمات والاتفاقات التي تدعو الى استعادة هيبتها ومكانتها ومشاركة كل الفصائل والكفاءات الوطنية الفلسطينية واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني على قاعدة التمقيل النسبي الكامل حيثما امكن . والتوافق في ما عدا ذلك على قواعد من الشفافية والنزاهة والديمقراطية . لتحتل مكانتها وبجدارة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .
ولفت الى ان استعادة مكانة المنظمة من شأنه تفعيل قدراتها وامكانياتها وعلاقاتها بما يمكنها من اداء دورها في حماية المشروع الوطني الفلسطيني والتخفيف من المشكلات التي يعانيها ابناء شعبنا في مختلف مناحي الحياة ، ويجعل صوتها ومطالباتها اكثر قوة على المستوى الدولي والاقليمي . ما من شأنه التخفيف من الآثار السلبية للمعاناة .
واشار الى المحاولات المبذولة مع الدولة اللبنانية لالغاء الفوانين المجحفة بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مثل حق العمل والتملك ومنع دخول مواد البناء الى المخيمات ما يفاقم من معاناة ابنائها . لافتا الى المسح السكاني التي تجريه لجنة الحوار الفلسطيني - اللبناني آملا ان تشكل تلك الخطوة مقدمة للتعاطي مع الشأن الاجتماعي والاقتصادي والانساني بشكل ايجابي . معتبرا ان استمرار المعاناة يشكل دافعا لتفشي الامراض والآفات الاجتماعية وتفاقم المشكلات اليومية التي تجعل من حياة الفلسطيني اكثر صعوبة . ودعا الى النظر للوجود الفلسطيني في لبنان باعتباره وجودا مؤقتا وقسريا لحين العودة الى وطنه وهو عامل وحدة واستقرار للبنان وعروبته وتقدمه في مواجهة العدو الصهيوني وأية مخاطر آخرى .
وحذر مراد من خطر تفشي المخدرات والتي تستهدف الشباب بشكل مباشر . مؤكدا على دور واضح لاجهزة مخابراتية دولية لتدمير الشباب باعتبارهم رافعة النضال الفلسطيني ويتقاطع مع هذا الدور المعادي مصالح بعض الجماعات والافراد الذين يعلمون تماما ما تقترفه ايديهم . مؤكدا ان الحل يكمن في وعي المجتمع للخطر وتضافر كل الجهود المخلصة من الفصائل والمؤسسات والفاعليات الاجتماعية ، وعزل وتعرية المروجين ومحاسبتهم وفق القوانين ، ومد يد المساعدة والرعاية والاحتضان لمن وقع ضحية تلك السموم والذين وقعوا فريسة تلك العصابات .
وحول ماذكر عن ضرورة الاهتمام بالاجيال الصاعدة وتنمية الروح الوطنية وارتباط الاجيال بقضيتها التاريخية العادلة . لفت الى ان تلك مهمة الجميع فصائل ومؤسسات ومجتمع . معتبرا ذلك من اهم الاولويات التي يجب الاهتمام بها للحفاظ على ذاكرة الاجيال باعتبارها جزء اساسي من نقاط القوة التي يجب تنميتها في مواجهة الرواية الصهيونية . مبديا الاستعداد للعمل مع الجميع لتأدية تلك المهمة الوطنية النبيلة .
وحول سياسة تقليص خدمات الانروا وخطر الغائها نزولا عند الرغبات الصهيونية الاميركية اشار مراد الى المحاولات المحمومة لتجفيف موارد الانروا والتي تأتي في سياق مشروع ممنهح لاحباط شعبنا وزيادة معاناته للقبول بالتسوية وفق الرؤية الصهيونية . مشددا على ضرورة بقائها ليس فقط للخدمات الاساسية لشعبنا على اهميتها بل وبالدرجة الاولى لانها تمثل الشاهد الدولي على الجريمة التاريخية المرتكبة ضد شعبنا . ودعا كل ابناء شعبنا للتصدي لتلك المؤامرة واسقاط اهدافها باعتبارها مهمة وطنية شاملة وليست مهمة الفصائل والنخب فحسب .
وختم بالقول نحن في مرحلة تاريخية مفصلية ومخاطر جدية تهدد ماضي وحاضر ومستقبل اجيالنا . فعلينا ان نكون بمستوى التحدي ما يستدعي ايلاء الشباب الاهتمام والرعاية . فهم امل المستقبل والجيل الذي سيواصل مسيرة النضال لايسعادة كامل حقوق شعبنا . .