recent
أخبار الساخنة

هجرة الشباب الفلسطيني...نأسف ونرضى! •نزهه الروبي

الصفحة الرئيسية

..."المخيم فضي...المخيم معدش فيه شباب...الشباب زهقوا وراحو...المخيم معش فيه الا بنات..."

كلمات يتداولها معظم أهالي المخيمات الفلسطينية وتحديدا في منطقة صور، وهي تعبر عن حالة الأسف عندهم من جهة، وعن حالة الرضا من جهة أخرى،هم يأسفون على جدران المخيم، وأماكن تكتلات الشباب التي أصبحت فارغة، عن الليل الذي كان يمتلأ بضحكاتهم، ليمر عليهم أخرس لا يقوى على حماية مارة الطريق حتى!

يأسفون لانهم يخافون طريق الهجرة الغير شرعية، وعلى شباب كان يفترض أن يرى أحلامه تتناثر بين عائلته أولا وبين أهل مخيمه ثانيا وبين إخوانه العرب ثالثا ولكن بكل أسف ذلك لم يحصل!

يشعرون بالرضا!
نعم ولما لا، وهم قد وضعوا لأنفسهم ألف حجة مقنعة للقيام بهذه الخطوة، فذاك "الخرّيج الجامعي" ،لم يعد يقوى رؤية شهادته في "الجارور الأخير" ، وذاك الأب لا يريد أن يضيع مستقبل أولاده وهو لا يستطيع تأمين قوتهم اليومي، وذاك الجامعي لا يريد أن يسجل إختصاصا جامعيا مغايرا لأحلامه وقدراته لأن الوظيفة فيما بعد لن تتأمن بسهولة، وذاك الشاب مل من عمليات الفساد التي يراها بعينه ولا يستطيع التعبير عنها، وآخرٌ مل رؤية أحبابه يقتلون في الرصاص الطائش بسبب التنظيم الأمني الهش، وهنا شاب أحب إبنة المخيم ولكنه لا يستطيع بناء منزلهم المستقبلي لأن مواد البناء محتكرة، وهنا آخر يعمل بوظيفة بعقد عمل يقبض راتبه بأقل من المتفق عليه، هناك من خاف على أمه أن تموت على باب المستشفى، وهناك من مل نقاط التفتيش، ملوا إنتظار الراتب التنظيمي الذي لا يكفيهم لمصروفهم اليومي!

وضع إقتصادي صعب، وضع إجتماعي أصعب، حالة سياسية فاسدة، نزاعات دائمة ومستمرة، وضع أمني متخبط، والكل من حولهم ضدهم، فكيف لا يهاجرون باحثين عن أدنى مقومات الحياة، أدنى مقومات العيش كإنسان وبكرامة، باحثين عن أنفسهم كمواطنين من الدرجة الأولى!

وجهات نظر مختلفة، يعيشها أهالي اللاجئين الفلسطينيين، ليس عند الأفراد، بل عند الفرد الواحد، فمن كان يعارض الهجرة أمس، أيدها اليوم، بغض النظر معارضته للهجرة الغير شرعية، وهنا تطرح الاسئلة نفسها:
هجرة الشباب الفلسطيني، من المسؤول عنها؟وإلى أين؟
هل ما نشر في سابقا في سياق خنق اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات من أجل أن يرحلوا صحيحا؟
لا ندري!

google-playkhamsatmostaqltradent