recent
أخبار الساخنة

عن هجرة الشباب .. من المسؤول ؟ بقلم :ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية




مسألة قديمة - جديدة و شائكة تتضارب حولها الاراء بين مؤيد و معارض !
المنصفون يتفهمون هذا الانشداد الشبابي للهجرة ، الذي يمثل بالنسبة للشباب  مخرجا
من ازماتهم غير المتناهية خصوصا في مخيمات لبنان . و كذلك كل مراقب يقرأ الواقع
الفلسطيني بحيادية  و يلمح ذلك الكم الهائل من التآمر عليه يتفهم المواقف المعارضة
للهجرة و من أية منطلق جاءت  . فالهجرة ان كانت تمثل متنفسا للشباب من الجوانب
النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية بل حتى السياسية ، فانها في ذات الوقت مصلحة
للقوى المعادية التي تريد تصفية القضية الفلسطينية و التخلص من عقدة اللاجئين بما
تمثله من عقبة اساسية في وجه اي تسوية للمشكلة الفلسطينية . لكن حتى نكون منطقيين
في تناولنا للمسألة فإن عدم حل مشكلات الشباب الفلسطينيين في لبنان و في المقدمة الشعور
بالكرامة الانسانية في بلد شقيق ، و توفر فرص العمل التي تناسب كفاءاتهم ، و حل
المشكلات الامنية المتفاقمة و المتنقلة من مخيم لمخيم ، و تقديم العون لهم في الامور
المالية و الاجتماعية . بدون توفر هذه الشروط لن يتمكن احد مهما كانت مهماته
و مهما علت مسؤولياته ان يحول دون السعي الشبابي للهجرة و الخروج من بلد لا
يشعر فيه بالامان و الاطمئنان و لا يمكنه من تهيئة اسباب صناعة المستقبل لديه .
ما هو المطلوب ؟ المطلوب اولا من السلطة الفلسطينيه و منظمة التحرير ان تتحرك
جديا لدى السلطة اللبنانية لتخفيف الضغوط على المخيمات و الغاء التشريعات
المجحفة التي تمنع العمل على المواطن الفلسطيني  . و كذلك المطلوب تفعيل
المؤسسات الشبابية : الرياضية و الثقافية و الكشفية التي تساعد على تعبئة
اوقات الشباب في الامور النافعة . و تقديم المعونات المالية الكافية للشباب
في مجال التعليم و حل المشاكل الصحية و التحويلات الى المستشفيات الخاصة .
و يمكن ان تقوم السلطة من خلال علاقاتها العربية و الدولية ان تعمل على تقديم
المنح التعليمية و التدريب المهني في الخارج و هذا ما يحول دون الهجرة
الى بلاد الضياع و الاستعاضة عنها بالسفر المفيد . و يقع على الفصائل ايضا
مسؤولية المساعدة بتقديم الحلول للشباب و تهيئة المناخات التي تمكنهم من ممارسة
هواياتهم و تطلعاتهم ، و المساعدة في تقديم المعونات المالية التي تكفل تغطية
احتياجاتهم . ان اختيار الشباب للهجرة ليست رغبة ،  لكنها قسرية فرضتها
الظروف القاسية . و للحيلولة دون هذا النزيف الشبابي يجب تغيير الظروف
بما يمكن الشباب من الشعور بشئ من الانسانية و الحرية . بلا شك هناك
مصلحة صهيونية بهجرة الشباب و التخلص من عقدة اللاجئين و هناك مصلحة
غربية للتخلص من اعباء اللاجئين كون الغرب مشارك في قيام دولة الاحتلال.
و هناك مصلحة لبعض العرب الذين يريدون التخلص من العقبات التي تحول
دون دخولهم في تسوية مع كيان الاحتلال . و هناك مصلحة لدى بعض اللبنانيين
الذين يحقدون على الانسان الفلسطيني ، و يقنعون انفسهم بان الازمات اللبنانية
المستعصية ناتجة عن الوجود الفلسطيني و ليست ناتجة عن التركيب الطائفي
غير العادل في لبنان ، و عن الصراعات الاقليمية و الدوليه على الارض اللبنانية .
  ماهر الصديق

google-playkhamsatmostaqltradent