recent
أخبار الساخنة

*مصلو الفرقان يطلقون حملة للنظافة في برج البراجنة*




وكالة القدس للأنباء - خاص 

حينما تتجول في شوارع وأزقة مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت، تشاهد حجم معاناة سكانه بأم عينك، في المشاكل كثيرة ومتراكمة تنتظر من يحلها، وإذا التفت قليلاً ترى تزاحم البيوت المتصدعة والمتهالكة، وأسلاك الكهرباء تتشابك وتتدلى لتحجب  عنك رؤية السماء.  والأكثر إيلاماً هو رؤية الأطفال يلعبون وأكياس الزبالة مترامية أمامهم، ومياه مجاري  الصرف الصحي تسير إلى جانبهم ولا يكترثون بخطر الأوبئة والأمراض التي قد تنتقل لهم، كما أن بعض الزواريب لا تستطع المرور منها لحجم النفايات المكدسة فيها، بخاصة في  يوم الأحد خلال عطلة عمال نظافة الأونروا.

أمام هذه الحقيقة الموجعة، قرر بعض المصلين في "مسجد ومجمع الفرقان" إطلاق حملة تنظيف في المخيم، وباشروا العمل في  تنظيف الشارع الرئيسي في المخيم كل يوم أحد، ما أسهم في التخفيف من حجم الكارثة.

"وكالة القدس للأنباء" التقت  القيمين على الحملة، وذلك إشعاراً منها لأهمية تسليط الضوء على جذور المشكلة قبل تفاقمها.

*وأوضح صاحب حملة النظافة في مخيم برج البراجنة، أبو عمر العجاوي* لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "الفكرة تبلورت لديه بعدما شاهد تكديس أكياس الزبالة في أزقة المخيم، وبخاصة يوم الأحد أثناء عطلة عمال النظافة في الأونروا، كما أنه خطر بباله طباعة بوستر لتوعية الناس بمخاطر النفايات، ورميها في الأماكن المخصصة  خلال دوام عمال الاونروا".

وقال العجاوي : "كثيراً ما نرى أكياس الزبالة مرمية في الطرقات لدى ذهابه إلى صلاة  الفجر، بشكل لا يحتمل، وهذا دفعني والإخوة في المسجد، بأن نخصص يوماً في الأسبوع لتنظيف الشارع الرئيسي في المخيم، فقمنا بعرض الفكرة على مدير المخيم في الأونروا وبارك لنا العمل، وقدم لنا المكانس والحاويات،  وقررنا أن يكون وقت التنظيف بعد صلاة الفجر من كل أحد، وباشرنا العمل على ذلك منذ أربع أسابيع".

وأضاف: "قمنا بطباعة بوسترات توعية حول النظافة و وزعناها على المحلات والجامع،  وسنعمل على تعليم كشاف الأطفال في المسجد، حول كيفية الحفاظ على نظافة المخيم، ونتمنى من جميع الأهالي والأخوة السوريين المقيمين في المخيم التعاون معنا، بإقامة حملة نظافة كبيرة والالتزام بعدم رمي النفايات في الشوارع، كي يبقى المخيم نظيفاً ويستمر وجود الأهالي فيه، لأنه للأسف نسبة كبيرة من الأهالي  تركوا المخيم بسبب الأزمات الموجودة فيه، من كهرباء وماء ونظافة ومشاكل وغيرها، وعدم وجود عملية توعية صحيحة".

وأوضح العجاوي، أن "مدير المخيم في الأونروا قال لي إن هناك 23 عامل نظافة في المخيم لخدمة الفلسطينيين الموجودين فيه، ولكن عدد السكان زاد كثيراً ووصل إلى 46 ألف نسمة بين فلسطينيين وسوريين، فأجبته بأن هذا بالنسبة لنا أمر واقع يجب أن نتعامل معه، ونريد حلاً، فكان الجواب: قدموا ورقة مساعدة للأمم ونحن نرفعها للمسؤولين".

ودعا العجاوي الأهالي  إلى التعاون من أجل  العمل على الحد من تفاقم مشكلة النفايات التي فاقت درجة تحملها،  وقال: "أي شخص لديه اقتراح ويريد أن يساهم معنا في حل المشكلة، نحن موجودون في مجمع الفرقان".

*بدوره أوضح إمام مسجد الفرقان والمساهم في حملة التنظيف، أحمد محمد،* لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "أسرة الفرقان قامت بحملة النظافة إبتداءً من شارع المحامص عند مدخل المخيم، إنتهاءً إلى شارع مستشفى حيفا، وهذا  العمل كان له تداعيات وحرك باقي المؤسسات، فاجتهدت لهذا العمل، شملت الحملة جميع أزقة المخيم".

ولفت إلى أنه "قمنا  بحملة زيارات لبعض المحلات ووجدنا تجاوباً منهم، وهو عدم رمي  النفايات خارج المحال ورميها في المكان المخصص لذلك"، مشيراً إلى أن "هذه الحملة شارك فيها الفلسطيني والسوري، تكاتفوا جميعاً في تكنس الشارع ورفع النفايات عنها".

وعن الصعوبات التي واجهتهم، لفت إلى أن "عدم تكاتف الناس معنا، حيث طلبنا من البعض أن ينظفوا أمام منازلهم ولم  نلق منهم تجاوباً، هناك خلل كبير ملقى على الناس، ولا يجوز أن نلقي اللوم ونضع الثقل الكبير على موظفي الأونروا، واتضح ذلك خلال رفعنا للنفايات، فالبعض يأتي ويرميها مجدداً، كأنك لم تنظف شيئاً، وهذا الأمر غير مقبول، لأن نظافة المخيم هي من نظافتنا، وهذه النفايات تسبب أمراضاً كثيرة."

وطالب محمد أهلنا في المخيم أن "يتعاونوا معنا في هذا الأمر، ليس بالمشاركة في التنظيف، ولكن على الأقل أن لا يرموا أكياس الزبالة في الليل، فقط يحتفظوا بها ريثما يبدأ عمال النظافة في الأونروا بالعمل".

*وقال الدكتور سلمان السعودي*، القادم من غزة والمقيم في مجمع  الفرقان، والمشارك في الحملة، لـ"وكالة القدس للأنباء" إن "هذه الحملة الخامسة هذا الأسبوع والعمل في  تنظيف الشارع وإبعاد الضرر عن الناس هو عمل إيماني  قبل أن يكون إنسانياً، وإزالة الأذى شيء طيب، وعلى الناس الأخذ بالقدوة وليس النظرية، بالنظرية لا تعلم كثيراً، إنما أنت تأخذ الخطوة الأولى، هذه تشجع الآخرين على أخذ خطوات مشابهة قامت الأسبوع الماضي بعض المؤسسات في المخيم بعد ما شاهدوا الحملة على صفحات الفيسبوك بالمشاركة في هذا العمل الإنساني، بحملة مثيلة في طرف المخيم".

ووجه السعودي أربع رسائل في هذا الموضوع: الرسالة الأولى إلى أصحاب المحلات التجارية والصناعية في شوارع المخيم، للتنظيف أمام محلاتهم عند انتهاء العمل، ووضع  النفايات في المستوعبات الموجودة على طرف المخيم، وبالتالي تبقى أبواب المحلات والشوارع نظيفة.

ودعا "الكبار بأن لا يرسلوا أطفالهم لكب أكياس الزبالة، لأنه بالغالب الطفل قد يضعها إما في زاروب أو يكبها خارج المستوعب، ويغلق الشارع من كثر الزبالة والمستوعبات فارغة، وهذا عمل سلبي وبالتالي يرسل من هو يستطيع وضعها في مكب النفايات".

وطالب "الرجال والنساء بأن يرأفوا بعامل النظافة والتعاون معه كونه إنساناً، وذلك بالاهتمام بإخراج النفايات من منازلهم أثناء دوامه في فترة الصباح، لأنه للأسف ما نلحظه هو أن الكثير من الأهالي يخرجون نفاياتهم بعد الظهر والعصر والليل، وهذا يجعل المخيم مزرعة للجرذان والحشرات وغيرها".

كما أن "الأهالي يعلمون بأن يوم الأحد هو عطلة راحة لعمال النظافة، وبالتالي عليهم أن يخرجوا نفاياتها ويضعونها في المستوعبات عند أطراف المخيم، ولا يكدسونها أمام منازلهم أو رميها في الزواريب،  والتسبب بالروائح الكريهة والحشرات والقوارض التي تسبب الأمراض".

وتمنى السعودي من الجميع أن يشاركوا في هذه الحملة الإنسانية، لأن نظافة المخيم هي من نظافة الإنسان.

مبادرة "الفرقان" خطوة حملت دلالات مهمة، تتلخص بأهمية مشاركة الجميع بعمل يعود بالمصلحة على المخيم، وعدم الإكتفاء بالشكوى والتنديد، ولو عممت هذه المبادرة على حملات تعاون مشابهة أخرى، لكانت وفرت الكثير من الأمان والاستقرار والراحة لأهالي المخيم.
*13-8-2017*


google-playkhamsatmostaqltradent