في ظل ما تشهده المنطقة العربية وانعكاساته على القضية الفلسطينية أصبحنا نعيش في مرحلة غاية في الصعوبة والتعقيد على كافة المستويات الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية كلنا نرى ما يجري على المستوى الوطني والسياسي في ظل اتباع سياسات انهزامية مبنية على الاستسلام والرضوخ للاملاءات الإسرائيلية الأميريكية مقيدة باتفاقيات المستفيد الوحيد منها الاحتلال الصهيوني وأبرزها اتفاقية أوسلو وملحقاتها الاقتصادية والأمنية ، وفِي ظل نمو طبقة سياسية تخطت البرجوازية بتقاطع مصالحها مع مصالح الاحتلال الاسرائيلي باتت تتحكم بالبيت الفلسطيني ضاربة بعرض الحائط الشراكة الوطنية والمصلحة الوطنية العليا بل تعدت مرحلة الاستفادة لمصالحها الفئوية السلطوية الضيقة لتمس بالثوابت والمسلمات الوطنية مقدمة اوراق اعتمادها لدى الادارات الأميركية المتعاقبة ومن خلفها اسرائيل ، اذ نظرنا لسياسات العدو الاسرائيلي وممارساته العنصرية الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني وبحق الارض الفلسطينية عبر سياسات عنصرية وخطط استيطانية تقطع الطريق لقيام دولة فلسطينية مستقلة لما نصت عليه كل المواثيق الدولية ، في المقابل على المستوى الفلسطيني الرسمي يقوم على سياسة انتظارية مكبلة تراهن على الحلول السلمية عبر مفاوضات عبثية عقيمة لم تنجز اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني بل كانت غطاء للعربدة الإسرائيلية غطاء للاستيطان والاعتقالات والاسرلة والحصار والتهويد وعمليات التدنيس المتكررة للمقدسات الفلسطينية . وفِي المقلب الاخر وما زاد الطينة بلة نعيش تحت لعنة الانقسام والاقتسام منذ اكثر من ١٠ أعوام الذي ساهما بتقطيع الارض والاوصال أصبحنا نتكلم عن سياستين وعن حكومتين وعن شعبين وما زاد هذا الانقسام تعقيدا ارتهان الطرفين لمحاور إقليمية عربية ودولية متناحرة فيما بينها وعند دفع الحساب فيكون الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن . فحان وقت السؤال الى متى سنبقى مرتهنين وتبنى مواقفنا وسياساتنا على سياسات الآخرين مع اننا نحن في مقدمة هذا الصراع مع العدو الاسرائيلي فمن كان يعتقد بان الصراع هو فلسطيني إسرائيلي فهو واهم ، فأطماع اسرائيل في المنطقة ليست بالخفاء بل انها في قمة العلن وما يجري اليوم في المنطقة من صراعات إثنية وقبلية ومذهبية هي دليل واضح لما تخطط له الولايات المتحدة ليس فقط لحماية اسرائيل كما يقول البعض بل للسيطرة على كل مقدرات وثروات المنطقة البشرية والنفطية .
نعم هنالك إنجازات تحققت بفضل نضالات الشعب الفلسطيني وليس بفضل السياسات المتبعة لكن هذه الإنجازات والمكتسبات ما زالت حبيسة الأدراج كأي مكتسب موجود في الامم المتحدة مازال حبيس الأدراج ايضا ، فالرهان الحقيقي على سواعد الشعب الفلسطيني وعلى تضحياته وتطلعاته الوطنية وانتفاضته ومقاومته وصموده .
حان الوقت التغيير والنهوض الوطني وعودة الإرادة السياسية وأقول للنظام السياسي الحالي الموجود ما زالت الفرصة أمامكم لتسطروا لانفسكم مكانة في تاريخ شعبكم الفلسطيني فالتاريخ لم ولن يرحم عودوا لاحضان شعبكم الذي لم يبخل يوما بتقديم الدماء والشهداء والغالي والنفيس من اجل حبة تراب من ارض فلسطين التاريخية ، عودوا قبل فوات الاوان مضى الكثير ولم يبقى سوى القليل فاحجزوا لنفسكم مكانة عز تتكلم عنها الأجيال ..