سدّدْ مآذِنَك العظيمةَ أسْهُما
لتُصيبَ مَن جعلوا الأمانةَ مَغْنَما
مزّقْ بها أجسادَ قومٍ كرّموا
"بِلفورَ" وعداً بالخيانةِ أُبْرما
شتِّتْ بها شملَ الذين تجمّعوا
من كلِّ ناحيةٍ ليقتَحِموا الحِمى
سدّدْ مآذنك العظيمةَ إنها
تأبى على الشيطان أن يتَحكّما
هيَ رَمْزُ سِلْمٍ غيرَ أنّ رؤوسَها
تغدو سهاماً حين تُبصرُ مُجرما
*يا مسجدَ الأقصى مآذِنُك التي*
*شَمَختْ ستبقى للفضائلِ مَعْلَما*
هذي المآذنُ للشموخ وللعُلا
رُفعتْ لتُصبحَ للمعالي سُلَّما
جلبوا إليكَ الخائنينَ عهودَهم
ورَمَوك بالأحقادِ بئسَ بمن رمى
في وَعْدِ بِلْفورَ الحكايةُ كلّها
أُمَمٌ من الكفّارِ تَحقِرُ مُسلما
وحكايةُ القانونِ فيها لم تزلْ
تُعطي ذرائعَها لمن سفَك الدّما
دُولٌ تغشّاها الضلالُ فأصبحت
أحكامُها الرّعْناءُ ليلاً مُظلما
ترعى الطُّغاةَ ولا تبالي أن ترى
شعباً ينام على الرّصيفِ مُحطَّما
يا وعدَ بِلفورَ الذي احتفلتْ به
شَمْطاءُ أَوروبا كفى بك مَغْرَما
*لولا تَخاذُلُ أمتي لم يحتفلْ*
*بك ظالمٌ سلَبَ الحقوقَ وأجرما*
المسجد الأقصى لمن رفعوا به
صوتَ الأذانِ مكبِّراً ومُعظِّما
أما الذين أتوا بوعدٍ ظالمٍ
فغداً سيلقون القضاءَ المُبرَما
أحبابَنا في أرضِ مِعراجِ الهدى
يا كُلَّ ذي وعيٍ لأمّته انتمى
*لا تيأسوا من طول ليلِ عدوِّنا*
*إني أرى فجرَ الإِباءِ تبسّما*
*عبدالرحمن العشماوي*
٢٩-٧-١٤٣٨