recent
أخبار ساخنة

*انتفاضة بوابات الأقصى بين الانجازات والمساندة والتخوف من الالتفاف عليها*

الصفحة الرئيسية

*بقلم: د. رمزي عوض*
الانتفاضة ضد البوابات الالكترونية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي في الأقصى الشريف، ليست قرارا من خطة، وليست رد فعل شعبي لحظي، بل هي أكبر من كل ذلك، هي إحدى حلقات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية، وضد تهويد المقدسات وقمع الإنسان وسلبه حريته وإنسانيته وتقرير مصيره، ونتيجة لتراكم مستمر من الغضب الشعبي الفلسطيني على كل ممارسات الاحتلال التي تؤدي لفقدانهم لهويتهم الوطنية والإنسانية في ظل صمت عربي ودولي تجاه الحقوق والاستحقاقات الفلسطينية.
فمنذ الثورات التي قامت ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين التاريخية، وضد أطماع العصابات الصهيونية في فلسطين، كانت تأتي الثورة تلو الأخرى، تربط كل واحدة بسابقتها بحلقة ما، بقوة إرادة الشعب الفلسطيني في تحرير الأرض والإنسان.
وكل ثورة قامت كانت لها أسبابها وكيانها ومميزاتها التي تؤكد استمرار الإرادة الفلسطينية الحرة، التي حاول ويحاول الاحتلال الإسرائيلي قمعها ومحوها من الذاكرة والثقافة الفلسطينية.

*انجازات انتفاضة بوابات الأقصى*
طبعا تأتي هذه الانتفاضة مكملة لانتفاضة السكاكين التي رفضت التهويد والقمع الإسرائيلي، كما هي مكملة لرفض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لمحو إنسانيتهم وكسر إرادتهم، وما ميزها عن سابقاتها عدة نقاط هي:
أولاً: أكدت هذه الثورة أن فلسطيني 1948 مما يحملون (جنسية إسرائيلية) هم جزء من الوعي والنضال الفلسطيني ضد الاحتلال، ويحملون ثقافة فلسطينية ترفض ممارسات ووجود هذا الاحتلال على أرضهم.
ثانياً: أعادت البوصلة العربية والإسلامية والدولية، للنظر الى قضية الشعب الفلسطيني مكملة انتفاضتي السكاكين والأسرى في سجون الاحتلال، لتصبح واجهة في العديد من النشرات الإخبارية والمواقف السياسية، بعدما كانت لأتذكر الحقوق الفلسطينية بسبب مايحدث في المنطقة العربية من نزاعات سياسية وعسكرية، ووصل تأثيرها إلى أن العديد من المناطق الساخنة في الوطن العربي، نادى أهلها بحرية الأقصى، كما قامت مظاهرات خجولة دعما للأقصى في العديد من البلدان.
ثالثاً: دفعت هذه الانتفاضة القيادة الفلسطينية والفصائل إلى الاعتراف بها كحق فلسطيني لرفض املاءات الاحتلال، رغم محاولة كل طرف استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة تصب أحيانا ضد الفلسطيني الأخر.
رابعاً: حصلت هذه الانتفاضة على دعم شعبي عربي إسلامي، مع عدم إدانتها من الأنظمة كما يحدث أحياناً، وبعض مواقف خجولة للزعماء العرب في دعمها خطابياً.
خامساً: دعم دولي من بعض الدول الأجنبية، وصلت لمواجهات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي في بعض الأماكن، وبعض المواقف التي عبر عنها زعماء أجانب كانت أقوى من الكثير من مواقف الزعماء العرب.

*كيفية مساندة انتفاضة بوابات الأقصى*
تلك الانجازات التي تحققت بالانتفاضة الأخيرة في الأقصى، على كافة الأصعدة بحاجة لمواقف من القيادة الفلسطينية والفصائل التي لازالت مواقفها لاترتقي إلى تطلعات الشعب الفلسطيني، فيجب مساندة هذه الانتفاضة بعدة خطوات أنجز جزء منها بشكل غير كاف.
أولاً: توحيد الموقف الفلسطيني، وترك الخلافات الجانبية بين الأطراف الفلسطينية المختلفة، بحيث تتوحد جهودها في دعم الفلسطينيين في مواجهات الأقصى، لوجستياً ومعنويا وسياسياً وحتى عسكريا.
ثانياً: اعتبار أي تواصل مع كيان الاحتلال الإسرائيلي هو خيانة وطنية، وقطع كافة العلاقات معه، ومنع أي تواصل دبلوماسي مع الإسرائيليين من قبل السفراء الفلسطينيين خاصة بالدول الأجنبية.
ثالثاً: حث المؤسسات الدينية والدولية والحكومات والمنظمات والجمعيات والهيئات وغيرها على إصدار مواقف تدين الاحتلال.
رابعاً: التوجه الى وكالة الأونروا وحثها على تفعيل بند الحماية للاجئين الفلسطينيين، بكافة الوسائل القانونية المتاحة.
خامساً: الترويج لهذه الانتفاضة والتركيز الإعلامي عليها، كثقافة فلسطينية في مقاومة الاحتلال إعلامياً وسياسيا من خلال برامج تعدها وسائل الإعلام الفلسطينية ومراكز القرار، وحتى من قبل الناشطين.

*الخوف من الالتفاف على انتفاضة بوابات الأقصى*
لربما تكون هذه الانتفاضة بانجازاتها هي الأقوى بعد ثورة الحجارة، وتخبط كيان الاحتلال الإسرائيلي هو خير دليل على ذلك، لذلك هناك تخوف من وئد هذه الانتفاضة بسيناريو خطير.
أولاً: إيجاد مخرج للاحتلال باستبدال البوابات الالكترونية بكاميرات مراقبة، بمواقف من مراكز القرار الفلسطينية أو الإسلامية أو العربية أو حتى الدولية، لضرب استمرارية الانتفاضة واظاهر الفلسطينيين كمنتصر غير حقيقي.
ثانياً: تدخلات دولية لتدويل الأقصى الشريف ورفع قضية (عاصمة فلسطين الأبدية) لتصبح منطقة متنازع عليها، تسيطر عليها الأمم المتحدة، وبالتالي تصل ليد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ثالثاً: إذا طال أمد الانتفاضة دون تحقيق انجازات على أرض الواقع، بسبب تراخي المواقف، قد تتحول لروتين يومي يخرجها من الواجهة فيحقق الاحتلال املاءاته.
رابعاً: حصول نزاع بين الأطراف الفلسطينية على كيفية دعم الانتفاضة بسبب اختلاف الرؤيا، فيضعفها بمواقف سياسية من هنا أو هناك يؤدي لتحييد الدعم الشعبي لها.
خامسا: الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهدا للقضاء على أي انتفاضة فلسطينية في الداخل من خلال اتفاقات مرحلية يعقدها مع أطراف فلسطينية أثبتت كذبه الدائم في إيجاد حل، لذلك قد تلجأ الحكومة الإسرائيلية لإعطاء الفلسطينيين أي انجازات سياسية في قضايا أخرى تؤدي لتراجع الدعم لانتفاضة بوابات الأقصى، ولهذا كان منع التواصل مع الاحتلال واعتباره خيانة وطنية ضد الحقوق الفلسطينية.

google-playkhamsatmostaqltradent