*أهم ما جاء في كلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان شلح في الذكرى 69 لنكبة فلسطين*
*🔺اليوم هو ذكرى أكبر جريمة سطو مسلح وعملية تطهير عرقي في تاريخ الإنسانية، حصلت عام 1948 حين تم اغتصاب أرض فلسطين وقتل وإرهاب وتشريد أهلها الأصليين وأصحابها الشرعيين بقوة السلاح وبالمجازر الصهيونية وتم اختراع شعب آخر من أتباع الديانة اليهوديةالمتشرين في أنحاء العالم الذين جلبتهم الحركة الصهيونية ليستوطنوا فلسطين تحت حراب الاحتلال البريطاني.*
*🔺لا نحيي ذكرى النكبة لاستحضار وقائع جريمة وقعت ومرارة آلام ومعاناة مضت، فالنكبة مستمرة ومازال شعبنا يعيشها ويعاني آثارها كل يوم على أرض فلسطين وفي الشتات والمنافي.*
*🔺إن استمرار النكبة، ليس فقط يعري صناعها، لصوص الأوطان، بل يفضح سراب السلام وأكذوبة التسوية التي ولدت من رحم الهزائم واختلال موازين القوى.*
*🔺تهل علينا ذكرى النكبة في ظل مناخ عربي رسمي وإقليمي ودولي هو الأسوأ في تاريخ الصراع، إن لم يكن في تاريخ الأمة. مناخ تسيطر فيه على عالمنا العربي حالة سلم شامل,غير معلن بالكامل مع «إسرائيل»، وحالة حرب معلنة على كل من يذكرون الناس بأن لنا وطناً اسمه فلسطين.*
*🔺يترقب العالم وصول الرئيس الأمريكي الجديد ترامب إلى بلاد الحرمين، وقد تم حشد معظم زعماء المنطقة ليكونوا في استقباله على نحو كرنفالي غير مسبوق، يأتي ترامب وكله أمل أن يلمس في هذه الزيارة أهم صفتين للعرب، كما قيل، الكرم والنسيان.. وربما يفاجئ الضيف بأن مضيفيه قد نسوا فلسطين والقدس والأقصى ثالث الحرمين، دون أن يدركوا أن من يفرط في القدس يفرط في مكة! أما الكرم العربي فقيصر روما الجديد قادم لأخذ الجزية من بعض العرب والمسلمين بمئات مليارات الدولارات, ثمناً لصفقات أسلحة أمريكية، سيصب جزء منها في جيوب أثرياء اليهود الأمريكيين، الذين يمولون جريمة ابتلاع القدس وتهويدها، وبهذه الزيارة المشؤومة ربما تدخل المنطقة حقبة جديدة بكل المقاييس، يطمح فيها أعداء الأمة بإعادة رسم الخرائط في المنطقة وتغيير هويتها، وتصفية قضية فلسطين،وتثبيت ودمج «إسرائيل» كدولة طبيعية مهيمنة في المنطقة، وتقسيم وتفتيت دول عربية مركزية, على أسس طائفية ومذهبية وعرقية،بما يسوغ ويشرع وجود «إسرائيل» كدولة يهودية.*
🛑توجه د. رمضان لكل أبناء شعبنا وأمتنا ولكل أحرار وشرفاء العالم بعدة رسائل:
*🔹أولاً:إننا نأمل أن يتعافى النظام العربي من وهم الرهان على أمريكا و«إسرائيل»، وأن يدرك القادة والزعماء أن أمن البلاد العربية والإسلامية يحققه أبناؤها لا أعداؤها، ونقول لهم لا تكررّوا خطأ أجدادكم وقد فعلوا ذلك طمعاً في استقلال العرب، فجلبوا لنا الاستعمار الذي تقاسم المنطقة، وزرع لنا في قلبها «إسرائيل»!*
*🔹ثانياً: إننا إذ ننحني إجلالاً في ذكرى النكبة أمام قامة شعبنا العظيم الذي لم يستطع صناع النكبة أن يكسروا إرادته طيلة تاريخ الصراع، لنؤكد إن الرد الطبيعي والواجب على النكبة المستمرة، هو وحدة الشعب الفلسطيني كله، في مواجهة المشروع الصهيوني.*
*🔹ثالثاً: لا يمكن تحقيق الوحدة الفلسطينية ولا حتى المصالحة وإنهاء الانقسام، دون سحب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، والقطع مع مسار أوسلو الذي أبقى على الاحتلال باسم جديد، وطالما أن "الشيطان الإسرائيلي" في بيتنا وفي "عش التنسيق الأمني المقدس"، فلن تقوم لهذا البيت قائمة.*
*🔹رابعاً: ندعو إلى صياغة ميثاق وطني فلسطيني جامع، بعد تخلي منظمة التحرير عن الميثاق الوطني الذي تم إلغاء بنود أساسية منه استجابة لضغوط وإملاءات أمريكية «إسرائيلية» لذلك نحن بحاجة إلى ميثاق وطني يحدد لنا ما هي الثوابت، وما هي المرجعيات التاريخية والقانونية لكامل حقنا في وطننا فلسطين، ولكي نخرج من حالة البلبلة والفوضى الفكرية والسياسية الرسمية والفصائلية التي باتت تهدد مستقبل شعبنا وقضيتنا.*
*🔹خامساً: إن من أهم أولويات شعبنا اليوم توفير متطلبات الصمود والبقاء على الأرض وإنهاء الحصار الظالم لقطاع غزة. في مقابل ذلك تفاجئنا رئيس السلطة الفلسطينية الأخ أبو مازن بأنه بدلاً من أن يسعى لفك الحصار عن شعبه ويسهم في تخفيف معاناته وآلامه، وجدناه يعلن سلسلة من الإجراءات والقرارات التي لا معنى لها سوى الحرب الاقتصادية على هذا الشعب في لقمة عيشه وقوت أطفاله، بما يزيد من آلامه ومعاناته ويمتهن كرامته. هل هذا جزء من فاتورة العودة إلى المفاوضات؟ أم عربون "لصفقة العصر الكبرى" الخاسرة التي يروجون لها؟*
*إن الشعب الفلسطيني لا يستحق ولا يحتمل هذه العقوبة الجماعية، وإن قطاع غزة اليوم برميل بارود على وشك الانفجار، وإذا انفجر فلن يبقي ولن يذر!*
*🔹سادساً وأخيراً: نؤكد في ذكرى النكبة على ضرورة تفعيل الانتفاضة وتصعيدها على نطاق جماهيري واسع، دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى المهدد بخطر الهدم، وانتصاراً للأسرى الأبطال وتضامناً مع مطالبهم المشروعة في معركة الحرية والكرامة. إن دفاعنا عن الأسرى هو دفاع عن إنسانيتِنا، وهو التعبير الطبيعي المشروع عن مقاومة العبودية ومحاولة سلبنا الحياة بعد أن سلبونا الوطن.*
*⬅إننا في هذه المناسبة نتوجه بالتحية إلى أسرانا البواسل في ملحمتهم البطولية، ونقول لكل قادة الحركة الأسيرة ولكل الأسرى والأسيرات من كلِ القوى والفصائل، من صبركم وصمودكم وجوعكم وعطشكم، ستشرق شمس الحرية، ليس لكم فحسب، بل لوطننا فلسطين بإذن الله.*
*⬅أما العدو المجرم وكل المتواطئين معه بصمتهم ولا مبالاتهم بمعاناة أسرانا ومحنتهم، من دول وحكومات ومؤسسات دولية وهيئات حقوق إنسان، فنقول لهم: إن تحققت مطالب الأسرى العادلة فلله الحمد والمنة، وكفى الله المؤمنين شر القتال، وإن استمر العدو في غطرسته بما يعرض حياة أسرانا للخطر، فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي أو نتركهم فريسة الموت نتيجة عناد الصهيونية العنصرية المتوحشة، فلنا في المقاومة كلمتنا وخياراتنا المفتوحة وكفى!*
*⬅إننا في حركة الجهاد، وكما عبر بعضهم بما هو شرف لنا، سنبقى متمترسين عند خيار "التحرير الكامل" مهما كان الثمن والتضحيات..إننا لن نلقي السلاح، ولن نعترف بالوجود الصهيوني على أي شبر من أرض فلسطين، ولن نساوم على ذرة من تراب القدس، لأن الاعتراف «بإسرائيل» يعني لنا الاعتراف بإلغاء فلسطين وأصحابها الأصليين.. ولا يملك أحد على وجه الأرض أن يلغي فلسطين حتى لو بقي فلسطيني واحد في هذا العالم. سنظل نقول: لا «لإسرائيل» لأنها تعني نعم لفلسطين كل فلسطين.. فهي وطننا قبل النكبة وبعدها.. بالأمس واليوم وغداً، وكل يوم.. وسوف تتحرر بعون الله، كما تحررت من كل الغزاة في الماضي، مهما تخلف العرب والمسلمون عن داعي الجهاد وواجب التحرير، هذا ما ينبئ به التاريخ، وهذا هو وعد الله عزّ وجل، "ولن يخلف الله وعده".. ورحم الله من قال: إن هذا العصر اليهودي وَهمٌ سوف ينهار لو ملكنا اليقين.*
*المجد للشهداء الأبرار والحرية للأسرى البواسل، والعودة للاجئين والنازحين.. عشتم وعاشت فلسطين من النهر إلى البحر حرة عربية إسلامية.*