عليكم بالثبات على طلب العلم. ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يشبع مؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة".
معناه المؤمن ينبغي أن لا يشبع من العلم. لا ينبغي أن يقول أنا تعلمت كذا وكذا ويترك طلب المزيد.
ثم علم الدين يؤخذ من أفواه العلماء ليس بِمطالعة الكتب كما يفعل كثير من أهل هذا الزمن.
علوم الدنيا يتلقونَها من أفواه العارفين بِها. وعلم الدين أولى بأن يؤخذ من أفواه العلماء للأمن من الغلط والتحريف.
المتعبد بلا علم فهو على خطر كبير،
لا يعرف صلاته صحيحة أم لا، ولا حجه ولا زكاته ولا صيامه صحيح أم لا. عمل قليل مع معرفة بالعلم خير من كثير مع الجهل.
وأهم العلوم علم العقيدة وعقيدةُ الإسلامِ محفوظةٌ للجمهورِ أي للمُعظمِ، أصحابُ رسولِ اللهِ كانُوا على عقيدةٍ واحدةٍ، وهيَ أنَّ اللهَ موجودٌ بلا مكانٍ بلا جهةٍ من غيرِ أن يتحيزَ في جهةٍ منَ الجِهاتِ، ومن غيرِ أن يكونَ حالًّا في جميعِ الجهاتِ هو موجودٌ بلا جهةٍ وبلا مكانٍ،
كانَ في الأزلِ موجودًا ليسَ لوجودِه بداية،كانَ اللهُ موجودًا قبلَ المكانِ والزمانِ، المكانُ مخلوقٌ لم يكن ثمَّ أوجدَهُ اللهُ، والزَّمانُ كذلكَ، والذي يكونُ قبلَ الزَّمانِ والمكانِ موجودًا بلا ابتداءٍ، لا يتغيرُ لا يتطورُ لا يتحولُ من حالٍ إلى حالٍ،
أمَّا المخلوقُ يتحولُ من حالٍ إلى حالٍ، حتى النُّور والظَّلام يتحولُ من حالٍ إلى حالٍ،
وخالقُ العالمِ لا يتغيرُ لأنَّه لو كانَ يتغيرُ لكانَ مثلَها، مخلوقًا مثلَها ا.هـ
فيجب الاعتناء بمعرفة عقيدة الفرقة الناجية الذين هم السواد الأعظم، وأفضل العلوم علم العقيدة لأنه يبين أصل العقيدة التي هي أصل الدين،
وهذا العلم سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر.
وعن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أنه سُئل: أين كان ربنا قبل أن يخلق العرش؟
فقال عليه السلام: أين سؤال عن المكان ، وكان الله تعالى ولا مكان ولا زمان ، وهو الآن كما كان.