اتفاق فلسطيني على نشر "القوة الامنية المشتركة" في "مناطق التوتر" في عين الحلوة
البلد محمد دهشة
بدأ مخيم عين الحلوة يعود الى حياته الطبيعية تدريجيا، وبدا مشهده يتأرجح بين "التوتير المقصود" التي تسابق جهود واصرار القوى والفصائل الوطنية والاسلامية على تطويق ذيول الاغتيالات والاشتباكات الاخيرة، والتفرغ للمخاطر المحدقة بأمن الجوار اللبناني بعد تحذيرات رسمية من امكانية القيام بعمل تفجيري انطلاقا منه، قد تعيد خط الاوراق وتضرب جسور الثقة والعلاقة المتبادلة.
وخرق الجهود السياسية الهادفة الى تحصين الامن والاستقرار في عين الحلوة، اقدام مجهولين على القاء قنبلة يدوية قرب احد منازل كوادر الامن الوطني الفلسطيني (ابو فادي.ر) في حي الزيب في الشارع التحتاني، انفجرت دون ان تؤدي الى وقوع اصابات، علما انها القنبلة الثانية التي تلقى خلال اربع وعشرين ساعة غير ان الاولى لم تنفجر، فيما تطور اشكال فردي في المنطقة الى اطلاق نار ادى الى اصابة الفلسطيني (ابو فايز. ب) في احد قدميه، وقد نقل الى مستشفى "النداء الانساني" للمعالجة.
ولفت الانتباه، ان انفجار القنبلة تزامن مع موافقة قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب توقيف وتسليم المشتبه بهم بقتل سامر حميد "نجمة" ومحمود الصالح للقوة الامنية الفلسطينية المشتركة، على ان يتم بالتوازي توقيف وتسليم المشتبه بهم باغتيال ابراهيم منصور للغاية ذاتها.
ميدانيا، أرخى قرار وكالة "الاونروا" فتح ابواب مؤسساتها الاجتماعية والصحية والخدماتية نوعا من الارتياح وان تأجل التحاق الطلاب بمدارسهم الى اليوم الخميس، فيما قام وفد من "الاونروا" ممثلا بمدير منطقة صور وصيدا بالوكالة فوزي كساب يرافقه مدير التعليم في منطقة صيدا بالوكالة زيد فاعور ومدير خدمات الاونروا في مخيم عين الحلوة عبد الناصر السعدي ونائب مدير منطقة صيدا محمد ابو عطية بجولة تفقدية اليوم على مراكزها داخل المخيم، شملت المدارس للاطلاع على الاجواء العامة.
إعلان منتصف المقال
ميدانيا، وفي خطوة من شأنها المساهمة باستتباب الامن والاستقرار في المخيم وإعادة دورة الحياة فيه إلى طبيعتها، قررت "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" في لبنان التي عقدت اجتماعا طارئا في مقر "القوة الامنية المشتركة" في منطقة "بستان القدس" في مخيم عين الحلوة، نشر "القوة الامنية الفلسطينية المشتركة" في الاماكن التي شهدت احداثا امنية والتي كانت مسرحا للاشتباكات الاخيرة، اضافة الى المناطق التي تعيش توترا امنيا لطمأنة الاهالي، وتكليف لجنة التحقيق المختصة التابعة للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، بالتحقيق مع المشتبه بهم بقضية إغتيال "سامر حميد ومحمود صالح" الذين تم الإعلان عن توقيفهم، على أن تفتح تحقيق بقضية إغتيال إبراهيم منصور وتوقيف كل من يشتبه به بعملية الإغتيال، على قاعدة عدم إغفال عمليات الإغتيال وجرائم القتل التي حصلت سابقاً في المخيم.
وطلبت اللجنة، من وكالة "الاونروا" اعادة فتح كافة مؤسساتها التربوية والاجتماعية الخدماتية وفتح أبواب المدارس أمام الطلاب إبتداء من اليوم الخميس لمواصلة مسيرتهم التعليمية وابقت اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة كافة الخطوات والإجراءات التي تم التوافق عليها وصولا الى تثبيت الامن والاستقرار ومعالجة اي خرق او تطور.
فيما بحث عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل منظظمة التحرير الفلسطيني في لبنان فتحي أبو العردات في مكتبه في سفارة دولة فلسطين في بيروت، مع المدير العام لوكالة "الأونروا" في لبنان حكم شهوان يرافقه مدير مكتب الأنروا في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة بعد الأحداث الأخيرة المؤسفة التي جرت في المخيم.
وأعرب أبو العردات عن شكره للمدير العام على القرار القاضي بالعودة الجزئية لخدمات الأنروا في مخيم عين الحلوة، سيما منها الصحية والبيئية، داعيا إدارة الأنروا إلى العودة للعمل وفتح كافة مؤسساتها التربوية والصحية والإغاثية والخدماتية في المخيم.
بينما ابدى شهوان تفهمه لمطالب القيادة الفلسطينية مؤكدا حرصه على أمن وحياة العاملين والموظفين التابعين للأنروا وعلى حياة طلاب المدارس، وأمن الناس بشكل عام.
هذا واستقبل الشيخ ماهر حمود في مكتبه في المدينة شقيق الفنان المطلوب فضل شاكر محمد عبد الرحمن شمندور "ابو العبد" بعد اطلاق سراحه، حيث جاء بتقديم الشكر الجهد الذي بذله في ترتيب وضعه الامني.