البلد | محمد دهشة
تتصدر المشهد السياسي الفلسطيني في لبنان ثلاثة ملفات سيساية وأمنية رئيسية، اولاها اجتماعات “اللجنة التحضيرية” لعقد “المجلس الوطني الفلسطيني”، وثانيها تعميق الخلافات “الفتحاوية” مع كل محطة وطنية وآخرها ذكرى الانطلاقة ويوم الشهيد وثالثها استمرار الجهود لتحصين الوضع الامني في عين الحلوة مع الاتفاق على نشر “القوة الامنية المشتركة” في المناطق “الساخنة”.
من المقرر، ان تعقد اجتماعات “اللجنة التحضيرية” لعقد “المجلس الوطني الفلسطيني” والتي يرأـسها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت يومي الثلاثاء والاربعاء في 10 و11 كانون الثاني الجاري، بمشاركة ممثلين عن امناء الفصائل الفلسطينية المنضويين في “الاطار القيادي الفلسطيني المؤقت” الذين شاركوا رسميا في حوارات القاهرة، اضافة الى حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” اللتين اعلنتا موافقتهما رسميا على المشاركة، ناهيك عن اعضاء “اللجنة التنفيذية” لـ “منظمة التحرر الفلسطينية” وعددهم 18، بهدف التشاور في اقرار صيغة جديدة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وصولا الى الاتفاق على تحديد عدد اعضاء كل طرف فلسطيني، والزمان ولا خلاف عليه، المكان وعليه خلاف، اذ يصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عقده في رام الله، بينما تصر حركتا “حماس” و”الجهاد” على عقده في اي دولة في الخارج.
وتعتبر اوساط فلسطينية لـ “صدى البلد”، ان الاتفاق على عقد المجلس الوطني الفلسطيني (عدد كل فصيل، المكان والزمان) من شأنه ان يمهد الطريق لانضمام حركتي “حماس” و”الجهاد” رسميا الى اطار “منظمة التحرير الفلسطينية”، اذ ما زالتا حتى الان خارجه، وبالتالي انتخاب هيئة تنفيذية جديدة للمنظمة، وهو خطوة على طريق تعزيز الوحدة الفلسطينية الشاملة، واتمام المصالحة “الفتحاوية – الحمساوية”، علما انه في حال انضمامها تصبح المنظمة هي المرجعية الفلسطينية الموحدة والممثل الشرعي والوحيد للاجئين في الشتات وتشاركا في اتخاذ اي قرار فلسطيني.
ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وعضو المجلس الوطني علي فيصل ان مشاركة جميع التيارات السياسية والمجتمعية الفلسطينية داخل وخارج منظمة التحرير من شأنه المساهمة في وضع تفاهمات مشتركة تزيل العراقيل امام امكانية عقد دورة توحيدية للمجلس الوطني بشكل سريع على طريق توحيد جميع المؤسسات الفلسطينية، في اطار استراتيجية وطنية جديدة في التعاطي مع العدو الاسرائيلي.
واعتبر عضو “المجلس الوطني الفلسطيني”، عضو المكتب السياسي لـ “جبهة التحرير الفلسطينية” صلاح اليوسف، ان الاجتماع أمر ايجابي تمهيدا لدعوة المجلس الوطني للانعقاد بدورة عادية، ومن اجل اتاحة المجال أمام مشاركة كل الوان الطيف الفلسطيني، وخاصة حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” والعمل على بلورة برنامج اجماع وطني سياسي على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها الفصائل كافة عام 2006 في القاهرة، داعيا الى عقده على ارض الوطن.
الخلافات الفتحاوية
في الملف الثاني، تحولت ذكرى انطلاقة الحركة السنوية ويوم الشهيد، الى مناسبة لتكريس الخلاف والانقسام، اذ اقامت حركة “فتح” مهرجانا سياسيا في قاعة الرسالات في بيروت، تحدث فيه امين سر الحركة وفصائل المنظمة في لبنان فتحي ابو العردات، مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، ممثل حركة أمل بلال شرارة، ممثل عن تيار المستقبل والتيار الطني الحر، فيما اقام “التيار الاصلاحي” مهرجانا في قاعة “الشايني ستار” في صيدا، بحضور لافت لممثلين عن حركة “حماس” و”الجهاد الاسلامي” و”الجبهة الشعبية”، اضافة الى القيادي سفيان أبو زايدة والسفير الفلسطيني خالد غزال، وممثلين عن الاحزاب والفصائل الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية وشخصيات دينية وتحدث فيه القيادي احمد عبد المجيد، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الطياوي عبر الهاتف، عضو “الهيئة العامة” في “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ خضر الكبش والشيخ محمد الموعد باسم “مجلس علماء فلسطين” الشاعر كفاح عطور، ورئيس التيار الاصلاحي العميد محمود عبد الحميد عيسى “اللينو” الذي وصف الاحداث الامنية في عين الحلوة بانها تأتي ضمن مخطط مشبوه للقضاء على رمزيته، داعيا الى معالجة جذرية لكل الظواهر الشاذة عن قِيمنا الوطنية وبوصلة قضيتنا، واصفا “القيادة الفلسطينية بانها “عاجزة” عن ايجاد الحلول والناس متروكه لمصيرها ولا من مغيث، منتقذا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وما آلت اليه امور فتح، مجددا البيعة للعميد محمد دحلان.
أمن عين الحلوة
في الملف الثالث، اتفقت القوى الفلسطينية على نشر عناصر القوة الامنية في مخيم عين الحلوة ابتداء من صباح اليوم الاثنين انطلاقا من مقرها وعلى طول شارع “بستان القدس”، مفرق “سنترال البراق” في حي الصفصاف، على طول الشارع الفوقاني (مدخلي حيي “عكبرة وطيطبا”)، وصولا الى المدخل الشمالي لجهة المستشفى الحكومي (مدخل منطقة “البركسات”).
واتفقت القوى الفلسطينية، عقب اجتماع “اللجنة المصغرة” لـ “اللجنة الامنية الفلسطينية العليا” في لبنان في قاعة “خالد بن الوليد” في مخيم عين الحلوة، على اعادة تفعيل ملف تسليم المطلوبين لانفسهم الى السلطات اللبنانية، حيث اعطيت التعليمات لاعضاء “لجنة ملف المطلوبين”.
امنيا، انفجرت عبوة ناسفة قرب منزل مسؤول الاعلام لحركة فتح في منطقة صيدا ابراهيم الشايب في حي الرأس الاحمر دون وقوع اصابات، بينما شهد الشارع الفوقاني توترا امنيا بعد اطلاق نار دون معرفة الاسباب او اي اشكال، فاقفلت المحال التجارية وخلا الشارع من المارة وسط حالة من الحذر.
سياسيا، دخلت “رابطة علماء فلسطين” برئاسة لشيخ بسام كايد، على خط التهدئة، داعية كافة القوى الفلسطينية لبذل الجهود لحماية المخيم من الفتن، فالتقت ممثلي “القوى الاسلامية” وفعليات ووجهاء وشخصيات بلدة الصفصاف بحضور والدي المغدورين سامر نجمة ومحمود صالح، محذرة من التداعيات الخطيرة للاحتكام للسلاح، وتغليب منطق القوة على منطق العقل والحكمة والمصلحة المشتركة؛ مكررة فتوى تحريم وتجريم الاغتيالات.
التشاوري الصيداوي
صيداويا، شدد “اللقاء التشاوري الصيداوي” في اجتماعه الدوري في مجدليون بدعوة من النائب بهية الحريري ومشاركة الرئيس فؤاد السنيورة المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود على اهمية التواصل والتعاون بين الأجهزة الأمنية وتحديدا مخابرات الجيش اللبناني وبين مكونات مخيم عين الحلوة لاحتواء اي مشكلة تحصل سريعا، من حفاظا على امن واستقرار المخيم والجوار.
وعبرت النائب الحريري، عن فخرها باللقاء لأنه يجمع كل المكونات في جو من الألفة بينها تجمعهم الارادة الحقيقية للمساهمة بعملية استقرار المدينة وتطورها ونهوضها، مهنئة اللبنانيين بتأليف الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية وبداية السنة الجديدة مع انطلاقة العهد الجديد والارادة الحقيقية لاستعادة الثقة بمكونات الدولة.

