المصدر/ بقلم محمد دهشة - جريدة البلد:
بقي الوضع الامني في عين الحلوة على حاله هشا، يتأرجح على حبال الهدوء الحذر القابل للتوتير في اي لحظة وعند اقل شائعة او حتى سماع صوت اطلاق نار، في ظل ما يشبه الاستراحة السياسية للمعالجة، في وقت خطفت فيه جولة الامين العام لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" الدكتور واصل ابو يوسف على القوى الصيداوية الاهتمام السياسي.
دفع الوضع الامني "الهش" في عين الحلوة، بدأ الكثير من ابناء حيي "طيطبا وعكبرة" الواقعين بين منطقتي "الصفصاف" حيث المعقل الاسلامي و"البركسات" حيث المعقل الفتحاوي"، بــ "النزوح الطوعي" ومغادرة منازلهم طوعا واستئجار أخرى قريبة في أحياء المخيم نفسه او في "الفيلات" المجاورة او صيدا وفق امكانياتهم المادية، بعد شعورهم بالخوف بأن الامور متروكة على "غاربلها"، بلا معالجات جذرية تطمئنهم في البقاء فيها، او ابناء الاحياء الاخرى في تنقلاتهم اذ قد يقعوا ضحية للانتقام دون ان يكونوا مستهدفين بحد ذاتهم.
وتؤكد مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان تقسيم المخيم الى مربعات أمنية ومناطق بات واقعا الان، في ظل تراجع دور الاحياء "الوسطي" وقوة دور العشائر والمناطق في فرض الحساب، وتمهل "القوة الامنية المشتركة" في الانتشار داخل الاحياء نفسها بلا "ضمانات" معينة، بعد انتشارها في الشارع الفقواني الرئيسي وتسيير دوريات خاصة مع اوقات دوام المدارس وموعد افتتاح مؤسسات وكالة "الاونروا".
وهذا الامن الهش، خرقه القاء مجهولين قنبلة يدوية، فانفجرت قرب منزل الفلسطيني أبو شكيب عثمان في حي المنشية دون وقوع اصابات وأعقبها اطلاق نار في المكان، واشكال فردي في منطقة البركسات تطور الى اطلاق نار، ما ادى الى اصابة الفلسطيني (احمد.ج) الذي نقل الى مستشفى الهمشري في صيدا للمعالجة.
جولة سياسية
وهذا الوضع الامني، إضافة الى مساعي ترتيب البيت الفلسطيني على ضوء نتائج اجتماعات اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، كانت محور الجولة السياسية التي قام بها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الامين العام لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" الدكتور واصل ابو يوسف ونائبه ناظم اليوسف واعضاء قيادة لبنان، على القوى الصيداوية، حيث التقى النائب بهية الحريري، الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود.
ونوه الدكتور أبو يوسف، بدور القوى الصيداوية وبمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني، آملا ان تنجح الفصائل الفلسطينية مجتمعة في ان تحذو حذو لبنان بتشكيل حكومة وحدة وطنية وانهاء الانقسام الفلسطيني مستفيدين من تجربة الرئيس سعد الدين الحريري وباتخاذ موقف شجاع، مؤكدا حرص القوى الفلسطينية على أمن المخيمات وعدم الاساءة الى الاستقرار الوطني اللبناني.
واثنت الحريري على الجهود التي تبذلها كافة الفصائل وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية من اجل حماية وتحصين الساحة الفلسطينية ولا سيما عين الحلوة ضد اي اختراق لها او عبرها للساحة اللبنانية، بينما أكد سعد اننا حريصون مع الفصائل الفلسطينية على حماية أمن المخيمات والشعبين الفلسطيني واللبناني على حد سواء".
ودعا الدكتور البزري العهد الجديد لإعادة النظر بالعلاقات الفلسطينية اللبنانية لناحية الحقوق المدنية والاجتماعية والحياتية، لأن القرارات السابقة المجحفة بحقهم لا تعكس حقيقة موقف لبنان وشعبه، فيما دعا الدكتور حمود كافة الأطراف داخل عين الحلوة ضمان عدم تكرار حالات الفلتان الأمني وتأمين الاستقرار والحرص عليه مع الجوار لان عين الحلوة يعنينا كصيداويين كما يعني الفلسطينيين.
مهرجان "فتح"
هذا وأحيت حركة "فتح" ذكرى انطلاقتها واستشهاد القادة أبو أياد، وأبو الهول، وأبو محمد العمري بمهرجان سياسي أقيم في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا وتحدث فيه الدكتور سعد، فدعا الفصائل الفلسطينية واللجان والهيئات الشعبية في عين الحلوة إلى القيام بدورها كاملا في حفظ أمن المخيم واستقراره بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية وبالتصدي لكل من يحاول تخريب أوضاعه والإساءة إلى الأمن اللبناني، بينما أمل أمين سر الساحة اللبنانية في حركة فتح فتحي أبو العردات من الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي اقرار الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني، مؤكداً في الوقت ذاته على حق العودة ورفض التوطين، لما في ذلك من تحصين للساحتين اللبنانية والفلسطينية.
زيارة الانجيلية
صيداويا، زار راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي الحداد، مدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية في صيدا واستقباله رئيس المدرسة الدكتور روجيه داغر، والمدير التعليمي طوني طعمة، وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية ورؤساء الأقسام في المدرسة.
وفيما شرح الدكتور داغر البرامج التعليمية المتبعة، مشيرا الى ان التربية والعلم تسيران في مسار واحد، ما يؤدي إلى خلق مجتمع منفتح على بعضه البعض، نوه المطران الحداد بدور المدرسة الإنجيلية المتفاعلة مع بيئتها والتي تبني مجتمعا سليما، مشيرا الى إن أهل صيدا مخلصون لمدرسة الفنون الإنجيلية ونحن سنعمل في أوساطنا المسيحية لدعمها بشكل كبير وتقديم الضمانات لطلابنا على الصعيد الأمني.
