بعد رحلة شاقة
وهادفة مع الزمن غّيب الموت المربي القدير
الاستاذ يوسف القط حيث توفاه الله في 18-12-2012 بعد رحلة تربوية، تعليمية،رياضية
، كشفية ، أمضاها في منطقة صور، وفي عرينه التربوي كمدير لمدرسة فلسطين في مخيم
البرج الشمالي طيلة ما يزيد على اربعين عاماً في مدارس الاونروا عدا عن عملة
التطوعي في عدد من المدارس الخاصة الاهلية
في منطقة صور.
عمل فيها موجهاً
تربوياً وهو على عهده بحبه لمهنته ولشفافيته الشديدة الخارجة عن المألوف ولعلاقته
مع الناس ، فهو علم من اعلام التربية المعروفين منذ فترة طويلة.
مات وفي قلبة حرقة
لعدم رؤية مدينته ومسقط رأسه (حيفا) التي لم يغب إسمها عن لسانه للحظة واحدة ولا
عن قلبة ووجدانه..نزح الى لبنان في العام 1948 وأقام في مخيم البص قبل الانتقال
الى البرج الشمالي ( الضيعة).
المربي القدير في
سطور:
1-
وُلد المربي الفاضل في مدينة (حيفا) ونشأ بين
أحضانها، واستهوته انضباطية وقوانين الكشاف،فانخرط في صفوف الكشاف الفلسطينية في
سن مبكرة، زار مع فريقه الكشفي مدينتي القاهرة وعمان قبل الخروج من فلسطين ، وقبل
النكبة لكن هذه الأخيرة اضطرته كما معظم الفلسطينين ان يغادرمع عائلته حيفا عروس
البحر المتوسط حيث استقر به المطاف في مخيم البص.
عمل الراحل مدرساً في الاونروا، من ثم مديراُ لاول مدرسة
أنشئت في الخيام في مخيم البرج الشمالي حيث عانى وزملاؤه وطلابه الأمرين في فصول
الشتاء عندما كانت الرياح تقتلع الخيام (المدرسة) فيعيد البناء بهمًّة عالية لتبقى بيئة صالحة
لاستمرارية التعليم.
2-
كرًّس كل حياته لتعليم الأجيال حيث عرف عنه
انه يأتي الى المدرسته ليلاً، وعلى الدراجة في الليالي العاصفة ليشارك المدرسين في
إعطاء الدروس الاضافية على أضواء القناديل التقليدية في ذلك الزمن فكان له النجاح
من خلال نسب النجاح المرتفعة، وهذا ميداليات عزة وفخار على صدر المربي الكبير.
3-
عُرف بشافيته الشخصية والوطنية وبتقديره لحق
الطالب وعدم إضاعة دقيقة واحدة من الزمن التعليمي.
4-
كان يعشق الرياضة ويجيد بعض ألعابها كالمشي
وكرة القدم.
5-
لقد اشرف بفعالية على مهرجان الرياضة في
اليوم الرياضي في منطقة صور عام (1989-1990) على ملعب الاصلاح حيث نال إعجاب
المشاهدين خلال روعة الاخراج والتنفيذ وتنوع الألعاب ونجاحها.
6-
شديد التعليق والوفاء لمن عايشه حجراً
وبشراً.
من هنا لا نستطيع أن ننفى للمربى الكبير حقه ففضائله
كثيرة ومتعددة فتحية وتقدير لهذا الرجل الأصيل والذي شاءت الأقدار أن يرحل عنا
فانتقل الى جوار ربه يوم الثلاثاء الموافق في 18-12-2012 وضمه الثرى يوم الخميس في
20-12-2012 في مقبرى البرج الشمالي الضيعة التي كان وفياً لأهلها فبادلوه نفس
الوفاء.
فإلى حنات الخلد يا (أبا سليم ) رحمك الله وأسكنك فسيح
جنانه وتغمدك الله بواسع رحمته.

