recent
أخبار ساخنة

عين الحلوة يستعيد هدوءه وابناؤه يلملمون جراحهم واضرارهم وسط مطالبة بالتعويضات


البلد محمد دهشة

فيما صمد اتفاق وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة التي توصلت اليه القوى الفلسطينية بعد جهود مضنية، بعد اشتباك دموي بين عناصر من حركة "فتح" في منطقة "البركسات" وناشطين اسلاميين في منطقة "الصفصاف"، ادت الى سقوط اربعة قتلى وثمانية جرحى، بقي الوضع الامني "هشا"، يترنح بين الهدوء الحذر والترقب القابل للاشتعال مجددا.

اكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد" ان وقف إطلاق النار في عين الحلوة صمد بفضل الجهود السياسية والشعبية التي بذلت من مختلف الاطراف وحرصها على وقف سيل الدماء وعدم ترويع الامنيين ودفعهم للنزوح، وللاعلان عن توقيف شخصين مشتبه بهما بالوقوف وراء جريمة اغتيال سامر حميد الملقب "نجمة" ومحمود صالح والتي اندلعت على اثرها اشتباكات أسفرت عن سقوط اربعة قتلى وثمانية جرحى.

واشارت المصادر، الى ان "لجنة التحقيق" التي شكلت من قبل قيادة القوة الامنية المشتركة، لمتابعة الجريمة، اطلعت على كاميرات مراقبة موجودة في المكان وتبين لها اولا، ان عملية الاغتيال كانت مزدوجة على عكس الاعتقاد السائد سابقا عن استهداف "نجمة" فقط، ونفذها شخصان غير ملثمين، اطقا النار من مسدسين حربيين على مسافة قريبة من الضحيتين، قبل ان يعودا ادراجهما من ذات الزاروب في الشارع الفوقاني.

ميدانيا، على وقع التحقيقات، عاش المخيم يوما حذرا، خرقه اقدام احد اقارب الضحيتين باطلاق النار في الهواء والقاء قنبلة في منطقة "الصفصاف" انفجرت دون وقوع اصابات، وذلك بعد ليل هادئ صمد فيه وقف اطلاق النار، حيث لم يسجل اي تبادل لاطلاق النار بعد نجاح "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" في تثبيت وقف إطلاق النار، من خلال قيام لجنتين من القوى الفلسطينية بجولة ميدانية في مناطق الاشتباك وسحب المسلحين من الشوارع ورغم ذلك خلت الشوارع الحركة نهارا واقفلت جميع المؤسسات والمحال التجارية ابوابها تحسبا.

وباشر أبناء الاحياء المتضررة واصحاب المجال التجارية في المنطقة الممتدة ما بين الصفصاف والبركسات في الشارع الفوقاني، يلملون جراحهم ويتفقدون الاضرار التي تبين انها كبيرة، اذ احترق منزلين الاول يعود الى ابو حسين حليحل في حي طيطبا, الثاني الى يحي ميعاري في حي عكبرة، فضلا عن تضرر عشرات المنازل والسيارات والمحال التجارية بسبب كثافة النيران واطلاق القذائف والقاء القنابل التي عثر على بعضها ولم ينفجر بعد، فيما وصف عضو "اللجان الشعبية الفلسطينية" عدنان الرفاعي حي طيطبا بانه "منكوب"، متسائلا لماذا ندفع مجددا ثمن هذا الاشتباك المسلح ناهيك عن ترويع الناس ومحاصرتهم واصابة بعضهم بجراح، في وقت جرى فيه تشييع الضحية احمد اليمني، الذي قتل عرضا اثناء مروره الى دكان في الشارع الفوقاني ووري الثرى في مقبرة عين الحلوة الجديدة في درب السيم.

اجتماع وزيارة
فيما عقدت القوى الفلسطينية واللجنة الامنية الفلسطينية العليا في لبنان، اجتماعا في مقر القوة الامنية المشتركة في "بستان القدس"، بمشاركة مسؤول "الجبهة الديمقراطية" في لبنان علي فيصل وقائد القوة الامنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، حيث جرى بحث سبل تثبيت وقف اطلاق النار ومعالجة بعض الخروقات، اضافة الىتسليم المتهمين في جريمة الاغتيال، زار وفد من هيئة علماء المسلمين في لبنان برئاسة الشيخ ابو عطاء عارفي المخيم والتقى القوى الفلسطينية واللجنة الامنية داعيا الى حقن الدماء وتوفويت الفرصة على المتربصين بأمن المخيم واهله شرا. 

بلسمة جراح
بمقابل المشهد الدامي، في خطوة تبلسم جراح المرضى الفلسطينيين، تبرع رجل الاعمال الفلسطيني السيد عدنان أبو سيدو "ابو فادي" وأولاه، بجهاز للتنفس الاصطناعي لمسشتفى "الهمشري" في صيدا التابع لـ "جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني"، حيث لا يوجد في قسم العناية الا جهاز واحد.

وقام نجله الحاج فادي ابو سيدو، بزيارة المستشفى خلال عملية تركيب الجهاز، والتقى رئيسه الدكتور رياض ابو العينين، بحضور رئس اتحاد الاطباء والصيادلة الفلسطينيين في لبنان الدكتور عماد الحلاق، قبل ان يجولا على قسم العناية ويطلعان من رئيسه الدكتور اسماعيل حمادة على احتياجات المرضى والعناية الصحية التي تقدم لهم رغم تواضع الامكانيات المادية. 

ادانة دولية
وفي موقف هو الثاني ولم يكن معهودا من قبل، دانت وكالة "الأونروا" العنف المسلح في مخيم عين الحلوة الذي منع من جديد الأطفال من الذهاب الى مدارسهم ومن الاستفادة من خدمات العيادات الصحية الضرورية، وقال المتحدث باسم "الأونروا" كريستوفر جونيس، انه بسبب العنف المسلح وزيادة المخاطر على أرواح المدنيين، علقت الوكالة جميع عملياتها في المخيم، وسوف تستمر في ذلك حتى إشعار آخر، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى احترام سيادة القانون وقدسية الحياة البشرية وضمان الحماية للاجئين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال.

قلق حقوقي
بينما أعربت جمعية راصد لحقوق الانسان عن قلقها على المستقبل الأمني والإنساني في ظل عمليات الاغتيال والترهيب، محملة مسؤولية ما يجري للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة وللقيادة السياسية الفلسطينية بمختلف مستوياته مطالبين بوضع حل جذري لمشكلة الفلتان الأمني وسياستي الافلات من العقاب والامن بالتراضي في المخيمات ووضع سلم وأمن اللاجئين فوق أي اعتبار، من خلال ترسيخ قوة القانون عبر المؤسسات الشرعية الفلسطينية، وتقديم الخارجين عن القانون الى الأجهزة الأمنية اللبنانية والقضاء اللبناني.

google-playkhamsatmostaqltradent