في ظل المعاناة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية بشكل عام، والتجمعات الفلسطينية بشكل خاص، ما زال هناك بقعة أمل يرسمها الطفل الفلسطيني من خلال المواهب التي تظهر فيه، والتي يعمل بعض الداعمين على تنميتها وإظهارها في الحالات المعروفة، ولكن الحالة النادرة هي أن تجد فيها طفلا يتخذ صفة الشباب في تنمية قدراته والعمل على إكتشافها.
في هذا السياق إليكم الصغير في السن ، والكبير في عطائه "حمزة أحمد كعوش"، وهو طفل - شاب فلسطيني من تجمع المعشوق - جنوب لبنان -صور ما زال في عمر ١٦ عاماً، في الصف العاشر يدرس في مدرسة دير ياسين في مخيم البص، أصله من ميرون، يتميز في موهبة عالية جداً في كرة القدم وتحديداً حراسة المرمى والتي إكتشفها منذ اللحظات الأولى التي بدأ يعي فيها هذه اللعبة ، في السنة السادسة من عمره.
يقول "حمزة":
في بداية الامر، بدأت العب الكرة في شوارع المعشوق، وكانت السعادة تغمرني في اللحظة التي أخطط فيها مع أصدقائي لإقامة لعبة ومنافسة بيننا،إلى أن تطورت هذه الموهبة وبدأت أتقنها بشكل جيد عند عمر العشر سنوات.
بدأت في هذه اللحظات أخطط للعب في ملاعب كتلك التي أراها على التلفاز، نعم أقصد ملاعب خضراء، عارضات وشبكات حديد تختلف عن تلك التي كنت أنصبها من حجارة مع أصدقائي ، بدأ والداي وإخوتي بتشجيعي وأتذكر تلك العبارات :
"إلعب يا حمزة وطوّر حالك الرياضة مهمة لحياة الانسان"...
الآن أنا أخضع لعدة دورات تدريبيه وأهمها الحالية دورة مع "جمعية أنيرا"، وأريد أن أضيف أنني متوج في عدة مباريات كأفضل حارس في لعبة كرة القدم، وحاصل على عدة كؤوس وميدليات أفتخر فيها من كل قلبي.
لعبت في نادي الإيمان وأحترمه جداً، والآن أنا ألعب في نادي النهضة، ودائما ألاحق دورات كرة القدم حتى لو كنت سأستخدم مصروفي الخاص لها.
طموحي هو شي واحد وهو أن أصبح حارس مرمى مشهور ومتقن لموهبتي تماما كالذين أشهاهدهم في التلفاز.
أطلب من الإتحاد الفلسطيني للرياضة أن يلتفت لي ولغيري من هذه المواهب، لأن القانون اللبناني بحسب ما عرفته لا يسمح للأجنبي أن يلعب في منتخباته الرسمية.
