من غير المعقول او المقبول استمرار اعمال العبث في مخيم عين الحلوة .
فلتان امني يحصد ارواح الابرياء و يروع الامنين من ابناء المخيم .
نحن اصحاب قضية عادلة ، بلادنا محتلة ،و قتالنا لا يكون الا مع المحتل
و اعوانه و عملائه . السلاح الذي نحمله جهته نحو العدو ، و دفاعا
عن شعبنا و عن امتنا . و اي اتجاه آخر يكون بالاتجاه الخطأ و يجب تصويبه .
لقد تربى المقاتل الفلسطيني على السلوك المتسامح مع اخوته من ابناء المخيم
او مع رفاقه في السلاح بغض النظر عن الموقع الفصائلي ، و عن الاختلاف
الايديولوجي او العقائدي . فأين هذا التآخي ، اين العقل الذي نعود اليه في حل
خلافاتنا، اين لغة الحوار و المحبة و الحرص التي تجمعنا كابناء دين ووطن
و تشرد و مآسي ؟! كيف يصل الحد فيما بيننا لتوجيه السلاح لصدور بعضنا
و قد كنا في مواقع كثيرة في نفس الخندق و نحن نقاتل الاعداء ! و مصيرنا
واحد و هدفنا واحد و قد يتكئ واحدنا على الاخر عند الشدائد و في حال الجراح .
اين ديمقراطية غابة الاسلحة التي كنا نتغنى بها ، و اين الحرص على الدماء ؟
ان الذي يجري غريب على التقاليد الفلسطينيه ، تلك التي تقوم على التنوع
و فسح المجال للاختلافات و الاجتهادات و لا تصل للاقتتال ! فهذه الاشتباكات
المتنقله قد لا تكون بريئة ، و ربما هناك طابور خامس يغذيها ، و ربما اجهزة
خارجيه تريد بلبلة الاوضاع لطرح مسألة الوجود الفلسطيني المسلح . و لكننا
لا نريد ان نعلق خرقنا على شماعة غيرنا ، مع علمنا بدسائس اعداءنا .
يجب ان لا نكون لقمة سائغة بين انياب الاعداء ، و لا ادوات تنفذ
مشاريعهم و مخططاتهم . فالاشتباكات هنا و الاغتيالات هناك و اطلاق
الرصاص و رمي القنابل تقدم خدمات مجانيه لمن يتربص بالمخيمات ،
و مادة يستخدمها في التحريض و التعريض بالمخيمات ، لزيادة الضغط
و التضييق و الاجراءات اللاإنسانيه بحق المخيمات . هذه الاشتباكات
المرفوضة جملة و تفصيلا تأتي في وقت تستعر فيه اعمال التحريض
و الحملات العنصرية الصريحة من قبل بعض وسائل الاعلام و الجهات
الحزبية المغرضة . و بعد الحملة الكبيرة التي اشترك فيها كثير من السياسيين
اللبنانيين من اجل وقف العمل بالجدار العنصري على تخوم المخيم البائس .
نريد ان نسأل هل هناك فعلا اياد عميلة و عابثة تأجج الامور و تشعل النار
بالهشيم ، ام ان الوعي الفصائلي انكفأ و بدا غير قادر على السيطرة و الضرب
بيد من حديد على ايدي العابثين ؟! المسألة بكل وضوح ليست لعبة يلعبها
هذا او ذاك ، انها دماء و امن الناس و ترويعهم ووقف مصالحهم
و تعطيل مدارس الطلاب ، و زيادة المضايقات على الحواجز ، و ترك
الحاقدين ينهشون في الجسم الفلسطيني المثخن بالجراح . نريد موقف
موحد في مواجهة كل من يحاول الاخلال بامن المخيمات ، و رفع الغطاء
عن العابثين ، و رفع مستوى التنسيق لاعلى درجاته بين القوى السياسية
المختلفه لمنع وقوع مثل هذه الاعمال ، التي لو استمرت " لا سمح الله"
ستكلف المخيمات و اهلها اثمانا باهظه .

