recent
أخبار ساخنة

فديرالية المخيم وموت الكبار بقلم رضوان عبد الله

الصفحة الرئيسية



فديرالية المخيم وموت الكبار
بقلم رضوان عبد الله
تعتبر المخيمات الفلسطينية احدى اهم الشهود العظام على نكبة فلسطين ؛ وباﻻخص مخيمات لبنان ؛ فمخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة رغم اللجوء اﻻ ان اللجوء كان نزوحا قسريا ؛ ولو طال اﻻمد ؛ ومخيمات اﻻردن تخضع للسيطرة اﻻمنية القانونية الكاملة للحكم اﻻردني ؛ رغم الظلم اﻻ ان الحكم ملح اﻻرض ؛ وفي سوريا اﻻمن كان بالمخيمات الفلسطينية ممتازا كذلك (طبعا قبل اﻻزمة اﻻخيرة المستمرة منذ ما يربو على اﻻربع سنوات ) ؛ وﻻ يبقى بالميدان سوى حديدان ؛ اي مخيمات لبنان التي تعاني ما تعانيه من بؤس و شقاء اللجوء والحرمان والفقر المتقع .
و يزيد الطين بلة جو الرعب المتجلي بالحرمان من ادنى حقوق مدنية وحياتية ومعيشية ؛ تفوق بدرجات التعاسة كل ما يعانيه اهالي الصومال واريتيرية و الحبشة معا".
كان المخيم رمزا للفداء و التضحية والعطاء ؛ لكنه اصبح رمزا للفقر والمعيشة الوضيعة والحياة التحت بسيطة ؛ كل هذا يهون امام واقع امني اجتماعي او امني سياسي - عسكري يلف جميع جوانبه.
لعلي رغبت ان اتحدث عن مخيم غزته اﻻيدي الساقطة لترمي بين اﻻهالي اﻻفات اﻻجتماعية السوداء حيث ﻻ آفة اجتماعية بيضاء ابدا ؛ اقلها اركيلة في مقهى او على ناصية الطريق والزواريب ومداخل السوق وليس اكبرها ما يحصل من هجومات ارتدادية يتصدى لها خيرون كثر في اكثر من مخيم وليس اخرها شاتيﻻ ؛ ام تراني احببت ان اكلمكم عن مخيم اخر كان سيد مخيمات لبنان بكل معنى الكلمة فاصبح عبدا للبطالة المقنعة وللتسرب المدرسي ولعمالة اﻻطفال ؛ ام يا تري انني كنت تواقا كي اكتب عن مخيم كان رمزا للصمود وللعزة وللكرامة وشقيق له ايضا كان يتبارى اشباله باصطياد دبابات العدو حين غزت لبنان كله بمدنه وقراه ومخيماته...فاصبحا مرتعا لمروجي المخدرات وللمبتذل من اﻻفعال...
للاسف لم يعد هناك ما نكتبه اﻻ احد خيارين : إما ان نقف على اطﻻل كل مخيم بمخيمه ونتغنى بالشهداء والجرحى والمعوقين وايام الصمود وساعات التصدي ؛وتجليات الثورة حتى النصر وطالعلك با عدوي طالع الى اخر الاناشيد الحماسية الثورية المحبذة على الكفاح والنصال والجهاد معا ؛ او ان نقف على حدود كل حارة بحارتها ونعود الى زمن العشائرية البغيضة لنهجم على بعضنا البعض ولنتصدى لبعضنا البعض بثارات مقيتة قاتلة لم تعد تقتصر على وضع حرامين او شرشفين لمحاوﻻت منع الهواء عن بعضنا البعض كما كان يظن جدودنا حين كانوا يختلفون في بباراتهم او على جوانب ضيعهم وقراهم ؛ وﻻ بوضع حبل نقسم فيه البركة بين شريكين للسقيا والري ؛ بل هنا القسمة فيها استنفار باشكال متطورة عما كنا فيه قبل اللحوء وقبل وجود المخيمات وتحولت الى سفك دماء و اطﻻق رصاص وترهيب و....اجرام . 
بكل اسف وبكل حزن اصبحنا نتجول في فيديرالية مخيماتية تتوسع حينا لتكون كل مخيم بمخيمه وتضيق حينا اخر لنتنقل بين كل حارة بحارتها وبحذر شديد بل وبحظر في كثبر من اﻻوقات حيث يمنع اهالي الحي الفﻻني او بعضا منهم من دخول الحي العﻻني ؛ والعكس بالعكس ؛ تحت طائلة الخطر الشديد حتى الموت.
اخر صرعات الموسم والstyle هو ما نشاهده دوما من اغﻻقات للطرقات الرئيسية في مخيم ما ؛ حتى يتطور الى اغﻻقات للمدخل الرئيسي لذلك المخيم ؛ طبعا ليس من قبل القوى اﻻمنية اللبنانية وﻻ حتى الفلسطينية بل من افراد في كثبر من اﻻوقات او من قوى اصبحت امرا واقعا ؛ وهي جزء من هذا الشعب والمكون المخيماتي ارغبنا ام لم نرغب ؛ واﻻهم من ذلك ان لم نقل اﻻخطر من ذلك ان اغﻻق الطرقات يشمل اغﻻق المدارس والمراكز الصحية للاونروا وربما لهنيهات قليلة لغير اﻻونروا ؛ هذا ان دل على شيء فانما يدل على قلة الوعي لدى من يقومون باغﻻق المدارس والمراكز الصحية وكنا نتمنى ان يكون اﻻحتجاج باغﻻق مكاتب الفصائل الفلسطينية كلها ؛ ان كانت مقصرة تجاه شعبنا ؛ بل واقفال المحال التجارية والصناعية ودكاكين السمانة وتعطيل الحركة التجارية المعطلة اصﻻ بفعل بؤس المعيشة وسوء الحياة ﻻ ان نصب جام غضبنا على مؤسسات هي لنا اوﻻ واخرا قبل ان تكون للاونروا ؛ ونحمد الله ان هناك مدارس وعيادات للاونروا (وعلى فقرها وضعف خدماتها) اﻻ انها تلبي الحد اﻻدنى وهذا افضل من ﻻشيء ، واﻻ فان اغﻻق هذه المؤسسات ياتي بنفس سياق ما تريده اﻻونروا تماما من تقليصات هي تفعلها وحين نغلق مؤسساتها نكون قد لبينا نداءا خفيا اﻻونروا تناديه منذ العام 1999 اي منذ اول خمسين عاما على تاسيسها.واﻻونروا بقيادتها العفنة وطغم الفساد الموجودة في ادارتها تريد الحجة البسيطة كي تقول للعالم اجمع ان اللاجئين في لبنان ﻻ يريدون الخدمات التي نقدمها.ونحن مع مطالب كل شعبنا غير المنقوصة ويحضرني هنا ما قاله لي احد الاخوة ان اﻻونروا بعد لجنة اﻻزمة لم تعد تحسب حساب لحدا....وهذا طبعا برسم قيادة شعبنا ومرجعياته.
ان ما نراه في هذه اﻻيام وفي اكثر من مخيم فلسطيني في لبنان هو امتداد لفيديرالية عاشتها المخيمات في الفترة الممتدة ما بين 1986 و 1996 تقريبا ؛ لعشر سنوات بغيضات وليست عجاف فقط . 
هل من المعقول ان تتحول مخيماتنا الى حارات واحياء ؟ ام انها هي كذلك من قبل ولم نكن نرى ؛ وتجسدت ميدانيا بدل ان تكون قواطع للم الشمل فتحولت احياءا للنعرات و زيادة الثغرات والهفوات بين اهالي البلدات اللاجئة او حتى بين اهل نفس البلد.
فيديرالية المخيم والتي تحولت من مكون مجتمعي اجتماعي بحت الى مكونات ؛ وليست مربعات امنية طبعا ؛ او حتى تحولت الى تجمعات سياسية - عسكرية ﻻ سياسي واعي فيها وﻻ عسكر منظم بل مجاميع من المأدلجين و المسلحين تحسبهم جميعا بل هم غثاء وسراب ؛ وتنبيء هذه الظاهرة بعودة التشرذم الى مكون الثورة اﻻساسي - اي الى المخيم - وتنذر بما ﻻ تحمد عقباه ؛ وتجعل من بلقنة مصغرة ومريرة تغزو مخيمات اللجوء ان لم تكن سايكس بيكو على مقياس مخيمات اللجوء و على قدر اهل العزم من قيادات المخيم -المخيمات ؛ وتقسم المقسم وتجزيء المجزأ ؛ وهنا السؤال : هل مات الكبار فعﻻ فاصبح الصغار ؛ او الشباب كي يكون المصطلح عادﻻ ؛ يتصرفون وكأن ﻻ مرجع لهم وﻻ مرجعية؟ ﻻ ادري ان كنت مصيبا في تصوري ان السوفيات كانوا على حق في اختيار رئيس لهم ﻻ يقل عن كبير العمر اﻻ بعمر اكبر حتى لو لم نكن بالكاد نحفظ اسم الرئيس حتى يموت ليؤتى باكبر منه...وتكرر ذلك لعدة مرات خﻻل فترة ﻻ تزيد عن عقدين من الزمن...اعتقد ان السوفيات كانوا مصيبين في هذه النقطة....؟لعلنا نعمل على ان نصيب في نقطة مشابهة لنلغي فيديرالبة المخيم كي يعود المخيم...اي مخيم كان...مرتع الثوار ومنارة اﻻحرار....ومركز اﻻخيار ﻻ اﻻشرار...!
google-playkhamsatmostaqltradent