الاجراء الصهيوني الاخير في منع الاذان عبر مآذن مساجد القدس خطوة في غاية
الخطورة ، و مدخلا للتهويد الكامل لمدينة القدس . هذه الخطوة الاخيرة اذا لم
تواجه بشكل منظم و بقوة فإن الصهاينة سيتبعونها بخطوات ربما تهدد الوجود
العربي و الاسلامي في القدس .السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية اولى في هذه
المواجهة و ذلك من خلال اتخاذ اجراءات للضغط على العدو و ذلك بوقف كل اعمال
الاتصال و بالاخص التنسيق الامني ، و اطلاق حملة واسعة عربيا و اسلاميا و دوليا
لادانة الاجراء الصهيوني و لفرض التراجع الفوري عنه و عن اعمال التهويد الممنهجة
التي يقوم بها في الاراضي الفلسطينية و في المقدمة القدس . و يجب على السلطة
استخدام اوراق الضغط على الاحتلال و اهمها اطلاق يد المقاومة بالاضافة للمواجهات
الشعبية ، و اطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية سياسية و حزبيه ، و الدخول
الفوري في عملية مصالحة حقيقية بعيده عن كل الضغوطات الخارجية . و تمتلك
السلطة اذا ارادت التحرك على المستوى الدولي اوراق قوية متمثلة بالقرارات
الدولية التي تعتبر الاراضي التي استولى عليها العدو عام 67 اراض محتلة .
و هناك اعتراف من الدول الاوروبيه و دول اميركا اللاتينية و كل الدول الاسلامية
بان القدس عاصمة للفلسطينيين و انها مدينة محتلة . و لقد جاء القرار الذي اتخذته
منظمة اليونيسكو في اكتوبر الماضي بان القدس تراث اسلامي خالص ليدعم
إعلان منتصف المقال
هذه المواقف و القرارات الدوليه التي لا تعترف بشرعية الاحتلال للقدس .
و يقع على عاتق الامة العربية و الاسلامية مسؤولية خاصة ، فالقدس هي
قلب الامة على مدى التاريخ و تمثل معلما من معالم عزة الامة و شرفها .
و الامة الاسلامية لم تكن يوما في وضعها الطبيعي او في حال من الاستقرار
عندما تكون القدس محتلة ، فالقدس اولى قبلتهم و ثاني مسجد يعبد فيه
الله تعالى على الارض و ثالث الحرمين حيث لا تشد الرحال الا اليهم .
منظمة المؤتمر الاسلامي التي انشأت اصلا من اجل القدس عام 1969
بعد عملية حرق الجانب الجنوبي للمسجد الاقصى و التهام منبر صلاح الدين،
مطالبة بعقد مؤتمر استثنائي لبحث الاجراءات التهويديه الصهيونيه .
و هي ايضا مسؤولة امام الامة و التاريخ و قبل ذلك امام الله عن ضياع القدس.
ان مرور الاجراء الصهيوني بدون مواجهة قوية سيكون له اثر كبير ، سيهدد
القدس الشريف ، و سيسمح للصهاينة اعلان يهودية كيانهم بما في ذلك
القدس المحتلة . يستفيد العدو من المتغيرات الاقليمية و الدولية في اجراءاته
التهويديه و خصوصا خنوع و رضوخ الانظمة المحيطة بفلسطين و تآمرها
مع العدو . و ايضا بفوز المهووس الامريكي ترامب المعادي للعرب و المسلمين
في الانتخابات الرئاسية الامريكيه ، و تبعية معظم الانظمة العربية لامريكا .
و هذا ما يجعل العدو يقوم بعدوانه دون الخوف من ردود افعال محلية
او اقليميه او دوليه .