بسم الله الرحمن الرحيم
تسعة وتسعون عاما على وعد بلفور المشؤوم، والشعب الفلسطيني باق في أرضه، والصهاينة لا أمن ولا أمان لهم في فلسطين.
تعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية آرثر بلفور عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين؛ حيث إن المجرم بلفور كان مؤمنا، كما أوضح في كتابه العقيدة والانسانية ( « Theism and Humanity « ) ان الله اغدق على اليهود وعداً بالعودة الى أرض الميعاد، وان هذه العودة هي شرط مسبق للعودة الثانية للمسيح.
وإننا في رابطة علماء فلسطين في لبنان، وبعد تسعة وتسعين عاما نؤكد على الآتي:
أولا: إن بريطانيا تتحمل مسؤولية تاريخية وقانونية، وأخلاقية، فمازال هناك الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني مشردين في مخيمات لبنان وسوريا والأردن وكل دول العالم، فضلا عن معاناة الشيوخ والأطفال والنساء بالداخل.
إعلان منتصف المقال
ثانيا: إن وعد بلفور هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وعلى بريطانيا أن للقانون الدولي، وتتحمل مسؤولية جريمتها التاريخية التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وعليها أن تصدر إدانة صريحة لذلك الوعد الباطل، على غرار القرار الصادر مؤخرا من "اليونسكو"، والذي أثبت الحق التاريخي للفلسطينيين في المسجد الأقصى، ورفض المزاعم الصهيونية اليهودية الباطلة.
ثالثا: إن تهويد فلسطين - أي تحويلها الى دولة دينية يهودية لا تقبل بوجود أي عربي، مسلماً كان أو مسيحياً، كما أشار الى ذلك وزير خارجيتها ليبرمان أمام الأمم المتحدة - يتطلب من دول العالم موقفا صريحا، فالصهاينة يعتدون على الحضارتين المسيحية والمسلمة.
رابعا: إن الشعب الفلسطيني - ومن خلال إنتفاضة القدس المباركة، وبطولات المجاهدين في غزة العزة، وتضحيات الميامين في ضفة الأحرار، وثبات الشيخ رائد صلاح ومن معه، وإصرار اللاجئين على حقهم في التحرير والعودة - مصر على مواجهة مشاريع التقسيم والتهويد والتجزئة، ففلسطين كلها لنا من البحر إلى النهر، ولا يحق لأحد أن يتنازل عن حبة تراب من أرضها المباركة.
خامسا: نطالب أحرار العالم مساندة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة لاستعادة حقه التاريخي المسلوب، وطرد المحتلين الغرباء.
وأخيرا؛ إننا وبعد تسعة وتسعين عاما، نعلن للعالم أجمع بأن نهاية المشروع الصهيوني قريبة جدا، فشعب فلسطين ومعه الأمة العربية والإسلامية مصرون على طرد المحتلين وتحرير المسجد الأقصى المبارك وكل فلسطين.
قال تعالى:" فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ".
رابطة علماء فلسطين في لبنان
2/11/2016