صور جنوب لبنان من محمد درويش
بمناسبة 11 تشرين الثاني يوم شهيد حزب الله والذكرى السنوية الـ 43 لعملية فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير، أقام حزب الله مراسم افتتاح النصب التذكاري للشهيد قصير في مكان تنفيذه العملية في محلة جل البحر في مدينة صور بجنوب لبنان ، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، ورئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين وعدد من قيادات حزب الله، وممثلو عن الفصائل الفلسطينية، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات.
وبعد تلاوة السورة المباركة الفاتحة لروح الشهيد قصير،
أدث ثلة من المجاهدين قسم العهد والولاء بالسير على نهج الشهداء وإكمال المسيرة،
ومن ثم أزاح الوزير فنيش الستارة عن النصب التذكاري قبل أن يضع إكليلاً من الزهر أمامه، كما وضع أكاليل من الزهر باسم حركة الجهاد الإسلامي وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والمهن الحرة في حزب الله.
رئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين قال إن هذا اليوم هو يوم من أيام الله سبحانه وتعالى، فهو يوم من صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقاوموا العدو الصهيوني، وقدموا أنفسهم قرابين لله سيراً على نهج أبي عبد الله الحسين (ع)، حيث اضطر العدو لأن يخرج خائفاً مترقباً من أرض جبل عامل، وقد تحقق هذا النصر بفضل دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين الذين خلفوهم ليكملوا الطريق، وها هم اليوم يثبتون على نفس الخط في مواجهة قوى الكفر والطغيان.
وكان قد تحدث الوزير فنيش فشدد على أن هؤلاء الشهداء هم الأحياء والحاضرون في وجداننا وذاكرتنا وعقولنا وفي كل ما نشعر به من كرامة وعزة وأمن واستقرار، وهم صناع حاضرنا وبناة مستقبلنا، ومصدر عزنا وفخرنا، وهم من حطم أسطورة العدو، وكشفو زيفه وعجز بعض الأنظمة وتخاذلها، وأثبتوا للأمة بأسرها أن المشكلة ليست في أن عدونا لا يقهر، بل في أنه ليس مسموحاً لطاقات أمتنا وشبابنا أن يدخلوا في معادلة الصراع، وأن هناك من يكبّل ويقيّد وينشر ثقافة الهزيمة والتراجع والاستسلام.
وأكد الوزير فنيش أن مسيرة المقاومة لن تتوقف، وأنه مهما ظن الأعداء أنهم قادرون على إشعال الحرائق لإشغالها وإبعادها عن قضيتها الأساس التي تكمن في تحرير ما تبقى من أرضنا، فضلاً عن مواجهة المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، فإنهم لن يفلحوا، بل على العكس من ذلك، فالمقاومة تراكم المزيد من الخبرات، وستبقى دائماً السد والحصن المنيع للدفاع عن سيادة الوطن، وعن حقوق الأمة والمقدسات.
وشدد الوزير فنيش على أنه لن يتمكن أحد من إبعاد المقاومة عن المضي في طريق التصدي للمشروع الصهيوني، ونصرة الشعب الفلسطيني وتحرير مقدسات الأمة وفلسطين، وهذا أمر بات واضحاً للأعداء ولكل أبناء الأمة، وبالرغم أن هناك الكثير من محاولات التفرقة والتضليل وإبعاد أبناء الأمة عن هذا الخط والنهج، وتوسل الفتن الطائفية والمذهبية، فإنه بحول الله وبقدرة المقاومين وبمبادرة المقاومة وتصديها وحضورها، بات مشروع الفتنة ينحسر ويتراجع، وبدأت الحقائق تتكشف، وبات معلوماً للقاسي والداني أن المقاومة لا تخوض حرباً إلاّ مع أعداء الأمة، وأن مشروعها هو وحدة ونهضة الأمة، فضلاً عن الدفاع عن شعوب أمتنا وقضايانا، وعدم السماح لأعدائنا لا سيما الإدارة الأميركية ومعها العدو الصهيوني أن يحاصرها أو أن يسقطها في الفتن التي لا تزال بعض أنظمتنا العربية تمتهن وتستمر بهذا الدور في محاولة منع أي مشروع تحرري أو نهضوي على مستوى الوطن والأمة.
وبعدها توجه الحضور إلى مكان تنفيذ عملية مدرسة الشجرة الاستشهادية، حيث أقيمت مراسم افتتاح النصب التذكاري لشهيد مدرسة الشجرة، وبعد أن أزاح الوزير فنيش والحضور الستارة عن النصب التذكاري، وضعوا إكليلاً من الزهر أمامه، وقرأوا السورة المباركة الفاتحة.
ومن ثم توجه الجميع إلى مكان تنفيذ عملية الاستشهادي حسن قصير في بلدة برج الشمالي، حيث كان في استقبالهم رئيس البلدية الحاج علي ديب وعدد من الفعاليات والشخصيات، حيث تمّ وضع إكليل من الزهر أمام النصب التذكاري له.
إعلان منتصف المقال
واختتمت الجولة في جبانة مدينة صور، حيث وضع إكليل من الزهر عند ضريح الاستشهادي هيثم دبوق.
وزار وفد من رؤساء وأعضاء البلديات والمخاتير في المنطقة الأولى النصب التذكاري للشهيد أحمد قصير في بلدة دير قانون النهر، حيث كان في استقبالهم رئيس بلدية دير قانون النهر عدنان قصير.
وقد قرأ الحضور السورة المباركة الفاتحة لروح الشهيد قصير وشهداء المقاومة الإسلامية، قبل أن يضعوا إكليلاً من الزهر أمام النصب التذكاري.
وقد أدلى رئيس بلدية دير قانون النهر عدنان قصير بتصريح لفت فيه إلى أننا من خلال الدماء التي بذلها فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير، انتقالنا من حالة الذل والمهانة والاحتلال إلى حالة الكبرياء والعزة والكرامة، معتبراً أن استمرار هذه المسيرة بدفع الدم إن كان في لبنان أو في مواجهة الخط التكفيري في سوريا، إنما هو امتداد لهذا الدم الطاهر الذي يصنع دائماً العزة والكرامة لهذه الأمة.
رئيس بلدية طيردبا حسين سعد قال إننا بهذه المناسبة ننحني لدماء الشهداء وخاصة للشهيد أحمد قصير الذي افتتح عهد العمليات الاستشهادية التي هزت العدو الإسرائيلي في أرضنا الجنوبية المقاومة والتي لم تبخل يوماً في تقديم الشهداء.
ومن ثم توجهوا إلى منزل ذوي الشهيد أحمد قصير، حيث كان في استقبالهم والد الشهيد، وقرأوا السورة المباركة الفاتحة لروح الشهيد قصير، كما وزار وفد ضم ممثلي الفصائل الفلسطينية منزل ذوي الشهيد قصير.
بمناسبة يوم الشهيد، أقام حزب الله مراسم تكريمية في مكان العملية الاستشهادية التي نفذها الشهيد عباس الوزواز عند مدخل بلدة الناقورة الجنوبية، بحضور عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حب الله، وقيادات من حزب الله، وعدد من العلماء والفعاليات وعوائل الشهداء.
وقام حب الله برفقة الحضور بوضع إكليل من الزهر أمام النصب التذكاري للشهيد الوزواز، كما وضع إكليل آخر باسم المجلس البلدي في بلدة الناقورة، قبل أن تؤدي ثلة من مجاهدي المقاومة قسم العهد والولاء بالسير على نهج الشهداء.
وتحدث حب الله عن هذه المناسبة فأكد أننا علمنا الأمة كيف نهزم الاحتلال، وأنهم يستطيعون هم أن يهزموه، وبالتالي فكما انهزم الاحتلال في لبنان انهزم في فلسطين، وانسحبت إسرائيل لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بالقوة من أرض تحتلها بالقوة، واستطاعت المقاومة أن تحقق الهدف الكبير في دحر العدوان سواء كان في لبنان أو في أي بلد عربي، وكان لبنان الأستاذ والمعلم، وكانت المقاومة الإسلامية هي التي تقدم الدروس والعبر لكل إخواننا وأشقائنا سواء كان في فلسطين أو في أي بلد عربي.
وبعدها توجه الحضور إلى نصب الاستشهادي بشير علويه في بلدة البياضة، حيث أقيمت مراسم تكريمية للشهيد بحضور عوائل الشهداء وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، حيث تمّ وضع إكليل من الزهر أمام النصب التذكاري له، قبل أن تؤدي ثلة من مجاهدي المقاومة قسم العهد والولاء بالسير على نهج الشهداء.