الزيارة الرسمية الأولى لمدير عام الأونروا الجديد في لبنان، الفلسطيني الجنسية، حكم شهوان، الى صيدا ومخيماتها، طغى عليها الطابع البروتوكولي، رغم ان شهوان الذي كلف مهام الادارة بالوكالة لفترة مؤقتة وانتقالية لا تتعدى الأشهر الأربعة، حرص على ان تكسر اطلالته الأولى على صيدا ومخيماتها الجليد المتراكم بين الوكالة واللاجئين الفلسطينيين من جراء قرارات الأونروا الصحية والاجتماعية التي أشعلت الغضب الفلسطيني طيلة عام كامل من التحركات الرافضة والتي اعتبرها البعض سببا مباشرا في اقصاء المدير العام السابق الألماني ماتياس شمالي ونقله الى سوريا وان كان اعتبر ذلك ترقية له.
بالمقابل، لا يتوقع أبناء المخيمات الكثير من شهوان في وضع حد لما يعتبرونه «استهدافا» من المنظمة الدولية لحقوق اللاجئين المتمثلة بالحصول على تغطية كاملة من خدمات الوكالة الصحية والتربوية والاجتماعية، رغم ان شهوان(أول عربي يدير الوكالة) قادم بحسب كثيرين، من قلب الهم الفلسطيني واكثر من يشعر بألم اللاجئين ويفهم عليهم، الا ان ذلك لن يكون ذا تأثير كبير، بحسب بعضهم، خاصة وان شهوان لن يبقى على رأس الوكالة في لبنان سوى بضعة اشهر لن تكون كافية لاحداث اي تغيير في سياسة الوكالة تجاه اللاجئين. بل ان البعض يعتبر تعيين شهوان مؤقتا بهذا المنصب يهدف لامتصاص النقمة الفلسطينية حيال ما اعتبر تقليصا في خدمات الوكالة في لبنان، وتمهيدا لتثبيت القرارات المتخذة بهذا الخصوص في المرحلة المقبلة قبل وصول مدير عام اصيل .
في مجدليون
زيارة شهوان توزعت على مسارين، رسمي لبناني وشعبي فلسطيني، فالتقى في مجدليون النائب بهية الحريري يرافقه مدير الأونروا في منطقة صيدا ابراهيم الخطيب. وجرى التداول في اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومنطقة صيدا ومخيم عين الحلوة خصوصا واهمية تفعيل دور الوكالة في تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين صحيا واجتماعيا وتربويا .
وتمنّت الحريري لشهوان التوفيق في مهامه وان ينجح في اعادة الزخم لعمل الوكالة وتفعيل تقديم خدماتها على صعيد مخيمات لبنان وتعزيز العلاقة مع جميع مكونات الشعب الفلسطيني والتعاون معهم بما يصب في مصلحة قضيىة اللاجئين والحفاظ عليها باعتبار ان الوكالة هي الشاهد الدولي على قضيتهم. ونوهت في هذا السياق بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» اعتبار المسجد الأقصى في مدينة القدس تراثا اسلاميا خالصا.
من جهته، وصف شهوان اللقاء مع الحريري بالمهم لما تربطه بالأونروا وبالقضية الفلسطينية من علاقات خاصة على صعيد دعم الحريري للوضع الفلسطيني في لبنان. وقال انه بحث معها سبل التعاون الحالي وآليات تعاون مستقبلية .
والتقى شهوان محافظ الجنوب منصور ضو في سرايا صيدا الحكومية ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود في ثكنة زغيب العسكرية في المدينة وتطرق معهما لأوضاع اللاجئين والوضع الانساني والاجتماعي في المخيمات ولا سيما عين الحلوة.
في «عين الحلوة»
وكان شهوان زار مخيم عين الحلوة وتفقد عددا من مؤسسات الأونروا الصحية والتربوية والاجتماعية لا سيما عيادة الوكالة ومدارس الشهداء والسموع ومرج بن عامر وحطين، والتقى مصادفة قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب في محلة البركسات.
وفي مدرسة الفلوجة عقد شهوان سلسلة اجتماعات مع اللجان الشعبية الفلسطينية وممثلين عن القوى والفصائل مستمعا الى مطالبهم وابرز المشاكل التي يعانيها اللاجئون على اكثر من صعيد.
وقال شهوان انه يأمل في بناء شراكة جديدة مع المجتمع المدني الفلسطيني من اجل تطوير خدمات الوكالة. وقال ان من المهم الاستماع لاحتياجات اللاجئين بشكل مباشر ليتم عمله بطريقة صحيحة. وتوجه برسالة الى اللاجئين في كل مخيمات لبنان بأن الأونروا ملتزمة بعملها ولن تنسحب من مسؤوليتها الا بعد ايجاد حل واضح لقضية اللاجئين.
وعن كونه فلسطينيا وما اذا كان ذلك سيؤثر ايجابا على ادائه كمدير للأنروا، أجاب: طبعا عامل اللغة مهم جدا وان يشعر الواحد بطريقة مختلفة عندما يكون من الشعب الفلسطيني، ولكن بشكل عام الموظفين الذين يعملون في هذه المناصب تكون لديهم قناعة بعملهم الانساني بغض النظر عن الجنسية. ونحن نؤكد ان عملنا سيكون واحدا مع زملائي في وكالة الغوث، ولكن عامل اللغة وان تشعر بحجم المعاناة عندما تستمع مباشرة من الناس، فهذا شيء مهم جدا» .
المصدر: المستقبل - الكاتب: رأفت نعيم