تموت اسراء امام اعيننا و كم إسراء ماتت و لم نسمع بها ؟
تموت لانها من عائلة لاجئة فقيرة لا تملك مصاريف العلاج .
تموت اسراء لان المؤسسة المعنية نفضت يدها و تخلت عن
مسؤولياتها تجاه اللاجئين مع استمرار وجود العلة من انشاءها:
فالفلسطيني الذي اجبر على الخروج من ارضه عام 48 لم تتغير
عليه الظروف ، فهو يعيش في مخيمات اللجوء في واقع انساني صعب .
ممنوع عليه مزاولة معظم الوظائف ، ممنوع عليه العيش الطبيعي،
ليس له ضمانات صحية او تعويضات عمل و لا يسمح له بالتملك .
بل و محاصر في المخيم ممنوع من مواد الاعمار . و مع تقليصات
الاونروا فان اكثرية سكان المخيمات يعيشون تحت خط الفقر .
ماذا تغير على اللاجئ الفلسطيني حتى تتنكر له المؤسسة الدوليه
و تتركه عرضة للموت من الامراض و الاوبئة، و للعيش في واقع مؤلم من
الفقر و العوز و عدم الاستقرار . و لتجهيل مبرمج ناتج عن التقليص
في مجال التربية و التعليم و غياب البدائل الكفيلة بتغطية هذا الفراغ .
نعم تموت اسراء و تلحق بها جدتها من القهر ، و يموت مثلهما
الكثير من الناس على ابواب المستشفيات ، و في بيوتهم بعدما
استسلموا للامر الواقع و علموا ان لا طائل من الذهاب
الى المستشفيات أو المؤسسات الطبيه الاخرى التي لن تستقبلهم
الا في حال الدفع المقدم ، و هم لا يملكون شيئا يدفعونه !
تموت اسراء لان الدولة التي يعيشون فيها لا تعترف بحقوقهم المدنيه
و الانسانية و لا تقدم لهم خدمات كما هو الحال في اي دولة متحضرة
عندما تضطر مجموعة بشرية للجوء اليها نتيجة الاحتلال او الحروب !
تموت الطفلة الفلسطينية اسراء لان السلطة الفلسطينية التي تحوي
مئات الالاف من " القبيضة" في المؤسسات الامنية و التنظيمية لا تقوم
بما يتوجب عليها من اعباء تجاه اللاجئ الفلسطيني في لبنان.
و لإن اللاجئ الفلسطيني في لبنان يقع تحت وطأة ظلم مركب
فإن اسراء تموت ، و نحن نتحسر و نتألم . نذرف عليها الدموع
و نشعر بالقهر ، و ننتظر ضحية اخرى لا ندري من تكون،
من اية عائلة و من أي مخيم !
تموت اسراء لانها حرمت من ابسط الحقوق التي كفلتها الشرائع
و القوانين في كل الدول من غذاء و علاج و حماية و تعليم .
ولإننا في عصر غابت فيه الضمائر و سادت المصالح و المكاسب
على حساب اّلام الفقراء و المعوزين . فهل يكون في موتها احياء
للضمائر و لفتة للمعنيين و المسؤولين قبل ان نفجع بإسراءات اخرى!

