جهالة العقﻻء وضﻻلة اﻻغيياء
بقلم رضوان عبد الله
مدير عام وكالة الشعلة الدولية للانباء /بيروت
قامت الدنيا ولم تقعد ولكنها ستقعد ﻻن العرب تحمسهم هبات هبات وهذا ﻻ يجعلنا نخاف من اي مقوم (من اقام يقيم وليس يقوم) للدنيا اذا كنا على خطأ فكيف اذا لم نكن على خطأ اصﻻ ..وكيف ذلك؟
جنازة بيريز ومشاركة الاخ الرئيس ابو مازن فيها و (اخذ الخاطر ) من نتانياهو وارملة بيريز لم تعجب الكثيرين من اﻻعراب والعربان والمستعربين القدامى و الجدد..اكثر من ذلك فان التعليقات السفيهة و السخيفة على مشاركة اﻻخ الرئيس ابو مازن بجنازة عدوه وعدونا اللدود ؛ شيمون بيريز ؛ لن تغير في واقع اﻻمر شيئا ولن تهتز اﻻجفان ان على المستوى الشخصي للرئيس القائد صاحب الواجب العربي والفلسطيني على حد سواء او على المستوى القيادي للشعب الفلسطيني ممثﻻ ب م. ت . ف. وعمودها الفقري حركة فتح...ونحن وقيادتنا سويا ندرك ايضا ان اامشاركة بالجنازة لن تغير بواقع الصلف و العجرفة و التعسف الذي يمارسه اﻻحتﻻل اﻻسرائيلي بحق جميع شرائح شعبنا ....اﻻ ان التغيير سيظهر على اﻻرض مع " الجمهور واﻻحزاب اﻻسرائيلية المعتدلة " ان صح التعبير .
اﻻ ان المحزن او المخزي المعيب هو تناقل زيارة او مشاركة الرئيس ابو مازن من قبل كثيرين من الوصوليبن واﻻتتهازيين وحتى اﻻعﻻميين بطريقة سيئة تجعلنا نضع النقاط على الحروف حيث انه من المعيب اتهام رمز من رموز الثورة الفلسطينية المعاصرة بالخيانة والتنازل والتواطؤ...اي تنازل واين التواطؤ هو بقيام رئيسنا بواجب عزاء ولو مع عدوك؟؟!...فالعدو مجرم من 70 عاما الى اليوم ونعرف ذلك...واﻻ كيف لصﻻح الدين اﻻيوبي ان يرسل طبيبه الخاص لعﻻج ريتشارد وهو محتﻻ لمدينة القدس وعامﻻ فيها المصائب و المجازر والذبح المقيت؛ ونحن ﻻ تقول ان ابا مازن هو صﻻح الدين ؛ و لم ﻻ؟؟! ولكن بالموقع كان صﻻح الدين رئيسا" للقيادة العسكرية العربية كلهامن مسلمين ومسيحيين عرب واخذ قرارا جريئا انتج من بعد ذلك صلحا ونتائج ايجايية تجاه العرب و المسلمين...ومن ثم تم تحرير القدس بمعارك عسكرية.....واليوم فان الرئيس ابو مازن هو القائد اﻻعلى للقوات المسلحة الفلسطينية و له الحق كل الحق ان يعزي بمن يريد حيثما يريد واي وقت يريد ؛ حتى لو ان يقول لارملة بيريز (لونغ تايم) كما تبجح بعض العقﻻء الجهال ﻻن العاقل يجهل وﻻ يكون غبيا ؛ اما اﻻغبياء فانهم يضلوا ويزيحوا عن الطريق ولن يفوزوا ﻻنه زحزحوا عن طريق باتهامنا بالخيانة وراحوا صوب وحل الباطل حين غضوا النظر كليا عن امور كثيرة ﻻ نريد ان ننكأها هنا.
المعيب ان نعبر ﻻﻻخ ابو مازن اذ قال ﻻرملة بيريز لونغ تايم او فال لاحد الموجودين (لونغ تايم )او ما شابه...هل من سيذهب الى التعزية سيقول للمعزى عنده غير كلمة عزاء دافئة او شبه دافئة؟؟!
اكثر من ذلك فان كثيرين يستهزئوا بديننا الحنيف حيث بعض المنافقين السفهاء يتبجحون بسخرية بديننا الحنيف بانه لماذا ابو مازن ﻻ يعمل( ختمة) اي ذكرى ثالث لبيريز...وانهم يظنون بذلك انها سخرية بالرئيس وغفلوا انها سخرية بحق اﻻسﻻم والمسلمين حيث ان الختمة هي للمسلمين يتم خﻻلها موعظة وقراءة قران عن روح المتوفى الميت...وهنا نؤكد ان العقﻻء يجهلون واﻻغبياء يضلون...ولو ان العقﻻء فكروا ان يعملوا ذكرى ثالث وفاة بيريز بان يصعدوا الحرب ضد العدو بكافة اﻻشكال المادية والمعنوية واﻻلكترونية بدل السخرية واﻻستهزاء بديننا الحنيف...وان يوضحوا لكل دول العالم من هو بيريز وما فعلته ايدي بيريز واوضحوا لكل البشرية جرائم بيريز واعوانه وكيانه الغاصب..لو ان اﻻغبياء لم يتم تضليلهم ولم يضللوا انفسهم وعملوا على تصعيد لجهة قريبة من الذكاء وعمل معركة قوية جريئة بحق العدو وكياناته المصطنعة لكان افصل لهم واوجب و (اجرهم على الله)....لماذا ﻻ تتحول اول ثﻻثة ايام من وفاة بيريز الى معارض عن مجازره بحق كل العرب؟؟وان يتم عملها على كافة اﻻراضي بكل دول العالم كي يتعرف العالم اجمع على جرائم بيريز وافعاله العدوانية وتتذكر اﻻمم كلها من هو بيريز بدل كيل السباب والشتائم واﻻتهامات هنا وهناك وهنالك.
لماذا نترك بيريز وزبانيته وجرائمهم ونسلط اﻻضواء على واجب رسمي ليس اﻻ ؟؟!.. لماذا بالزمن القديم الحديث من كان قد قتل الشهيد عصام السرطاوي وهو كان جالسا قرب بيريز وباستطاعته ان يقتل بيريز وتركه حيا؟؟! بل ان الكثيرين الذين يدعون بانهم يقدسون مواقف الشهيد ابو عمار رحمه الله ورضي عنه وينهشون بمواقف الرمز ابو مازن كانوا هم انفسهم ينهشون بالرئيس ابو عمار وبمواقفه انذاك....للاسف ﻻ زالوا يقلبون المواقف بين جهالة عمياء لعقﻻء وضﻻلة اغبياء غير نبﻻء....!
ﻻ نبرر الخطأ ان كان خطآ...ولكن لنا قدوة في رسول الله وصحابته وامراء العرب و المسلمين...وكما ان للعدو تكتيكاته فان لقيادتنا كل الحق بالتكتيك ؛ مع ثقتنا الكبيرة بان اﻻستراتيجية الفلسطينية بتحرير فلسطين لن يمسها اي قائد ﻻ من قريب وﻻ من بعيد؛ وانا هنا اؤكد على مقولة ان اﻻخ الرئيس ابو مازن غزا قلعة العدو و وطأها بقدميه التي تشرفان كل المتخاذلين بل تعلوا عن مستوى رقابهم كثيرا ، وغزاهم بطريقة اخطر واهم من طريقة غزو القائد العربي اﻻيوبي صﻻح الدين من خﻻل بعثة طبية اميرية ارسلها لانقاذ عدوه اللدود المتحصن في قلعة ريتشارد حين كان محتلها....ونحن نؤمن بحتمية نصرنا على العدو وبنفس الوقت فاننا نثق بالتغيير القادم ، و من قلب تحصينات العدو بعد زيارة التعازي هذه...وبا خيل اركبي ويا جحافل ابو مازن اجهزي...ويا مواكب المنافقين المتخاذلين الوصوليبن ارتدي الى اعقابك خاسئة مهزومة كما كنت مرتدة دوما....ولو ان فيكم خيرا لكنتم صعدتم ضد العدو وزبانيته بدل التصعيد ضد قيادة ابت اﻻ ان ترسل رسالة واضحة للعرب وللعالم باننا اهل اﻻرض اﻻصليين و ان مشروعنا الوطني يرتكز على السﻻم وعلى اﻻخﻻق الفلسطينية الرفيعة العالية حتى مع العدو المتربع احتﻻﻻ على ارضنا...ولن تكون الخيانة وجهة نظر في القاموس الفلسطيني ابدا ﻻننا لن نخون !
