مجتمع يكره الحياة …. يعتبر الانتقاد السلبي المتواصل احد محاولات لفت الانظار . وهو سلوك موجود لدى الكثير من البشر بنسب متفاوتة . و كثيرا ما يكون جزء من مرض نفسي يستخدمه البعض بطرق ذكية و ربما مبالغ فيها .. و يبرز الانتقاد السلبي من خلال التعليقات التي بلا داعي سواء على ارض الواقع او في العالم الافتراضي .. فلا تكاد تخلو شوارعنا و طرقاتنا من الجالسين فنسمع التعليقات على كل من يمر الطويل و القصير .. البدين والنحيف … المحجبة و غير المحجبة .. و نفس الامر في العالم الافتراضي في المواضع الجادة و الهزلية . السياسية و الاجتماعية و الجميع تحت المجهر . و تحت سياط النظرات و التعليقات . و هنا لا احجر على احد بعدم ابداء الراي و التعليق على ما يعجب او ينفر منه . و المسالة هنا تتعلق بالانتقاد السلبي و المستمر لمختلف الامور . و هذا ما يندرج في اطار لفت الانظار حسب اعتقادي . فلا يعقل ان كل ما حولنا سيء فالورود في سيقانها اشواك و الدودة تنبثق منها الفراشات اجمل المخلوقات و الصبر الذ الفواكه .. فمن لديه حس دقيق و سرعة بديهة سيدرك ان هذا مرض يلازم الكثيرين من ابناء المجتمعات العربية . و الغريب ان تجد و على سبيل المثال لا الحصر _ التعليقات السلبية و التهم جاهزة بالتكفير و انعدام الاخلاق لكل من يحاول ابراز الجمال و مكنوناته في حياتنا و في هذه الايام الصعبة . ففي احد الاخبار المنشورة من قيام شابات و شباب بالدبكة في احد الشوارع امتلات خانة التعليقات لشهادات التعبير و التكفير و التخوين ووصلت للجزم بان هؤلاء الشباب من اهل النار . فكيف عرفوا بانهم سيدخلون النار ؟؟؟ هل لديهم مثلا كشفا باسماء اهل النار و الجنة ؟؟؟ ولو فحصنا وراجعنا تعليقات هؤلاء من مواضع الاخبار التي تتعلق بالذبح و القتل سنجد انتقادات خفيفة . فهل الرقص الذي لا يؤذي احد يؤدي الى جهنم ؟؟؟ و الذبح يؤدي الى الجنة ؟؟ لذلك علينا الاعتراف ان صراخنا جميعا المستمر من نفاق المجتمع الدولي و خيانة بعض العرب لا يفيدنا طالما نستمر بالنفاق و نمارسه بيننا في ابشع صوره حتى لو كان هناك انتقادات قد تبدو هينة الا انها تتراكم و تترك جبالا من التخلف و الجحود و تضخيم ال (انا) و الذات بشكل منفر و كاذب .. و اخيرا نقول نحن مجتمعات تحتاج الى الصراحة و الصدق مع انفسنا و نبذ العنصرية و غرس مفاهيم قبول الاخر و اختلافه عنا بطوله و قصره .. ببدانته و نحفه ..بشقاره و سماره و طالما الانسان لا يمارس سلوكيات تؤدي الى اذيه و جرح مشاعر الاخرين .. فلنتركه و شانه بذلك نستطيع الانطلاق نحو كل ما نحب و نتمنى من حياة و اهداف سامية بعيدا عن النفاق و الزيف … ااجمل التحيات …