recent
أخبار ساخنة

وفاءٌ فلسطينيٌ بالوعد، وانتظارُ مبادرةٍ لبنانيةٍ تُجاهَهُم ؟

الصفحة الرئيسية

نجح اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، خلال السنوات العجاف الماضية، التي حملت معها عواصف عاتية إلى لبنان ولفحت بالطبع المخيمات والتجمعات الفلسطينية فيه، في الوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم في تجنيب أنفسهم عن الانخراط في الأحداث والفتن الأمنية والسياسية والمذهبية التي طافت في كل أنحاء لبنان خلالها.
ففي الوقت الذي تخوف فيه أشقاؤنا في لبنان من دور سلبي كبير محتمل للوجود الفلسطيني في لبنان، متوقعين أن يشكل هذا الوجود خنجراً في خاصرتهم بفعل فاعل، أو بتحريضٍ وتوجيهٍ من آخر، منطلقين في تخوفهم هذا من انطباعات سلبية راسخة في أذهانهم عن الشعب الفلسطيني في لبنان، جاء الردُّ الفلسطيني عملياً بتحملٍ جادٍ للمسؤولية، وبالقيام بجهد منقطع النظير لتجنيب المخيمات الانخراط في أي فتنة مذهبية، ولمنع الوجود الفلسطيني من أن يكون رأس حربة في استهداف الأمن والاستقرار في لبنان، أو أن تكون المخيمات الفلسطينية صندوق بريد لأحد. فمن جهةٍ منع الفلسطيني خروج أي عمل يستهدف الجوار، ومن جهة أخرى حافظ على مخيماته ولاسيما أكبرها وهو مخيم عين الحلوة ومنع تدميرها، وبتنسيق عالي المستوى مع الجهات السياسية والأمنية الرسمية والحزبية اللبنانية.
والنتيجة: تصريح لبناني رسمي وحزبي شبه مجمع عليه، مفاده أن القيادة الفلسطينية تحملت مسؤولياتها وقامت بواجباتها، وأننا مطمئنون للأوضاع في المخيمات، وأن الأمور فيها تحت السيطرة.
والان، فهل يُترجِم أشقاؤنا في لبنان قناعاتهم هذه عملياً، ويبادروا إلى إنتاج صيغة للعلاقة اللبنانية الفلسطينية، ترتكز على احترام الشعب الفلسطيني وصون كرامته بإقرار الحقوق المدنية والإنسانية له من جهة، وتحويل العلاقة معه من علاقة أمنية، إلى علاقة سياسية اجتماعية إنسانية أمنية شاملة من جهة أخرى؟
لقد قمنا بما يتوجب علينا وما زلنا، فهل يقوم أشقاؤنا بما يتوجب عليهم؟؟
د. أحمد عبد الهادي (أبو ياسر)
google-playkhamsatmostaqltradent