التصريحات العنصرية لوزير الخارجية اللبناني و ما سبقتها من تصريحات
مماثلة في مناسبات مختلفة تأتي دائما و كأنها تذكر المواطن الفلسطيني
المقيم في لبنان باستحالة توطينه ، و ببقائه مدى العمر هو و اولاده و احفاده
لاجئين لا حقوق لهم . مع العلم بأنه ليس هناك فلسطيني واحد طلب منحه الجنسية.
و لم يتمن فلسطيني مقيم في لبنان الا العودة الى وطنه مع حبه الشديد لهذا البلد
العزيز و شعبه الكريم . لكن ما يؤذي مشاعر الفلسطيني -اللبناني هذه النبرة العنصرية
الملفته و المتكرره و التي توجها المسؤول اللبناني بامكانية تجنيس ابناء اللبنانيات
المتزوجات من اي جنسية ما عدا المتزوجة من فلسطيني او سوري ! و لا شك بان
هذا المسؤول يمكن ان يقبل " الاسرائيلي" و الاوروبي و الهندي و لكنه يتحسس
من جيرانه العرب فقط . ان أسوأ ما في هذا التصريح ليس بما احتواه من عنصرية
بل بما فيه من جهل بتاريخ بلاد الشام و عمق العلاقات بين الاشقاء المقيمين في
هذه البلاد ، كونها كانت بلاد واحدة موحدة منذ الفتح الاسلامي على ايدي الصحابة
ما بين 12-19 هجرية 633-640 ميلاديه ، و لم تتفكك هذه الوحدة الجغرافية
السياسية و الاجتماعية الا في الربع الاول من القرن المنصرم . و ان الاشقاء
في هذه البلدان لم يعرفوا هذا النوع من التفرقة و العنصرية الا من بعد ما
جاءت مخلفات الحملات الصليبية و قطنت بامان و سلام هذه البلاد في كنف
و حماية هذه الشعوب ثم مع الزمن تمكنت من الحكم و صار منها رؤساء
ووزراء يتحدثون بعنصرية و لؤم و خبث .
ان الفلسطيني في لبنان لا يريد الا حقة بالعيش الكريم و بحق العمل في الوظائف
غير الحكوميه و برفع التضييق و الممنوعات من مواد اعمار و غيرها و حقه
بالتملك المؤقت الى حين عودته الى وطنه ، و ذلك اسوة بغيره من المقيمين.
فهل هذه الحقوق المدنيه و السياسية و الانسانية تؤثر عليكم ؟ ان الفلسطيني
يمثل عامل مساهم في نهضة لبنان و استقراره و لم تكن له اطماع لا في الماضي
و لا الحاضر و لن تكن له اطماع في المستقبل .
كفى هذه العنصرية ضد الانسان الفلسطيني الذي يحمل كل الحب لاشقائه العرب
من المحيط الى الخليج . بل و حتى الذين ينكرون انتمائهم للعروبة لا يحمل
لهم الفلسطيني في قلبه الا المودة و الاحترام .

