تعرض الدكتور محمود الحنفي، مدير المؤسسة الحقوقية الفلسطينية “شاهد”، لحادث جزئي على مدخل مخيم البرج الشمالي – صور، مساء يوم السبت، حيث وقع تلاسن وتدافع بينه وبين عدد من عناصر الجيش اللبناني المتواجدة عند مدخل المخيم بسبب الاجراءات التي يقوم بها الجيش التي ولدت حالة من التذمر عند اهالي المخيم.
وفي مقابلة اجراها موقع عيون صيدا مع د.محمود الحنفي، للوقوف على ما جرى، قال الحنفي مع أنني قمت بالتعريف بالجهة التي أمثلها “مدير المؤسسة الحقوقية الفلسطينية “شاهد”، وانني استاذ جامعي لكن هذا العسكري بالتحديد لم يعبأ بكل هذه التعريفات وتعاطى معي بسلبية كبيرة، وقلت له دعنا نعالج المشكلة بهدوء وروية بعيداً عن التشنج لافتاً نظره الى أن الاهالي بدؤوا بالتجمهر وأخشى ان يقع خلل أمني، لكنه لم يستجب الى هذه الدعوة، وتجمهر الكثير من الناس وبدأت اتصالات من صيدا وصور من قبل مخابرات الجيش -طبعا مشكورين- وايضا حضر عدد من الضباط وقالوا أنهم سيتخذون اجراءات اللازمة حيال العسكري الذي تصرف بهذه الطريقة معي ومع غيري، وكان حدود المسألة عند هنا.
وأكد الحنفي بأن الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني مهمة للحفاط على أمن المخيمات وأمن الجوار، ونحن كجهة قانونية نحترم ونقدر دور المؤسسة العسكرية، ولكن في نفس الوقت مع تقديرنا لدور المؤسسة العسكرية، ندعو لأنسنة هذه الإجراءات ويجب ان يكون هناك مقاربة حقوقية لهذه الإجراءات، لان المقاربة الامنية للتعاطي مع القضايا الانسانية والحياتية ليست فعالة ومجدية، فهذا التضييق يؤثر على سلامة الناس وصحتهم وتنقلهم وعلى سيارات الاسعاف والمدارس وما الى ذلك.
واضاف الحنفي، أنه من الواضح أن هذه الاجراءات ليست فقط على مخيم البرج الشمالي بل انها على كل المخيمات اجمالا، فهناك مشكلة مزمنة في عين الحلوة لاسباب مختلفة، وهناك مشكلة مستجدة في مخيم البداوي. ومع تنديدنا بلجوء اي مطلوب على المخيمات لكن لا بد من البحث عن اجراءات اخرى لهذه المسالة.
وأشار الحنفي الى المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الفصائل الفلسطينية اتجاه المخيمات، مؤكدا على ضرورة إيجاد مرجعية أمنية لها احترامها من قبل الجمهور الفلسطيني، وتاخذ بحزم تجاه كل المخلين بالامن (تجار المخدرات، تجاه المخلين بالامن، تجاه اي عمليات تطرف أو ارهابي … ) وايضا تتعاطى مع الدولة. ولكن هذا لا يبرر لاي جهة أمنية لبنانية بان تقول مادام لا يوجد هناك مرجعية أمنية، فانا ساشدد الاجراءات على المخيمات، مع تفهمنا للتخوف اللبناني بهذه المسالة، لكن الحقيقة هناك اعتبارات انسانية وحقوقية يجب انا تغلب دائماً.
وقال الحنفي أن المطلوب من المؤسسات الحقوقية تجاه المخيمات أن توثق هذه الانتهاكات والتجاوزات وتتواصل أول بأول مع الجهات الامنية لتلافيها ولعدم وقوع اي خلل أمني، لانه قد تحصل هذه المشكلة مع اشخاص لا يتمتعون بالمسؤولية فتحصل اشكالية كبيرة جدا، مشيراً الى ضرورة التعاطي بمنتهى المسؤولية وبمنتهى الموضوعية في مثل هذه المواقف.
وختم الحنفي قائلاً: “حقيقةً نحن كجهة حقوقية لنا تواصل دائم مع مخابرات الجيش في صيدا وصور ولنا زيارة قريبة لمخابرات الجيش في صور لمعالجة هذه المشكلة وعدم الوقوع بها مرة أخرى، ليس معي شخصيا فأنا احد ابناء اللاجئين”، ونأمل أن تتفهم قيادة الجيش دواعينا ومطالبنا الانسانية ولا بد من احترام حقوق الانسان دائما، واي تجاوز لحقوق الانسان باي طريقة من الطرق لن يوصل الى الغاية المنشودة من اي جهة كانت.
المصدر: عيون صيدا

