تسير في الشوارع تراقب وجوه الناس … فترى شخص سارحا في همومه واخر يتحدث مع نفسه كالمجنون … و ثالث يلعن الظروف لانه ظهر على الدنيا في هذا المكان و صديقه الصامت بقربه حزين ومقهور لانه لم يخرج من رحم امه لاب يمتلك الملايين و العقارات … بينما الحقيقة التي يعيشها حيث لا يملك عملا .. ولا يمتلك قلة من النقود لشراء كوب عصير يطفىء فيه ظماه … خلال المسير يعبر شخص فجاة راكبا سيارته الفارهة و صوت الموسيقى الخارج من سيارته دون اكتراث يغطي على صوت بكاء الاطفال مع تنوع اسباب بكائهم . فمنهم من يبكي لاجل كوب من الحليب .. و اخر يبكي لشدة الحر ووالده يتحسر على ثمن مروحة تخفف عن طفله … غريبة هي الحياة ممنوع فيها الضحك بدون سبب و قد تتعرض للعقاب اذا ضحكت دون توضيح … فمسموح ان تبكي طوال اليوم و طول الشهر و كل فصول السنة .. فلا احد يمكن ان يعاقبك على بكائك و على العكس تماما هو المطلوب ان تبقى بحاجة لكل شيء .. في بلادنا انت في ورطة اذا انتقدت المتحمسين و قلت عنهم انهم مخطئون واكملت صدقك بان خطاهم يزداد مع تقدم السنين … اتهموك بالردة و الكفر و الخيانة .. و ان حاولت ان تصحح للفاتحين الذين لم يحافظوا على الامانة التي كانت بين ايديهم . رشوا عليك ماء مصبوغا بصبغة العمالة .. فلا انت هنا . ولا انت هناك و ستشبه كرة يتقاذفها الفريقين المتخاصمين في ملعب الحياة المحاصرة.. تسال نفسك ماذا علي ان افعل هل التزم الصمت ؟؟ و اجلس في غرفتي و ابكي على زمن كلمة الحق فيه اصبحت جريمة ؟؟؟ام اقف على نافذة البيت اضحك كلما رايت ما يضحك ولا يهم العقاب طالما ان العقاب اليومي مسكون فينا و هو جزء من حياتنا … الصورة واضحة و الشعب يعاني .. و الناس وصلت الى حالة الياس الشديد و شباب كل تفكيره بالهجرة ..و ارباب العائلات يائسون لقلة العمل و قلة المال .. هناك اشخاص استغلوا الشعب و سرقوا امواله بينما هذا الشعب لا يملك من اسمه الاحرف ششش .. ممنوع الضحك .. ممنوع الكلام . لا تملك يا شعب الا البكاء و الصمت و هششش