في مقابلة خلال برنامج صباحي أجرته إذاعة "صوت الشعب" اللبنانية، مع الرفيق مروان عبد العال مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان ، الذي استهل اللقاء بتوجيه التحيـــة قائلاً: ننحني للقامات العالية في عتمة العزل ورطوبة الزنازين، للأسرى القادة، لبلال الذي حول السجن إلى أكاديمية تعليم ودرس وتثقيف، وأحمد سعدات معلم وأستاذ وخبير في فلسفة القيد والحرية، لكل من يقف مع صمودهم وكفاحهم على امتداد العالمين العربي والعالمي، ألف تحية ..
وتابع، إن محاولات الالتفاف والتهديد بالعزل والتغذية القسرية لن تنال من العزيمة، و الجبهة تعد الجميع أنها ستواصل المقاومة، وإرادة أسراها فولاذية، وسنظل نرى الحرية في عيونهم، وسيسقط أولا وءخيراً. هذا الاعتقال الإدري الجائر والموروث من الانتداب البريطاني منذ بداية القرن ، وسينتهى احتلال يحّول المطاردة والاعتقال والسجن والأحكام الجائرة إلى خبر يومي في حياة الفلسطيني. هذا إدراك أن الحرية لا بد قادمة، فقضية الأسرى قضية شعب دخل أكثر من ٢٠٪ منه إلى المعتقلات اي ٨٥٠ ألف معتقل منذ عام ١٩٦٧. إن الاحتلال والقيد سينكسر .
وفي سؤال عن الأداء السياسي الرسمي للسلطة قال : هبوط بالحالة الرسمية العربية ينعكس بواقع الفقر الدبلوماسي المدقع الذي تعيشه السياسة الرسمية الفلسطينية لعجزها في استثمار الالتفاف العالمي والاستفادة من مكانتها الدولية وتأييد الرأي العام ، وحركة المقاطعة BDS ما هي إلا أنموذجاً يحتذى في خوض معركة إدانة وعقاب وعزل عنصرية الاحتلال، وسأل في معرض إجابته : لماذا لا نخوض انتفاضتنا بالمقاطعة؟ وخاصة للشركات الداعمة لإسرائيل مثل الشركة الأمنية G4S الشركة المعتمدة في السجون الصهيونية.
وحول مبررات ساقتها أجهزة السلطة بمنعها المظاهرة الاحتجاجية من الصدام مع الاحتلال قال : إنّ الأولوية هي للمشخَّص على الشعار، وللواقع على اللفظية، وللحاضر على التمنيات . نعرف هذه االقمعية الطيّعة لمدرسة السلطويّة الرجعية العربيّة، التي تخوِّن الاختلافَ من جهة وترى في فعل المقاومة حدثاً توريطياً واختلافًا يستحق العقاب من جهة ثانية.
إنها أمام سؤال الحرية كلما راودتنا تجربة السلطة الفلسطينية والتي باتت تحتاج لمراجعة جدية، وهي ليست معفية من الحساب، وأن تخضع لنقد التاريخ ولا فالسقوط في فخّ التاريخ، شرعيتها قامت على التحرر من الاحتلال وليس التحرر من المقاومة.
هذه وقوعية وليست واقعية عندما حكمها متلازمة العجز، إننا لا نستطيع وبذلك نكون قد وقعنا في فخّ “الواقعية الانهزامية”.. هي معاكسة تماماً للمقولة الواقعية الثورية التي عبر عنها مهدي عامل :"لست مهزوماً مادمت أقاوم ".
فكرة الحرية أكثر من يسطرها اليوم الأسرى الأبطال الذين دفعوا ويدفعون حريتهم الفردية ولكن إرادتهم ظلت حرة، ولأجل الحرية الحقيقية، حرية الإسان والأرض والوطن .
انتفاضة الحركة الوطنية الأسيرة لا نريد حصرها تنظيمياً ولا ايديولوجياً، فهي مسألة وطنية لأنهم أسطورة الحرية، لأنهم احرار اكثر من الذين فقدوا ارادة الحرية، وهم ينقلونها من حيّز الفكرة إلى واقع الفعل الاجتماعيّ.
ودعا إلى أوسع تضامن في مخيمات لبنان، التعبير الصادق لاستنهاض الواقع وكذلك في مدينة بيروت لرمزيتها العربية، والتي تعني تمرداً عربياً في وجه العدوان الصهيوني ، وعانت وذاقت مرارة الاحتلال وطعم النصر وسقتها منها ..
وأشار إلى خيمة الاعتصام في العاصمة السورية "دمشق " ودلالاتها الكبيرة في ظل ما تعيشه من استهدافات للنيل من مكانتها في الأمة ، وكذلك في الأردن وتونس والعواصم الأوروبية، وعن التحركات الشبابية الفلسطينية / اللبنانية قال : هي اختبار للمؤسسات الدولية الإنسانية والتي عجزت حتى الآن عن وقف انتهاكات الاحتلال الصهيوني .
لذلك هو شغف الإنسان للكرامة العربية التي يكتبها هؤلاء. هو تضامن مع الذات مع الهوية النضالية مع المقاومة، وهو صورة البطل الإيجابي المفقود في هذه الأيام، وفي زمن الخنوع واللامبالاة ، لكنه موجود في بلال واحمد وعمر ونضال وعاهد وجورج، وعلى الرغم من وجودهم في القيد فإن كل منهم يختصر روح المقاومة، لأنه مازال قادراً على تحدي الاحتلال ويقول لا للسجان حتى لو بأمعائه الخاوية. نقول للقوى التي تبحث عن فضاء جديد وثالث وثوري وخارج السائد ، هي فرصة جديدة ولنكن بحجم التحدي.