شرفني دعوة الرفاق في جبهة التحرير الفلسطينية لحضور نشاطهم الثقافي في محاضرات مهمة كاعلامية فلسطينية ، واني اعتز بهذه المشاركة ، لأن ما رايته عبر المحاضرات التي جرت في هذا النشاط على مدار ايام باشراف الرفيق عباس الجمعة عضو المكتب السياسي للجبهة، انما يدل عن مدى الاهتمام في العمل الجماهيري والثقافي ، حيث دار النقاش حول كيفية الوصول إلى كافة طبقات وفئات المجتمع واستنباط رغبات الجمهور وتجنب الاصطدام المباشر والفج مع معتقداته وآماله وموروثه الثقافي الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
ومن هنا ارى ان هذه المحاضرات القيمة من قبل المحاضرين تعطي شاباتنا وشبابنا دورا مهما في الوعي الثقافي والاجتماعي ، بعيدا عن الطابع التنظيمي ألفصائلي ، وهنا لا بد من الاشارة الى أهمية وضوح الأفكار والرؤى والمنهج بحيث يجب أن يكون هنالك مرجعية فكرية واحدة واضحة وجامعة تنعكس في نهج العمل وممارساته وأساليب عمله، وهذا يتطلب من جميع الفصائل والقوى العمل على تطوير اوضاعها حتى تتمكن من مخاطبة أفكار وتطلعات الجماهير حيث تميز كلام الاستاذ عباس الجمعة بالنزاهة كلاما وسلوكا، دون التعالي وركزعلى رؤى سياسية واجتماعية واضحة ومنحازة إلى الطبقات والفئات المهمشة والمسحوقة والفقراء والكادحين .
وعلى الصعيد السياسي كان تجديد على اهمية افكر السياسي تماشيا مع المتغيرات الجديدة سواء على الصعيدين الدولي والعربي او على صعيد الصراع مع الاحتلال، وموضوع الانقسام التي تحدث فيها الحاج رفعت شناعة امين سر اقليم لبنان لحركة فتح والذي دعا فيه لبناء إستراتيجية فلسطينية .
والافت في هذا النشاط كان الحديث عن الجبهة ودورها وتحدث فيه عضو قيادة الجبهة ابو محمد خالد ، وكذلك دور اليسار العربي في دعم القضية الفلسطينية والذي تحدث فيه الاستاذ رائد عطايا عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني ، مشددا على وحدة اليسار كضرورة مجتمعية وسياسية راهنة، وحاجة ملحة، ومدخل لا غنى عنه لإحداث تغيير نسبي في موازين القوى ، اضافة الى دور المرأة والشباب في المجتمع والتي تحدثت فيه المناضلة كاتي مروة عضوة لجنة العلاقات الخارجية في اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني ، بينما كان الابرز هو موضوع العلاقات اللبنانية الفلسطينية وتحدث في هذه المحاضرة عضو قيادة حركة امل الاستاذ عباس عيسى وتطرق الى ضرورة إتقان سياسة التحالفات حيث لا غنى عنها في العمل السياسي والاجتماعي، مؤكدا على دعم حركة امل والاحزاب الوطنية لحقوق الشعب الفلسطيني ودعم نضاله وحقوقه ، مؤكدا ان العلاقة اللبنانية الفلسطينية ترسخت بالدم بمواجهة العدو الصهيوني، بينما كانت محاضرة الاستاذ عباس الجمعة عن مواجهة التطبيع ودور القوى العربية واحزابها اليسارية في استنهاض طاقات الشعوب حيث شكلت محاضرته نموذجا في كيفة استنهاض طاقات الشباب والشابات وتفاعلهم بالنقاش والحوار .
امام كل ذلك فأن هذه المحاضرات تؤكد على اهمية الجمع الخلاق بين ما هو وطني وما هو اجتماعي، واستعادة دور شاباتنا وشبابنا من خلال التواصل وتعزيز هذه الثقافة، باعتباره أهم ركيزة من ركائز العمل على اختلاف مفاهيمها .
ختاما : نحن نتطلع الى دور أفضل لشبابنا انطلاقاً من ضرورة إحساسنا بالمسؤولية تجاه وطننا فلسطين ، وإيماناً منا بالدور الذي يجب أن تلعبه كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني في هذه الفترة، وهو الدور الذي لا يمكن القيام به الا من خلال مواجهة قوى التجهيل على الرغم من الصعوبات التي تقف امام هذا الموضوع ، واعادة الاعتبار لنضالنا الوطني في مواجهة العدو الصهيوني ، ولكن يجب أخذ زمام المبادرة من خلال خطاب اعلامي وبرامج السياسية لتلامس الواقع الفلسطيني ، وهذا من الممكن التعويل عليه، إلى جانب عناصر أخرى، يمكنها أن تحقق نجاحاً في تحشيد الجماهير لانهاء "الانقسام" وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتطوير وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من خلال اشراك الشباب في عملية التغيير والتفعيل والتطوير وتحمل المسؤولية وبذلك نحمي مشروعنا الوطني الفلسطيني .
اعلامية فلسطينية

