شعرت حينها لوهلة، أنني أحلم أتوهّم، اتخيل الحدث الذي يصعب تصديقه . إلى أن دخلت ووجدته جثة هامدة، جثة لانسان ما عهدته يوما إلا متحركا نابضا بالحب والعطاء والحياة والفرح ... تأكد لي ان ما اخشاه قد وقع حين قبلت رأسه وجبهته الباردة.
زادني اليقين الما حين دخلت عليه ولم يكلمني كعادته، لم يرحب بي كما العادة بعبارته المحببة الي .." الله يرضى عليكي يابه" ...لم يقل لي شيئا اليوم ، ولم يبتسم لقدومي ... هذه المره كلمته وناديته على غير عادتي، بصوت عال... عله يسمعني عنوة، او يصحو من سباته المخيف ... لم يجبني.....لا أكاد أصدق... أتراه واقعا حزينا رفض عقلي قبل الفؤاد تصديقه؟؟
الى ان رايته ممددا على المغتسل....قبلته ووضعت راسي على صدره ....شعرت بكامل عقلي ويقيني أن قلبه ما زال ينبض ويكلمني هامسا " الله يرضى عليك يابه"... .
حاولت أن أستيقظ من هذا الحلم وعبثا حاولت ... لكنني بعد حين ايقنت انه الكأس المر واني مجبرة على التجرع منه......
غادرتنا بهدوء يا من كنت تبحث دوما عن الهدوء....
رحلت كما كنت تحب، دون جلبة ولا ضوضاء...
ابي ... شعرت اليوم أنني كالطفلة... شعرت أنني أحتاجك كل يوم ... أحتاج الى صدرك الدافئ
يا من علمتنا الصدق والاخلاص والمحبه والوطنية وعلمتنا حب القضية ...حب فلسطين ....زرعت فينا مبادئك ....وسنحفظها طوال العمر إن شاء الله. ولك الرحمة .....

