recent
أخبار ساخنة

نحتاج لميثاق شرف

الصفحة الرئيسية
ربما اصبح من الضرورة الاتفاق على ميثاق شرف بيننا يحرم اللجوء 

الى السلاح او الى اية اداة تجرح فلسطينيا مهما كان نوع الاختلاف ما

عدى الخيانة للوطن . امر مؤلم و محزن و غير حضاري ان تصل الامور

بيننا في فلسطين او الشتات الى السلاح و نزهق دماءنا على اختلافات في

مسائل تافهة او على خلفية سياسية ، بينما يمكننا في جلسة مصارحة على

فنجان قهوة و بنوع من التسامح و التراضي و التحابب ان نحل كل تلك

الخلافات و ننزع من صدورنا الحقد و الضغينة ،و نوفر كل هذا الحقد لاعدائنا

الذين يحتلون بلادنا و يقتلون ابناءنا و يدنسون مقدساتنا و يعتقلون شبابنا

و يعملون فينا ذلا و مهانة و تهجيرا. مشهد لا يليق بشعبنا ان نقتتل داخل المدينة

او القرية او المخيم بينما العدو على مسافة امتار منا يعمل بنا تنكيلا و قتلا !

ما جرى خلال الايام الماضية في غير مكان داخل الوطن المحتل و خارجه 

يؤذي قضيتنا الوطنية التي تمثل اهم قضية عادلة بقيت بلا حل الى الان ،

و توصم شعبنا بالجهل بالرغم من ثقافته العالية و تضحياته الجسام و مقاومته

التي لم تنطفئ جذوتها منذ ما يقرب من مئة عام . احداث ذكرتنا بما قرأناه

في كتب التاريخ عن صراعات العرب في الجاهلية لاسباب واهية لا قيمة

لها ، حرب داحس و الغبراء بين قبيلتي ذبيان و عبس دامت اربعين عاما

بسبب سباق خيل ! و حرب البسوس بين ابناء العمومة من بني بكر ابن وائل

و بني تغلب ابن وائل دامت ايضا اربعين عاما بسبب ناقة قتلها كليب التغلبي !

أين لغة العقل و الحوار ، اين التسامح التي امتاز بها شعبنا ، كيف يجرؤ الواحد

منا ان يرفع سلاحه او سكينه او آلته الحادة في وجه اخيه و قريبه و ابن جاره

و ابن وطنه و دينة ، اين الترفع عن الصغائر التي تعلمناها من الآباء و الاجداد؟

اننا فعلا بحاجة لميثاق شرف بيننا يحرم استخدام السلاح في الخلافات الداخلية ،

ميثاق يرفع من مستوى التسامح و المحبة ، و يقبل بسيادة العدل و القانون

و تدخل العقلاء ، و ينبذ العصبية التنظيمية و الفكرية و القبلية . هاهم اعداؤنا،

بالرغم من الاختلافات العميقة السياسية و المجتمعيه و الفكريه و حتى العنصرية 

فانهم لا يلجؤون للسلاح في حل خلافاتهم ! نحن احق منهم بالحرص على دمائنا

و بافشاء السلام و التسامح في مجتمعنا و بقبول الرأي الآخر و باحترام الفكر

المخالف لفكرنا . آن لنا ان نعرف قيمة نقطة الدم التي لا تهرق بحقها في مقاومة

الاحتلال و الدفاع عن قضايا الامة و عزتها و مجدها .



ماهر الصديق



google-playkhamsatmostaqltradent