هناك شبابنا ينتظرون الليل بفارغ الصبر جامعون بعضهم بعد صلاة العشاء ويجهزون انفسهم بالالات الحادة (الرفش والشوكة والمعول) وغيرها من الات النكش وينتلقون باحثين عن مكان امن يدخلونه ليشقون الانفاق وقلوبهم ممتلئة غضب على العدو الصهيوني المجرم لينتقمون منه.. ويسارعون في العمل بجد والعرق ينساب من اجسادهم المباركة..وينظرون للساعة كانها تمر كالبرق , ويناشدون بعضهم السرعة بالعمل قبل بزوغ الفجر والسنتهم لا تتوقف عن ذكر الله والفرحة تملئ وجوههم اذ انجزوا وغضبوا ان تكاسلوا , واذا انهار عليهم النفق او كشف امرهم العدو فيرتقون بين شهيد وجريح , فيأتي اهليهم المهنئون والمباركون من كل القرى والمدن رافعين رؤوسهم...
وهنا شباب ينتظرون الليل بفارغ الصبر جامعون بعضهم عبر الموبايلات محصنين جيوبهم بالمال ويذهبون للمقاهي وفي قلوبهم الغل والحقد وحب الانتقام من زملائهم بورق اللعب (الشدة) وياتي الليل ويبدأ اللعب واللهو والسنتهم لا تتوقف عن الشتم والسباب وقذف الاعراض ووجوهم غضبة واعصابهم مشدودة والساعات تمر عليهم كالبرق لان هذا ربح وذاك خسر واقتراب بذوغ الفجر واحيانا ينشب شجار بينهم ويسقط القتيل والجريح فيأتي المعزي خجولا بحكم القربة او الجيرة واهلهم مطقطقين الرؤوس ..
القاسم المشترك بين شبابنا هنا وشبابنا هناك انهم في نفس العمر والملة ويعشقون فصل الشتاء لان الليل فيه طويل ..
اما الفرق واضح بين هنا وهناك حتى لمن لا يبصر ..نسأل الله ان يهدينا هنا وينصرنا هناك انه على كل شيء قدير ورحم الله شهداء فلسطين الحبيبة وادخلهم فسيح جنانه.